المنتدى التعليمي لعين الذهب

ملخصات دروس إجتماعيات 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا ملخصات دروس إجتماعيات 829894
ادارة المنتدي ملخصات دروس إجتماعيات 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المنتدى التعليمي لعين الذهب

ملخصات دروس إجتماعيات 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا ملخصات دروس إجتماعيات 829894
ادارة المنتدي ملخصات دروس إجتماعيات 103798

المنتدى التعليمي لعين الذهب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المنتدى التعليمي لعين الذهب

منتدى تعليمي تربوي لجميع الجزائريين


    ملخصات دروس إجتماعيات

    AB
    AB
    مدير الشبكة
    مدير الشبكة


    عدد المساهمات : 841
    النقاط : 13115
    السٌّمعَة : 9
    تاريخ التسجيل : 27/02/2010

    ملخصات دروس إجتماعيات Empty ملخصات دروس إجتماعيات

    مُساهمة من طرف AB الإثنين مارس 29, 2010 11:37 am

    الوحدة الأولى : تطور العالم في ظل القطبية الثنائية ما بين
    1945 م - 1989 م
    الكفاءة القاعدية
    :
    أمام وضعيات إشكالية تعكس ظاهرة تطور العالم في ظل القطبية
    الثنائية ما بين 1945 م - 1989 م يكون المتعلم قادرا على : دراسة ظاهرة
    التطور باعتماد السندات المختلفة .
    الوضعية الأولى :
    بروز الصراع وتشكل العالم .
    الاشكالية : أدت
    الحروب العالمية الثانية إلى تغير موازين القوى الدولية . فما أثر ذلك على
    العلاقات الدولية ؟
    مقـــــــــــدمة
    :

    أدت الحرب العالمية ii التي جرت من بداية سبتمبر 1939م حتى منتصف أوت 1945م
    إلى تغير موازين القوى الدولية بنقلها الزعامة الدولية من فرنسا وبريطانيا
    إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي , ونظرا للتباين
    الفكري والمذهبي بينهما فقد عرف العالم صراعا جديدا أطلق عليه اسم الحرب
    الباردة .
    مفهوم الحرب الباردة : هي مصطلح سياسي يتمثل في ذلك الصراع المذهبي الفكري
    الذي اشتد ما بين 1945م -1989م بين الكتلتين الإشتراكية بقيادة الاتحاد
    السوفياتي والرأسمالية والرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الأميريكية ,
    والذي تم خلاله استخدام كل الوسائل عدى المواجهة العسكرية المباشرة بين
    زعيمي الكتلتين .
    انقسام الشمال إلى كتلتين : انقسم عالم الشمال المتقدم إلى كتلتين
    متصارعتين بسبب عدة أسباب منها :
    1- التنافر المذهبي بين الرأسمالية والاشتراكية .
    2- انفراد الولايات المتحدة الأميريكية والاتحاد السوفياتي بالزعامة
    الدولية .
    3- خروج الولايات المتحدة الأميريكية من عزلتها السياسية وتبينها فكرة
    الدفاع عن مذهبها الرأسمالي .
    4- انتشار المبادئ الشيوعية خارج النطاق الجغرافي السوفياتي أثناء الحرب
    العالمية ii خاصة في شرق أوروبا وجنوب شرق آسيا .
    5- وجود القيادات المتطرفة التي لا تؤمن بالتعايش بين المذهبين ( هاري
    ترومان الرأسمالي و ستالين السوفياتي ) .
    6- إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام سلاح الذرة الفتاك ضد
    اليابان في نهاية الحرب العالمية ii
    7- إستمرار النظام الطبقي في العالم الرأسمالي .
    طبيعة العلاقات بين الكتلتين ( صراع لملء الفراغ ) :
    في ظل التنافر المذهبي بين الاشتراكية والرأسمالية , ظهر صراع قوي بين
    الكتلتين الشرقية والغربية , حاولت كل منهما سد الفراغ الناجم في القيادة
    الدولية بعد تراجع مكانة فرنسا وبريطانيا من جهة وكــذا سد الفراغ في
    المناطق المستقلة عن الاستعمار التقليدي وذلك بنشر كل كتلة مذهبها بعدة
    وسائل وطرق منها :
    1- الانقلابات العسكرية والحروب الإقليمية .
    2- الدعاية الإعلامية المغرضة .
    3- الإحصائيات الاقتصادية والعسكرية المبالغ فيهما بهدف طمأنة وتخويف العدو
    .
    4- الجوسسة والجوسسة المضادة .
    5- نشر المشاريع الاقتصادية , مثل : - مبدأ ترومان في مارس 1947م
    - مشروع مارشال في جوان 1947 م
    6- نشر القواعد العسكرية وتكوين الأحلام العسكرية مثل : الحلف الأطلسي
    أفريل 1949م و حلف وارسون في ماي 1955م .
    7- التسابق نحو امتلاك أسلحة الدمار الشامل وتطويرها .
    الاستراتيجية الخاصة بكل كتلة :
    تبنت كل كتلة في إطار صراعها مع الأخرى استراتيجية خاصة , غير أنه تم تركيز
    كل منهما على الجانب الاقتصادي , فطرحت الكتلة الغربية مشروع مارشال
    والكتلة الشرقية مشروع منظمة الكومكون .
    1- مشروع مارشال
    جوان 1947م
    : وهو عبارة عن مساعدة
    مالية قيمتها حوالي 13 مليار دولار , سمي باسم صاحبه جورج مارشال وزير
    خارجية الولايات المتحدة الأمريكية , وجه إلى الدول الأروبية وفق شروط منها
    : تثبيت سعر العملة والعمل على زيادة الانتاج الصناعي والزراعي , والعمل
    على التكتل .
    وجاء من أجل تحقيق عدة أهداف منها:
    أ- الظاهرة : وهي
    :

    - انعاش أوروبا اقتصاديا .
    - مساعدة أوروبا على التخلص من الآثار السلبية للحرب العالمية ii .
    - إعادة بناء الاقتصاد الأوروبي جراء الحرب العالمية ii .
    ب- الباطنة : وهي
    - مقاومة المد الشيوعي في أوروبا .
    - المحافظة على المبدا الرأسمالي في أوروبا .
    - ربط الاقتصاد الأروبي باقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية .
    - فرض الهيمنة الأمريكية على أوروبا .
    2- منظمة
    الكومكون
    : أنشأها السوفيات سنة
    1949م , وهي منظمة للتعاون والتبادل الاقتصادي بين دول المعسكر الشيوعي ,
    هدفها تنمية دول المعسكر اقتصاديا من خلال :
    - تنشيط التبادل التجاري الثنائي بين دول المعسكر .
    - إقامة سوق حرة للتبادل التجاري بين دول المعسكر .
    3- تدعيم حركات
    التحرر
    : عمل السوفيات على استغلال
    نقمة شعوب المستعمرات على الدول الاستعمارية الرأسمالية , فقاموا بمساعدة
    حركات التحرر في المستعمرات ماديا ومعنويا من اجل إضعاف الدول الرأسمالية
    الاستعمارية من جهة , وأملا في كسب تلك الشعوب بعد استقلالها في صف المذهب
    الشيوعي من جهة أخرى .





    وهذا الدرس الثاني :
    الوضعية الثانية :
    مساعي الانفراج الدولي
    الاشكالية : إن
    اشتداد الصراع بين الشرق والغرب بات ينذر بقيام حرب كونية مدمرة مما فرض
    على الطرفين اعتماد سياسة معتدلة هي التعايش السلمي , حدد مفهومه ودوافعه
    ومظاهره .
    تمهيـــــــــد : في
    ظل اشتداد التنافس بين الكتلتين الشرقية والغربية على الريادة العالمية
    ومناطق النفوذ , واشتداد أزمات هذا التنافس خاصة أزمتي كوريا وكوبا , أدى
    إلى زيادة احتمال قيام حرب كونية مدمرة بعد تحكم الطرفين في أسلحة الدمار
    الشامل , هذا ما فرض عليهما اللجوء إلى اعتماد سياسة أكثر مرونة واعتدالا
    عرفت بسياسة التعايش السلمي.
    مفهوم التعايش السلمي :
    هو مصطلح سياسي نعني به نبذ ( إبعاد ) الحرب كوسيلة لتسوية الخلافات
    الدولية وحلها بالطرق السلمية ( الحوار والمفاوضات ) مع الإقرار والقبول
    بأن الحوار والمفاوضات وتبادل المنافع وتعدد الأفكار والمذاهب أسس ثابتة في
    العلاقات الدولية.
    مفهوم الانفراج الدولي :
    وهي الفترة التاريخية التي عرفها العالم بعد تسوية أزمة كوبا ( أكتوبر
    1962م ) تخلص خلالها من الشدة والضيق اللذان وصلا إليهما بفعل اشتداد أزمات
    الحرب الباردة خاصة كوبا وكوريا .
    دوافع التعايش السلمي : هناك
    عدة دوافع فرضت على المعسكرين ضرورة اعتماد سياسة التعايش السلمي وهي :
    1- توازن الرعب النووي أي امتلاك الطرفين أسلحة الدمار الشامل .
    2- تأكد كل طرف من استحالة القضاء على خصمه بالقوة .
    3- الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بالطرفين خلال أزمات الحرب الباردة
    خاصة أزمة كوريا .
    4- ضغط الرأي العام الدولي الرافض لسياسة الحرب الباردة خاصة كتلة عدم
    الانحياز .
    5- حدوث تفكك داخل الكتلتين .
    6- التخلص من القيادات المتطرفة بنهاية حكم ترومان عام 1952م ووفات ستالين
    في مارس 1953م .
    7- تخلي السوفيات عن النظرية الصفرية ( التي تعني ربح كل شيء أو خسارة كل
    شيء ).
    مظاهر التعايش السلمي : هناك
    عدة مظاهر جسدت قبول الطرفين واعتمادهم السياسة منها :
    1- توقيع الهدنة الكورية في جويلية 1953م .
    2- عقد لقاء جونيف في جوان 1955م بين أيزنهاور و خورتشوف والذي تم فيه
    الاتفاق على الحد من شدة التوتر بين الطرفين .
    3- حل السوفيات لمكتب إعلام شيوعي عام 1956م .
    4- تبادل الزيارات بين قادة المعسكرين .
    5- مد جسور التعاون الثقافي والتجاري بين المعسكرين .
    6- مد الخط الأحمر الهاتفي المباشر عام 1963 م بين موسكو وواشنطن لتسهيل
    الإتصالات بين زعيمي المعسكرين .
    7- حدوث التعاون الفعال بين العملاقين في مجال غزو الفضاء(إلتحام مركبتيهما
    الفضائيتين في اوت 1975م )
    8- التوقيع على عدة اتفاقيات لمنع انتشار الأسلحة النووية منها : سالت (1)
    عام 1972م
    سالت (2) عام 1979م
    الظروف الدولية ( حركة عدم الانحياز ) :
    1- مفهومها : وهي كتلة دولية أو منظمة , ظهرت في سبتمبر1961م
    ببلغراد اليوغوزلافية , تكونت من عدة دول مستقلة حديثا في أمريكا اللاتينية
    وإفريقيا وآسيا والتي تبنت الحياد الإجابي إزاء صراع الحرب الباردة بين
    المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي .
    2- مبادئها : ارتكز نشاط حركة عدم الانحياز على المبادئ التالية :

    - تبني سياسة التعايش السلمي
    - احترام المواثيق الدولية والمعاهدات الدولية
    - احترام سيادة الدول واستقلالها واستقرارها
    - احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها
    - عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول
    - رفض سياسة استخدام القوة لحل النزاعات الدولية
    - التنديد ( الاستنكار والرفض ) بسياسة التسلح وتكوين الأحلاف العسكرية .
    - التنديد بسياسة التمييز العنصري المبنية على تسليط جنس على آخر أو تفضيل
    شعب على آخر .
    3- أهدافها : ظهرت الحركة من أجل تحقيق عدة أهداف منها :
    - تنمية سياسة التعايش السلمي ونشرها في العالم
    - تنمية العلاقات الدولية الودية بين دول العالم .
    - مقاومة الاستدمار ومناصرة حركات التحرر
    - تدعيم الحلول السلمية للمشاكل الدولية ومقاومة مبدأ استخدام القوة في
    حلها .
    4- تطور اهتماماتها منذ مؤتمر الجزائر سبتمبر 1973م :
    عرفت الحركة تطورا كبيرا في اهتماماتها منذ مؤتمرها الرابع في الجزائر , من
    خلال إضافتها اهتمامات اقتصادية إلى جانب اهتمماتها السياسية السابقة ,
    حيث طالبت بضرورة تحقيق الاستقلال الاقتصادي لدولها من خلال :
    - تمسكها بحق الشعوب في الاشراف على مواردها الطبيعية بنفسها .
    - مطالبتها بتعديل النظام الاقتصادي العالمي وجعله يتماشى مع طموحات كل
    الشعوب .
    - تأكيدها على ضرورة تحقيق توازن بين أسعار المواد الأولية وأسعار المواد
    المصنعة .
    - دعوتها لتفعيل التعاون الاقتصادي بين دولها
    - مطالبتها بضرورة حصول دول الجنوب على التكنولوجيا الحديثة من دول الشمال .
    هذه هي كل العناصر التي درسناها حتى الآن .



    الوضعية الثالثة :من الثنائية إلىالأحادية القطبية الإشكالية :شهد العالم مع
    نهاية الثمانينات تحولا في علاقاته الدولية بعد
    انهيار الاتحاد السوفياتي وهو ما سمح بظهور ملامح نظام دولي جديد .
    فما هو مفهومه وما أهدافه ومؤسساته ؟
    1-
    تفكك
    الكتلة الشرقية وسياسة التطويق
    :
    يعود تفكك الكتلة الشرقية وانهيارها اساسا إلى تفكك الاتحاد
    السوفياتي
    وانهياره تبعا لعدة أسباب وهي :
    -
    تعدد
    قومياته البشرية
    : إذ
    تشكل أساسا من 32قومية , بينها اختلافات
    لغوية وعرقية ودينية كبيرة .
    -
    محاولة السلطة السوفياتية تحقيق سياسة التوازن الجهوي عبر المجال
    الواسع للإتحاد السوفياتي (22.4 مليون كم2) وهو ما أرهق الخزينة
    السوفياتية وعرضها للعجز في نهاية المطاف .
    -
    تركيز السلطة السوفياتية على الجانب العسكري على حساب الجانب
    الاجتماعي للسكان , وهو ما ولد نقمة اجتماعية ضدها .
    -
    اهتمام السلطة السوفياتية بحلفائها في الخارج ولو على حساب مصالح
    شعوبها في الداخل وهو مازاد من النقمة الاجتماعية ضدها .
    -
    تميز الاقتصاد السوفياتي بمركزية شديدة غيبت الاجتهادات الفردية
    وهو ما خلق هو بين الطبقة العاملة والسلطة الحاكمة , وأدى إلى ركود
    الاقتصاد السوفياتي .
    -
    التدخلات العسكرية العديدة للجيش الأحمر السوفياتي في الخارج وما
    نجم عنها من خسائر مادية وبشرية .
    -
    فشل السوفيات في تحقيق أمنهم الغذائي رغم ما بذلوه من جهود , وهو
    ما عرضهم لضغط السلاح الأخضر الأمريكي -
    -
    عمل الولايات المتحدة الأمريكية ضد الاتحاد السوفياتي بغرض إسقاطه
    حتى يتسنى لها الأمر بتزعم العالم .
    -
    ضعف حلفاء الاتحاد السوفياتي في الخارج .
    -
    سياسة ميخائيل غوربتشاف الإصلاحية في نهاية الثمانينات والتي
    بناها علىسياستي الغلانسوست (الشفافية والوضوح في التسيير) والبروستوريكا
    (تحديثالاشتراكية وإدخال الديموقراطية فيما بينها) , وهذا لم يكتف
    العالمالرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية بإسقاط الاتحاد
    السوفياتيوتفكيكه لعدة دول بل عمد إلى تطويق أكبر الجمهوريات المستقلة عنه
    ووريثتهسياسيا واقتصاديا وعسكريا (روسيا) بمجموعة من الدول الصغرى تحول دون
    وصولروسيا إلى المناطق الدافئة في شمال ووسط وجنوب أوروبا , وآخر مظاهر
    سياسةالتطويق هو محاولة الولايات المتحدة الأمريكية نشر درع صاروخي أمريكي
    بدولأوروبا الشرقية قرب الحدود الروسية .


    مظاهر تفكك الكتلة الشرقية (مظاهر نهاية
    الحرب الباردة
    ) :
    * تفكك الاتحاد السوفياتي وانهياره في 21ديسمبر 1991م
    * تفكك الكتلة الشرقية وتحول دول أوروبا الشرقية من النظام الاشتراكي إلى

    النظام الرأسمالي مع مطلع التسعينات
    * حل حلف وارسو العسكري ومنظمة الكومكون الاقتصادية بعد قمة مالطا ديسمبر
    1989م
    * تحطيم جدار برلين في 9 نوفمبر 1989م
    * توحيد ألمانيا في3 أكتوبر 1990 م
    2-ملامح النظام
    الدولي الجديد
    :
    1- مفهومه : هو مجموعة القواعد والأسس التي يراد بها تسيير
    عالم ما بعد الحرب الباردة في جميع المجالات , والهادفة إلى إيجاد عالم
    مستقر خال من النزاعات , تسوده الديموقراطية والتعاون والإيخاء بين الدول .

    كما هو في ذات الوقت النظام الذي تريد الو.م.أ من خلاله فرض هيمنتها على
    العالم , بعد انفرادها بالزعامة الدولية إثر تفكك الاتحاد السوفياتي , وقد
    طرحت فكرة هذا النظام لأول مرة على لسان الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب
    خلال مؤتمري باريس في نوفمبر 1990م ومدريد في أكتوبر ونوفمبر 1991.
    2- أسباب ظهوره :
    * الرغبة الأمريكية القوية في السيطرة على العالم منذ نهاية الحرب العالمية
    ii
    * تفكك الاتحاد السوفياتي
    * زوال المعسكر الشرقي
    * إنفراد الو.م.أ بالزعامة الدولية
    3- أهدافه :
    - الظاهرة :
    * إيجاد عالم مستقر خال من النزاعات الدولية , بتقوية دور هيئة الأمم
    المتحدة
    * نشر الديموقراطية في كافة أنحاء العالم
    * ترقية حقوق الإنسان في كافة المناطق
    -الخفية (الحقيقية) :

    * ترجيح كفة الو.م.أ وتقوية دورها الريادي على الساحة الدولية
    * تكوين كتلة دولية بزعامة الو.م.أ لمواجهة أي تكتل دولي معارض للنظام
    الدولي الجديد
    *زيادة هيمنة الدول الكبرى على ثروات الشعوب المستضعفة بحجة تشجيع
    الاستثمار وحرية التجارة
    * زيادة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الصغرى تحت غطاء نشر الديموقراطية
    وترقية حقوق الانسان .



    المؤسسسات الفاعلة في النظام الدولي الجديد (أساليب تطبيقه) :
    1- المؤسسات المالية
    والاقتصادية العالمية
    :
    وهي صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والمنظمة العالمية للتجارة الحرة ,
    وتستخدمها الدول الكبرى التي على رأسها الو.م.أ كأدوات اقتصادية لفرض
    هيمنتها على الدول الضعيفة وإرغامها على القبول بالنظام الدولي الجديد من
    خلال ربط استفادة الدول من خدمات تلك المؤسسات بشرةط مجحفة تخدم بالدرجة
    الأولى مصالح الدول الكبرى داخل الدول الصغرى .
    2- هيئة الأمم
    المتحدة
    : تستخدم كأداة سياسية بمنح
    الشرعية الدولية للتدخلات الأجنبية للدول الكبرى في الشؤون الداخلية للدول
    الصغرى مثل ضرب العراق حاليا , ومسألة دارفور في السودان .
    3- الحلف الأطلسي :
    وهو الأداة العسكرية التي تراهن عليها الو.م.أ لفرض هذا النظام بقوة السلاح
    , لذلك نجده الحلف الوحيد الذي أبقي عليه حتى بعد نهاية الحرب الباردة .
    4- المنظمات غير
    الحكومية
    : وهي منظمات غير سياسية
    تنشط في عدة مجالات مثل حقوق الانسان والديموقراطية وشؤون المرأة والطفل
    والبيئة وتستغل هذه المنظمات هذا النظام باستغلال تقاريرها في التدخل
    بالشؤون الداخلية .
    5- الشركات المتعددة
    الجنسيات
    : وهي أداة للاستعمار
    الاقتصادي الذي ظهر بعد الحرب العالمية ii , وبات اليوم يزداد خطورة كون
    الدول الكبرى تستخدم هذه الشركات في استنزاف مقدرات الدول , وهو مايؤدي إلى
    إضاعفها وإفقارها , ويسهل فرض الحلول عليها .
    6- وسائل الاعلام : وهي من أهم المؤسسات الفاعلة في هذ النظام ومن
    أخطر أساليبه في ظل تطور نظم الاتصالات في عالم اليوم وسيطرة الدول
    الرأسمالية الغربية عليها , إذ أن هنالك 4 وكالات أنباء فقط تسيطر على80%
    من تدفق المعلومات في العالم , وتكرس هذه النسبة لخدمة المصالح الغربية
    الرأسمالية بنسبة 90% من اجل ترسيخ أفكار الغرب وتمرير رسالته الغربية
    والحضارية وفرض هيمنته وسلطته .










    الوحدة الثانية : تطور
    العالم الثالث مابين 1945م-1989م
    الكفاءة القاعدية : أمام
    وضعيات إشكالية تعكس تطور العالم الثالث مابين 1945م و1989م يكون المتعلم
    قادرا على دراسة ظاهرة التحرر باستغلال مجموعة سندات (وثائق) .
    الوضعية الأولى :
    استمرارية حركات التحرر
    الإشكالية : عرفت بلدان
    العالم الثالث ريادة نشاط حركات التحرر بعد الحرب العالمية الثانية .
    فما عوامل ونتائج ذلك ؟
    1- مفهوم العالم الثالث : وهو مصطلح جغرافي سياسي أطلقه الفرنسي ألفريد سوفي
    عام 1956م على الدول المستقلة حديثا في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ,
    والتي رفضت سياسة الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي متبنية
    الحياد الإجابي , وهو ما يعرف اليوم بعالم الجنوب المتخلف .
    2-مفهوم الاستعمار التقليدي : وهو مصطلح سياسي يتمثل في نمط الاستعمار المباشر
    الذي يعتمد الحملات العسكرية المباشرة والحكم المباشر من خلال الجندي
    والدبابة .
    3-مفهوم الاستعمار الجديد
    (المقنع
    ) : وهو مصطلح سياسي يتمثل في نمط
    استعماري حديث ظهر بعد الحرب العالمية الثانية تتمثل في هيمنة الدول الكبرى
    على الدول الصغرى اقتصاديا وثقافيا من خلال هيمنتها على المواد الأولية
    والمواد المصنعة بواسطة الشركات الأجنبية وهيمنتها على التكنولوجيا الحديثة
    والنظام الاقتصادي العالمي ووسائل الإعلام , ويعرف هذا الاستعمار
    بالاستعمار المقنع .
    4- سياسة سد الفراغ : وهي نمط استعماري حديث ظهر بعد الحرب العالمية ii
    خلال صراع الحرب الباردة بين الكتلتين الاشتراكية والرأسمالية , طبقته
    الو.م.أ بالدرجة الأولى من خلال محاولتها خلافة فرنسا في بعض المناطق
    المنسحبة منها مثل : الهند الصينية .
    5- التحرر السياسي : هو تمكن شعوب المستعمرات من طرد الاستعمار الأوروبي
    العسكري المباشر من أراضيها وتحقيق الحرية السياسية لشعوبها .
    6- التحرر الشامل : هو التحرر الكامل الذي يشمل كافة المجالات السياسية
    والاقتصادية والاجتماعية والثقافية . وهو هدف سامي ما زالت العديد من دول
    المستعمرات المستقلة سياسيا تناظل من أجل تحقيقه .
    7- تنوع أساليب وخصائص حركات التحرر في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية :
    عرفت المستعمرات في القارات الثلاث تقريبا تزايدا في نشاط حركات التحرر بعد
    الحرب العالميةii نتيجة توفر عوامل داخلية وأخرى خارجية .
    كما عرفت تلك المستعمرات تنوعا في أساليب الكفاح بها بين الكفاح السياسي
    والكفاح الاقتصادي والكفاح العسكري المسلح من جهة وتنوع خصائص حركات التحرر
    بها من جهة أخرى حيث وجدت بينها خصائص مشتركة وأخرى مميزة او خاصة فمن
    الخصائص المشتركة نذكر :
    * السبب الرئيس في ظهورها هو التواجد الاوروبي في تلك المناطق
    * هدفها تحرير أراضيها من ذلك التواجد الأوروبي
    * انحسارها في جنوب الارض تقريبا
    * التضامن فيما بينها خاصة التضامن الأفروأسيوي
    * تركيزها على الكفاح السلمي السياسي في فترة ما بين الحربين وعلى الكفاح
    العسكري المسلح بعد الحرب العالمية ii .
    أما الخصائص المميزة فمنها :
    * الاختلاف في الجهة التي قامت ضدها
    * الاختلاف في الشدة ( سلمي , عسكري مسلح ) والمدة .
    * تميز الكفاح في البلدان العربية الإسلامية على أنه جهاد في سبيل الله
    علاوة على أنه كفاح من أجل تحرير الأرض .
    ·الحركة التحررية في الهند الصينية :

    الهند الصينية هي الرقعة الجغرافية الواقعة جنوب الصين وشرق الهند ومنها
    الهند الصينية الفرنسية التي تضم : الفيتنام , اللاووس , كمبوديا , والتي شكلت منها
    فرنسا منذ عام 1898م كنفدرالية الهند الصينية الفرنسية .
    وقد عرفت هذه النطقة زيادة في نشاط حركات التحرر بها منذ 1941م بتأسيس
    الفيات منه بقيادة هوشي منه , وبانتهاء الحرب العالمية ii وجدت المنطقة
    نفسها مقسمة إلى نصفين يفصل بينهما خط 70 درجة شمالا , وقد عرف الشمال ظهور
    حكومة وطنية بزعامة هوشي منه في سبتمبر 1945م, في حين عرف الجنوب عودة
    الفرنسسين وهو ما أدى إلى اندلاع الثورة الفيتنامية ضد فرنسا في نوفمبر
    1946م , وهي الثورة التي امتدت حتى ماي 1954م وانتهت لصالح الفيتناميين ,
    وأعقبت بانعقاد قمة جنيف في جويلية 1954م التي أقرت ما يلي :
    - التأكيد على تقسيم الفيتنام إلى قسمين شمالي وجنوبي , وإقامة هدنة بينهما
    .
    - منح كمبوديا واللاووس الاستقلال التام .
    - منع إقامة قواعد عسكرية أو تشكيل أحلاف عسكرية بالمنطقة .
    - تقرير مصير الفيتنام من خلال استفتاء يجرى لأجل أقصاه سنتين منذ عقد
    المؤتمر (جويلية1945م) .
    غير أن الو.م.أ لم ترضها تلك القرارات خاصة آخرها , فعملت على تطبيق سياسة
    سد الفراغ في المنطقة بتدعيم من النظام الرأسمالي في جنوب الفيتنام ثم
    التدخل العسكري في الفيتنام , غير أنها فشلت أمام صمود الفيتناميين الذين
    وحدوا الفيتنام تحت الراية الاشتراكية منذ صائفة 1945م.
    * الحركة التحررية في الهند :
    تعد الحركة التحررية في الهند من أبرز حركات التحرر في العالم لتميزها دون
    غيرها بأسلوب الكفاح السلمي الذي تبناه القائد الهندي غاندي والذي قاطع من
    خلاله الإدارة البريطانية في الهند سياسيا وإداريا وقضائيا واقتصاديا
    متمكنا من تحقيق استقلال بلاده عن التاج البريطاني عام 1947م والتي انشطرت
    إلى دول : الهند , باكستان , بنغلاداش .
    * الحركة التحررية في مصر ( الثورة المصرية 23 جويلية 1952م ) :
    1- طبيعتها :
    حركة تحررية عربية مصرية قادها مجموعة من ضباط الجيش المصري أطلقوا على
    أنفسهم الضباط الأحرار , بقيادة اللواء محمد نجيب ضد النظام الملكي بمصر
    الممثل في شخص الملك فاروق المتعاون مع الإنجليز ضد مصالح بلاده وشعبه .
    2- أسبابها : منها :
    - فساد النظام الملكي المصري
    - تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري .
    - استمرار التواجد البريطاني رغم معاهدة الاستقلال الموقعة منذ 1936م
    - هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين 1942م بسبب صفقة الأسلحة الفاسدة التي
    تورط فيها النظام المصري .

    * إنجازات الثورة المصرية :
    أ) الداخلية :
    -تأميم حوالي 36% من الأراضي الإقطاعية وتوزيعها على الفلاحين الصغار في
    سبتمبر 1952م
    - إلغاء الملكية وإقامة النظام الجمهوري في جوان 1953م
    - وضع حد للوجود البريطاني في مصر بتوقيع اتفاقية الجلاء في أكتوبر 1954م
    - بناء السد العالي (سد مائي) لتطوير الزراعة والصناعة بمصر
    - تأميم قناة السويس في 26جويلية 1956م
    - تأميم المصارف والبنوك الأجنبية بمصر في نهاية 1957م
    ب) الخارجية : منها
    - منح السودان استقلالها في فيفري 1953م
    - تفعيل دور الجامعة العربية
    - المساهمة بشكل فعال في إنشاء حركة عدم الانحياز في سبتمبر 1961م
    - مواجهة الخطر الصهيوني في المنطقة العربية
    - مقاومة المشاريع الغربية الرأسمالية في المنطقة العربية مثل : حلف بغداد
    1955م , مشروع أيزنهاور 1957م
    - محاولتها تشكيل وحدة عربية على أساس قومي جسدتها بوحدة سورية مصرية من
    22فيفري 1958م حتى 28 سبتمبر 1961م
    الثورة الجزائرية 1954م - 1962م
    احتلت الثورة الجزائرية مكانة جد مرموقة على الساحة الدولية بإثباتها
    مجموعة من الحقائق شكلت خصائصا لها منها :
    - أول الثورات التي أفشلت السياسة الاستطانية الأروبية خارج أوروبا
    - نجاحها في أثبات مبدأ # ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة #
    - إثباتها أن الانتصار على قوى الاستعمار والظلم حتمية تاريخية لا جدال
    فيها , أمام إرادة الشعوب التواقة للحرية والسيادة .
    - مواصلتها لثورة التعمير بعد ثورة التحرير
    - تمكنها من التخلص من قيود الاستدمار في وقت قصير نسبيا
    - تميز موقفها الخاجي بمناصرة حركات التحرر والقضايا العادلة ومناهضة
    ومقاومة التسلط والهيمنة والنفوذ .
    الثورة الكوبية 1956م - 1962 م
    كوبا جزيرة صغيرة في عرض المحيط الأطلسي محدودة الإمكانات , غير أنها تمكنت
    من غيجاد مكانة لها على الساحة الدولية بعد نجاح ثورتها الاشتراكية
    1956م-1962م بزعامة فيدال كاسترو والتخلص من النظام الرأسمالي الممثل في
    شخص جون باتيستا الموالي للو.م.أ وتطبيق النظام الاشتراكي رغم معارضة
    الو.م.ا وتهديدها لكوبا إلا أن إرادة الشعب الكوبي المحدود الإمكانات كانت
    أقوى من الو.م.ا التي تعد أقوى دولة في العالم اليوم .
    من الكفاح من اجل التحرر إلى ترتيبات ما بعد الاستقلال
    في ظل تزايد نشاط حركات التحرر في المستعمرات تنبأت الدول الاستعمارية وعلى
    رأسها بريطانيا بحصول هذه الدول على استقلالها لذلك فكرت في كيفية
    المحافظة على امتيازاتها الاستعمارية في تلك الدول حتى بعد استقلالها
    فأنشأت لذلك منظمات تربط بينها وبين مستعمراتها , إذ انشأت بريطانيا منظمة
    الكومنوولث عام 1931م وأنشأت فرنسا منظمة الفرونكفونية عام 1970م .



    الحرب الباردة اصطلاح ساد استعماله على نطاق واسع بعد أن حطت الحرب
    العالمية الثانية أوزارها بل يمكن القول تحديدا إن ذلك كان مع نهاية الحرب
    وبعد مؤتمر يالطة.
    تلك الحرب التي بدأت واشتعلت بقرار خاطئ بل مقامرة مميتة لهتلر ولدولته
    وطموحاته التي تمثلت في بدئه هذه الحرب بغزوه لبولندا في سبتمبر عام 1939م.

    حرب أتت على أرواح الملايين عسكريين ومدنيين من خلال القصف والموت في الحرب
    ومن خلال الأمراض ومن خلال الجوع ومن خلال المحارق لليهود كما يدعون.
    لقد عرف كل من المعسكرين الغربي والشرقي ما له وما عليه بعد انتهاء هذه
    الحرب.
    برزت الولايات المتحدة كقوة وكذا الحال ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي وأتت
    بريطانيا وفرنسا بعدهما في القوة، قسمت ألمانيا بعد هذه الحرب إلى أربعة
    نطاقات حيث تسيطر كل دولة من هذه الدول على قسم من هذه الأقسام.
    ولم تنج العاصمة برلين من التقسيم بنفس الطريقة ولكن كان هناك حرية للتحرك
    بين مناطق التقسيم الأربعة للعمل أو لزيارة الأقرباء والأصدقاء وبالتأكيد
    كان لابد لهذه الأقسام الأربعة سواء لبرلين أو للبلد ككل أن تكون تابعة
    للتوجهات السياسية للمسيطرين عليها.
    بطبيعة الحال الأقسام التابعة للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أصبحت
    نظاما ديمقراطيا رأسماليا بينما القسم التابع للاتحاد السوفيتي أصبح نظاما
    شيوعيا دكتاتوريا لم يسمح ستالين فيه لقيام أي نوع من الانتخابات.
    كانت الإشكالية في مدينة برلين ذاتها التي كانت موجودة في القسم الخاضع
    لسيطرة الاتحاد السوفيتي بحيث تحيط بها أراضي ألمانيا الشرقية من كل
    الجهات.
    كان ذلك معضلة للغرب وطلبوا أن يكون لهم حرية التنقل برا إلى هذه المدينة
    وحصلت الموافقة السوفيتية، لكن في بداية ابريل عام 1948م أغلق الاتحاد
    السوفيتي الحدود البرية ولم يسمح للدول الغربية بالدخول إلى برلين بالطرق
    البرية ودام ذلك الإغلاق أكثر من 460 يوما ليرفع الحظر عام 1949م.
    كان الطعام وكل المستلزمات تأتي إلى سكان برلين الغربية عن طريق الجو فقط،
    انتعش الاقتصاد والبناء في الأقسام التابعة للولايات المتحدة وبريطانيا
    وفرنسا وساد الكساد والفقر في الجانب التابع للاتحاد السوفيتي مما دفع
    بالملايين من الناس في ألمانيا الشرقية للتحرك تجاه ألمانيا الغربية وبرلين
    الغربية خلال العقد السادس من القرن العشرين مما شكل قلقا لدى الاتحاد
    السوفيتي.
    لقد قادهم هذا القلق إلى بناء سور برلين الذي قسم برلين إلى قسمين شرقي
    وغربي والذي بدأوه بوضع أسلاك شائكة في شهر اغسطس عام 1961م ثم تدرج البناء
    مع مرور الوقت حتى انتهى ببناء مسلح من الإسمنت تعلوه أبراج للمراقبة
    يتسنمها كلاب الحراسة ورجال الأمن.
    ومن خلف هذا الجدار كانت هناك مسافة تصل إلى عدد من الكيلومترات ممنوع
    دخولها ومن يحاول دخولها فمصيره وابل من الرصاص دون مطاردة أو محاولة للقبض
    عليه.
    لقد كان هذا الجدار هو حدود الستارة الحديدية التي تعني المعسكر الشرقي
    الذي كان يهيمن عليه الإتحاد السوفيتي، وبالمناسبة فإن مصطلح الستارة
    الحديدية أطلقه تشرشل عام 1946م رئيس وزراء بريطانيا ما بين عامي 19401945م
    .
    أسوار وقلاع
    ادعى الاتحاد السوفيتي أن بناء هذا الجدار هو لمنع الإمبريالية من الوصول
    للشرق.
    وقال خورتشوف بسخرية.. إن هذا الجدار يهدف إلى منع الذئب من الوصول إلى
    ألمانيا الديمقراطية مرة أخرى.
    على كل حال بناء الأسوار والقلاع في أي بلد هو للدفاع عنه ومنع تسلل
    الأعداء إليه، ولكن سور برلين يهدف إلى منع سكان ألمانيا الشرقية من الوصول
    إلى ألمانيا الغربية وإلى إظهار قوة الاتحاد السوفيتي وقدرته على مواجهة
    الرأسمالية والإمبريالية حسب زعم الروس، ورغم هذا الجدار نجح الآلاف في
    الهروب وفشل الآلاف ومات ربما المئات.
    كان ذلك التقسيم الرباعي لألمانيا هو غنيمة الحرب وتنكيلا وعقابا لذلك
    البلد الذي أفرز هتلر ذا الأطماع التوسعية والطموح الذي لم يكن له حدود
    شرقا وغربا، وعقابا له على تصنيفه للشعوب والأعراق بدرجات متفاوتة جعل
    الجنس الآري يتسنم ذلك التصنيف في المكانة والأفضلية والعراقة بينما جعل
    البعض في ذيل ذلك التصنيف ومن ضمنهم اليهود وربما العرب.
    سعت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي إلى تشكيل الوضع السياسي في
    القسمين الغربي والشرقي كل بما يروق له وبما يتماشى مع سياساته.
    وبدأ المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة وعضوية كل من فرنسا وبريطانيا
    بوضع التصور والتخطيط السياسي لألمانيا الغربية بينما سعى الاتحاد
    السوفيتي إلى تخطيط المستقبل السياسي لألمانيا الشرقية والهدف أن تكون
    الألمانيتين تحت السيطرة الكاملة السياسية أو العسكرية والسعي إلى إماتة
    النزعة القومية والنازية والفاشية في هذين الجزئين.
    حلفاء الأمس اختلفوا وأصبحوا يفكرون فيما بعد التقسيم وخلت الساحة الدولية
    من أقطاب القوة المتعددة التي كانت تمثلها فرنسا وألمانيا واليابان
    وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة.
    وأصبح هناك فراغ في القوة أتاح للإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أن يسدا
    هذا الفراغ، حيث انهزمت ألمانيا واليابان تماما وضعفت فرنسا وبريطانيا لأن
    فرنسا احتلتها ألمانيا وضعفت وبريطانيا بعد أن تعرضت مدنها للدمار
    والخراب.
    بداية الحرب
    بدأ عدم الثقة يسود بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وهو بداية
    الحرب الباردة. المعسكر الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة يؤمن بعالم
    مفتوح وتجارة حرة وديموقراطية والمعسكر الشرقي الذي تتزعمه روسيا يؤمن
    بسيطرة كاملة ومركزية ودكتاتورية على وسط وشرق أوروبا وشرق البحر المتوسط
    وتحكم في علاقات هذا المعسكر مع الغرب.
    قسم ستالين العالم إلى قسمين بعد الحرب العالمية الثانية حيث قال بأن هناك
    قسما رأسماليا وامبرياليا يمثل المعسكر الغربي وهناك قسم شيوعي تقدمي يمثله
    المعسكر الشرقي.
    أما ترومان فقسم العالم إلى قسمين، قسم حر وقسم مستعبد، أصبحت هذه
    التقسيمات والاصطلاحات تتفاعل واصبحت المواجهة بين مبدأ الشيوعية أمام
    الرأسمالية.
    أصبحت الولايات المتحدة تنظر إلى تصرفات الاتحاد السوفيتي بأنها تهديدات
    وتشكل خطورة على الغرب وأن ستالين قد لا يختلف كثيرا عن هتلر، وكذلك كان
    الاتحاد السوفيتي يرى أن الغرب يسعى إلى إنشاء جبهة في الدول المجاورة
    للمعسكر الشرقي مضادة للشيوعية وتسعى لحرمانها من المكاسب التي حصلت عليها
    في الحرب العالمية الثانية وتهدد أمنه ومستقبله.
    بدا للغرب أن الاتحاد السوفيتي يسعى للسيطرة على العالم وأنه يسعى لتوسيع
    مصالحه مع السيطرة على التحركات الشيوعية في كل بلد تنشأ فيه هذه الحركة
    وظهرت نظرية أو مبدأ «الدومينو» التي تقول بأن الحركة الشيوعية إذا ظهرت في
    بلد فإن البلدان المجاورة له ستتهاوى لتصبح شيوعية.
    وفي مقابل هذا المبدأ ظهر مبدأ الاحتواء في سياسة الولايات المتحدة والغرب
    وتبناه ترومان عام 1947م حيث عرف بمبدأ ترومان.
    يعتمد هذا المبدأ سياسة النفس الطويل والحذر واعتبروا هذا المبدأ مبدأ
    دفاعيا في مقابل المبدأ الروسي الهجومي.
    على كل حال بدأت المواجهة ضمن الحرب الباردة مع الغرب حين احتلت روسيا شمال
    إيران وبريطانيا احتلت جنوبه عام 1945م وتم الانسحاب لكلا البلدين فيما
    بعد ولو أن انسحاب الروس جاء متأخرا بعد البريطانيين.
    وقامت روسيا بتغذية تحرك الشيوعيين في تركيا واليونان لإسقاط الحكومتين.
    وبدأ الغرب يحسب الخطر مما دفع ترومان إلى إعلان استعداده لإعانة تركيا
    واليونان في مواجهة الشيوعية من خلال جلسة مشتركة لمجلس الشيوخ والنواب
    أقرت مساعدة لهما مقدارها400 مليون دولار.
    جاءت تلك المساعدة بعد تخلي بريطانيا عن مساعدة تركيا واليونان عسكريا
    وماليا لعجزها عن ذلك.
    أدت تلك المساعدة الأمريكية إلى تخلي الروس عن مخططات إسقاط الحكومتين
    اليونانية والتركية.
    وعلى كل حال فإن مبدأ ترومان الذي أقره مجلس النواب والشيوخ يعطي الولايات
    المتحدة الحق في استخدام قوتها ودعمها ومساندتها للشعوب في أي مكان ضد
    الأقليات المسلحة التي تحاول إخضاع الشعوب بالقوة في دولها وكذلك ضد الضغوط
    الخارجية لتلك الشعوب.
    وهي إشارة لتدخلات الاتحاد السوفيتي، ورغم ان المعسكر الغربي نجح في إنقاذ
    تركيا واليونان من سيطرة الشيوعيين إلا أنه فشل في احتواء يوغسلافيا التي
    أصبحت ضمن مظلة المعسكر الشرقي.
    وبدأت خطوات الحرب الباردة تتلاحق حيث بدأ مشروع مارشال الذي أعلنه وزير
    خارجية الولايات المتحدة ( جورج مارشال عام 1947) والذي يهدف إلى البناء
    الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والعسكري لأوروبا بعد الدمار الذي لحقها
    بعدالحرب العالمية الثانية.
    وقد دعي إلى مناقشة هذا المشروع والاستفادة منه دول أوروبا الغربية
    والشرقية ولكن روسيا رفضته منذ البداية زاعمة أنها مؤامرة من الولايات
    المتحدة للسيطرة على أوروبا.
    أقر الكونجرس الأمريكي إعانة تزيد على خمسة مليارات، وحثت الولايات المتحدة
    الخطى نحو مزيد من الإجراءات ضمن الاستعدادات للحرب الباردة وتدعيم مبدأ
    الاحتواء حيث خصصت 50 مليار سنويا للناحية العسكرية وحددت أعدادا كبيرة من
    الأفراد للبحرية والسلاح الجوي وعينت أول وزير للدفاع بعد توحيد أقسام
    الجيش من بحرية وطيران وقوات برية.
    كما تم تعيين أول رئيس للمخابرات الأمريكية وفصل المخابرات عن الأمن العام.

    وتلا ذلك معاهدات عديدة منها الدفاع المشترك الذي انتهى بتأسيس حلف الناتو
    الذي تنص مادة فيه على أن أي اعتداء على دولة واحدة من المعسكر الغربي
    يعتبر اعتداء على جميع دول الحلف، وقام في مقابله في المعسكر الشرقي حلف
    وارسو.
    الصين وكوريا
    واستمرت مواجهات الحرب الباردة لتطال جنوب شرق آسيا في الصين وفي كوريا.
    ساندت الولايات المتحدة تشن كاي شك زعيم القومية الصينية الذي كان يسيطر
    على الجزء الجنوبي من الصين وذلك ضد الحركة الشيوعية التي كان يتزعمها
    ماوتسي تونغ والتي كانت تسيطر على الجزء الشمالي من الصين.
    وكان هناك توجهات لتدخل عسكري أمريكي في الصين وعدم الاكتفاء بالمعونات
    العسكرية.
    انتهى الأمر بهروب تشان كاي شك واتباعه إلى جزيرة فرموزا والتي عرفت بالصين
    الوطنية، انتقل الصراع إلى الأمم المتحدة وأصرت الولايات المتحدة على أن
    الصين الوطنية هي التي تمثل الصين في الأمم المتحدة وليس الصين الشعبية
    وبقي هذا التمثيل إلى وقت قريب حيث أصبحت الصين الشعبية هي الممثل في الأمم
    المتحدة وعضو من الأعضاء الخمسة الدائمين مع الإبقاء على مشكلة الصين
    الوطنية معلقة حتى اليوم والتي تسعى الصين الشعبية إلى توحيدها مع الصين
    الأم.



    ·الحركة التحررية في الهند
    الصينية
    :


    الهند الصينية هي الرقعة الجغرافية الواقعة جنوب الصين وشرق الهند ومنها
    الهند الصينية الفرنسية التي تضم : الفيتنام , اللاووس , كمبوديا , والتي شكلت منها
    فرنسا منذ عام 1898م كنفدرالية الهند الصينية الفرنسية .
    وقد عرفت هذه النطقة زيادة في نشاط حركات التحرر بها منذ 1941م بتأسيس
    الفيات منه بقيادة هوشي منه , وبانتهاء الحرب العالمية ii وجدت المنطقة
    نفسها مقسمة إلى نصفين يفصل بينهما خط 70 درجة شمالا , وقد عرف الشمال ظهور
    حكومة وطنية بزعامة هوشي منه في سبتمبر 1945م, في حين عرف الجنوب عودة
    الفرنسسين وهو ما أدى إلى اندلاع الثورة الفيتنامية ضد فرنسا في نوفمبر
    1946م , وهي الثورة التي امتدت حتى ماي 1954م وانتهت لصالح الفيتناميين ,
    وأعقبت بانعقاد قمة جنيف في جويلية 1954م التي أقرت ما يلي :
    - التأكيد على تقسيم الفيتنام إلى قسمين شمالي وجنوبي , وإقامة هدنة بينهما
    .
    - منح كمبوديا واللاووس الاستقلال التام .
    - منع إقامة قواعد عسكرية أو تشكيل أحلاف عسكرية بالمنطقة .
    - تقرير مصير الفيتنام من خلال استفتاء يجرى لأجل أقصاه سنتين منذ عقد
    المؤتمر (جويلية1945م) .
    غير أن الو.م.أ لم ترضها تلك القرارات خاصة آخرها , فعملت على تطبيق سياسة
    سد الفراغ في المنطقة بتدعيم من النظام الرأسمالي في جنوب الفيتنام ثم
    التدخل العسكري في الفيتنام , غير أنها فشلت أمام صمود الفيتناميين الذين
    وحدوا الفيتنام تحت الراية الاشتراكية منذ صائفة 1945م.
    * الحركة التحررية في الهند :
    تعد الحركة التحررية في الهند من أبرز حركات التحرر في العالم لتميزها دون
    غيرها بأسلوب الكفاح السلمي الذي تبناه القائد الهندي غاندي والذي قاطع من
    خلاله الإدارة البريطانية في الهند سياسيا وإداريا وقضائيا واقتصاديا
    متمكنا من تحقيق استقلال بلاده عن التاج البريطاني عام 1947م والتي انشطرت
    إلى دول : الهند , باكستان , بنغلاداش .
    * الحركة التحررية في مصر ( الثورة المصرية 23 جويلية 1952م ) :
    1- طبيعتها :
    حركة تحررية عربية مصرية قادها مجموعة من ضباط الجيش المصري أطلقوا على
    أنفسهم الضباط الأحرار , بقيادة اللواء محمد نجيب ضد النظام الملكي بمصر
    الممثل في شخص الملك فاروق المتعاون مع الإنجليز ضد مصالح بلاده وشعبه .
    2- أسبابها : منها :
    - فساد النظام الملكي المصري
    - تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري .
    - استمرار التواجد البريطاني رغم معاهدة الاستقلال الموقعة منذ 1936م
    - هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين 1942م بسبب صفقة الأسلحة الفاسدة التي
    تورط فيها النظام المصري .

    * إنجازات الثورة المصرية :
    أ) الداخلية :
    -تأميم حوالي 36% من الأراضي الإقطاعية وتوزيعها على الفلاحين الصغار في
    سبتمبر 1952م
    - إلغاء الملكية وإقامة النظام الجمهوري في جوان 1953م
    - وضع حد للوجود البريطاني في مصر بتوقيع اتفاقية الجلاء في أكتوبر 1954م
    - بناء السد العالي (سد مائي) لتطوير الزراعة والصناعة بمصر
    - تأميم قناة السويس في 26جويلية 1956م
    - تأميم المصارف والبنوك الأجنبية بمصر في نهاية 1957م
    ب) الخارجية : منها
    - منح السودان استقلالها في فيفري 1953م
    - تفعيل دور الجامعة العربية
    - المساهمة بشكل فعال في إنشاء حركة عدم الانحياز في سبتمبر 1961م
    - مواجهة الخطر الصهيوني في المنطقة العربية
    - مقاومة المشاريع الغربية الرأسمالية في المنطقة العربية مثل : حلف بغداد
    1955م , مشروع أيزنهاور 1957م
    - محاولتها تشكيل وحدة عربية على أساس قومي جسدتها بوحدة سورية مصرية من
    22فيفري 1958م حتى 28 سبتمبر 1961م
    الثورة الجزائرية 1954م - 1962م
    احتلت الثورة الجزائرية مكانة جد مرموقة على الساحة الدولية بإثباتها
    مجموعة من الحقائق شكلت خصائصا لها منها :
    - أول الثورات التي أفشلت السياسة الاستطانية الأروبية خارج أوروبا
    - نجاحها في أثبات مبدأ # ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة #
    - إثباتها أن الانتصار على قوى الاستعمار والظلم حتمية تاريخية لا جدال
    فيها , أمام إرادة الشعوب التواقة للحرية والسيادة .
    - مواصلتها لثورة التعمير بعد ثورة التحرير
    - تمكنها من التخلص من قيود الاستدمار في وقت قصير نسبيا
    - تميز موقفها الخاجي بمناصرة حركات التحرر والقضايا العادلة ومناهضة
    ومقاومة التسلط والهيمنة والنفوذ .
    الثورة الكوبية 1956م - 1962 م
    كوبا جزيرة صغيرة في عرض المحيط الأطلسي محدودة الإمكانات , غير أنها تمكنت
    من غيجاد مكانة لها على الساحة الدولية بعد نجاح ثورتها الاشتراكية
    1956م-1962م بزعامة فيدال كاسترو والتخلص من النظام الرأسمالي الممثل في
    شخص جون باتيستا الموالي للو.م.أ وتطبيق النظام الاشتراكي رغم معارضة
    الو.م.ا وتهديدها لكوبا إلا أن إرادة الشعب الكوبي المحدود الإمكانات كانت
    أقوى من الو.م.ا التي تعد أقوى دولة في العالم اليوم .
    من الكفاح من اجل التحرر إلى ترتيبات ما بعد الاستقلال
    في ظل تزايد نشاط حركات التحرر في المستعمرات تنبأت الدول الاستعمارية وعلى
    رأسها بريطانيا بحصول هذه الدول على استقلالها لذلك فكرت في كيفية
    المحافظة على امتيازاتها الاستعمارية في تلك الدول حتى بعد استقلالها
    فأنشأت لذلك منظمات تربط بينها وبين مستعمراتها , إذ انشأت ب
    AB
    AB
    مدير الشبكة
    مدير الشبكة


    عدد المساهمات : 841
    النقاط : 13115
    السٌّمعَة : 9
    تاريخ التسجيل : 27/02/2010

    ملخصات دروس إجتماعيات Empty رد: ملخصات دروس إجتماعيات

    مُساهمة من طرف AB الإثنين مارس 29, 2010 11:39 am

    تاااااااااااااابع

    ·الحركة التحررية في الهند
    الصينية
    :


    الهند الصينية هي الرقعة الجغرافية الواقعة جنوب الصين وشرق الهند
    ومنها الهند الصينية الفرنسية التي تضم : الفيتنام , اللاووس , كمبوديا , والتي شكلت منها
    فرنسا منذ عام 1898م كنفدرالية الهند الصينية الفرنسية .
    وقد عرفت هذه النطقة زيادة في نشاط حركات التحرر بها منذ 1941م بتأسيس
    الفيات منه بقيادة هوشي منه , وبانتهاء الحرب العالمية ii وجدت المنطقة
    نفسها مقسمة إلى نصفين يفصل بينهما خط 70 درجة شمالا , وقد عرف الشمال ظهور
    حكومة وطنية بزعامة هوشي منه في سبتمبر 1945م, في حين عرف الجنوب عودة
    الفرنسسين وهو ما أدى إلى اندلاع الثورة الفيتنامية ضد فرنسا في نوفمبر
    1946م , وهي الثورة التي امتدت حتى ماي 1954م وانتهت لصالح الفيتناميين ,
    وأعقبت بانعقاد قمة جنيف في جويلية 1954م التي أقرت ما يلي :
    - التأكيد على تقسيم الفيتنام إلى قسمين شمالي وجنوبي , وإقامة هدنة بينهما
    .
    - منح كمبوديا واللاووس الاستقلال التام .
    - منع إقامة قواعد عسكرية أو تشكيل أحلاف عسكرية بالمنطقة .
    - تقرير مصير الفيتنام من خلال استفتاء يجرى لأجل أقصاه سنتين منذ عقد
    المؤتمر (جويلية1945م) .
    غير أن الو.م.أ لم ترضها تلك القرارات خاصة آخرها , فعملت على تطبيق سياسة
    سد الفراغ في المنطقة بتدعيم من النظام الرأسمالي في جنوب الفيتنام ثم
    التدخل العسكري في الفيتنام , غير أنها فشلت أمام صمود الفيتناميين الذين
    وحدوا الفيتنام تحت الراية الاشتراكية منذ صائفة 1945م.
    * الحركة التحررية في الهند :
    تعد الحركة التحررية في الهند من أبرز حركات التحرر في العالم لتميزها دون
    غيرها بأسلوب الكفاح السلمي الذي تبناه القائد الهندي غاندي والذي قاطع من
    خلاله الإدارة البريطانية في الهند سياسيا وإداريا وقضائيا واقتصاديا
    متمكنا من تحقيق استقلال بلاده عن التاج البريطاني عام 1947م والتي انشطرت
    إلى دول : الهند , باكستان , بنغلاداش .
    * الحركة التحررية في مصر ( الثورة المصرية 23 جويلية 1952م ) :
    1- طبيعتها :
    حركة تحررية عربية مصرية قادها مجموعة من ضباط الجيش المصري أطلقوا على
    أنفسهم الضباط الأحرار , بقيادة اللواء محمد نجيب ضد النظام الملكي بمصر
    الممثل في شخص الملك فاروق المتعاون مع الإنجليز ضد مصالح بلاده وشعبه .
    2- أسبابها : منها :
    - فساد النظام الملكي المصري
    - تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري .
    - استمرار التواجد البريطاني رغم معاهدة الاستقلال الموقعة منذ 1936م
    - هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين 1942م بسبب صفقة الأسلحة الفاسدة التي
    تورط فيها النظام المصري .

    * إنجازات الثورة المصرية :
    أ) الداخلية :
    -تأميم حوالي 36% من الأراضي الإقطاعية وتوزيعها على الفلاحين الصغار في
    سبتمبر 1952م
    - إلغاء الملكية وإقامة النظام الجمهوري في جوان 1953م
    - وضع حد للوجود البريطاني في مصر بتوقيع اتفاقية الجلاء في أكتوبر 1954م
    - بناء السد العالي (سد مائي) لتطوير الزراعة والصناعة بمصر
    - تأميم قناة السويس في 26جويلية 1956م
    - تأميم المصارف والبنوك الأجنبية بمصر في نهاية 1957م
    ب) الخارجية : منها
    - منح السودان استقلالها في فيفري 1953م
    - تفعيل دور الجامعة العربية
    - المساهمة بشكل فعال في إنشاء حركة عدم الانحياز في سبتمبر 1961م
    - مواجهة الخطر الصهيوني في المنطقة العربية
    - مقاومة المشاريع الغربية الرأسمالية في المنطقة العربية مثل : حلف بغداد
    1955م , مشروع أيزنهاور 1957م
    - محاولتها تشكيل وحدة عربية على أساس قومي جسدتها بوحدة سورية مصرية من
    22فيفري 1958م حتى 28 سبتمبر 1961م
    الثورة الجزائرية 1954م - 1962م
    احتلت الثورة الجزائرية مكانة جد مرموقة على الساحة الدولية بإثباتها
    مجموعة من الحقائق شكلت خصائصا لها منها :
    - أول الثورات التي أفشلت السياسة الاستطانية الأروبية خارج أوروبا
    - نجاحها في أثبات مبدأ # ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة #
    - إثباتها أن الانتصار على قوى الاستعمار والظلم حتمية تاريخية لا جدال
    فيها , أمام إرادة الشعوب التواقة للحرية والسيادة .
    - مواصلتها لثورة التعمير بعد ثورة التحرير
    - تمكنها من التخلص من قيود الاستدمار في وقت قصير نسبيا
    - تميز موقفها الخاجي بمناصرة حركات التحرر والقضايا العادلة ومناهضة
    ومقاومة التسلط والهيمنة والنفوذ .
    الثورة الكوبية 1956م - 1962 م
    كوبا جزيرة صغيرة في عرض المحيط الأطلسي محدودة الإمكانات , غير أنها تمكنت
    من غيجاد مكانة لها على الساحة الدولية بعد نجاح ثورتها الاشتراكية
    1956م-1962م بزعامة فيدال كاسترو والتخلص من النظام الرأسمالي الممثل في
    شخص جون باتيستا الموالي للو.م.أ وتطبيق النظام الاشتراكي رغم معارضة
    الو.م.ا وتهديدها لكوبا إلا أن إرادة الشعب الكوبي المحدود الإمكانات كانت
    أقوى من الو.م.ا التي تعد أقوى دولة في العالم اليوم .
    من الكفاح من اجل التحرر إلى ترتيبات ما بعد الاستقلال
    في ظل تزايد نشاط حركات التحرر في المستعمرات تنبأت الدول الاستعمارية وعلى
    رأسها بريطانيا بحصول هذه الدول على استقلالها لذلك فكرت في كيفية
    المحافظة على امتيازاتها الاستعمارية في تلك الدول حتى بعد استقلالها
    فأنشأت لذلك منظمات تربط بينها وبين مستعمراتها , إذ انشأت بريطانيا منظمة
    الكومنوولث عام 1931م وأنشأت فرنسا منظمة الفرونكفونية عام 1970م .



    الحرب الباردة اصطلاح ساد استعماله على نطاق واسع بعد أن حطت الحرب
    العالمية الثانية أوزارها بل يمكن القول تحديدا إن ذلك كان مع نهاية الحرب
    وبعد مؤتمر يالطة.
    تلك الحرب التي بدأت واشتعلت بقرار خاطئ بل مقامرة مميتة لهتلر ولدولته
    وطموحاته التي تمثلت في بدئه هذه الحرب بغزوه لبولندا في سبتمبر عام 1939م.

    حرب أتت على أرواح الملايين عسكريين ومدنيين من خلال القصف والموت في الحرب
    ومن خلال الأمراض ومن خلال الجوع ومن خلال المحارق لليهود كما يدعون.
    لقد عرف كل من المعسكرين الغربي والشرقي ما له وما عليه بعد انتهاء هذه
    الحرب.
    برزت الولايات المتحدة كقوة وكذا الحال ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي وأتت
    بريطانيا وفرنسا بعدهما في القوة، قسمت ألمانيا بعد هذه الحرب إلى أربعة
    نطاقات حيث تسيطر كل دولة من هذه الدول على قسم من هذه الأقسام.
    ولم تنج العاصمة برلين من التقسيم بنفس الطريقة ولكن كان هناك حرية للتحرك
    بين مناطق التقسيم الأربعة للعمل أو لزيارة الأقرباء والأصدقاء وبالتأكيد
    كان لابد لهذه الأقسام الأربعة سواء لبرلين أو للبلد ككل أن تكون تابعة
    للتوجهات السياسية للمسيطرين عليها.
    بطبيعة الحال الأقسام التابعة للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أصبحت
    نظاما ديمقراطيا رأسماليا بينما القسم التابع للاتحاد السوفيتي أصبح نظاما
    شيوعيا دكتاتوريا لم يسمح ستالين فيه لقيام أي نوع من الانتخابات.
    كانت الإشكالية في مدينة برلين ذاتها التي كانت موجودة في القسم الخاضع
    لسيطرة الاتحاد السوفيتي بحيث تحيط بها أراضي ألمانيا الشرقية من كل
    الجهات.
    كان ذلك معضلة للغرب وطلبوا أن يكون لهم حرية التنقل برا إلى هذه المدينة
    وحصلت الموافقة السوفيتية، لكن في بداية ابريل عام 1948م أغلق الاتحاد
    السوفيتي الحدود البرية ولم يسمح للدول الغربية بالدخول إلى برلين بالطرق
    البرية ودام ذلك الإغلاق أكثر من 460 يوما ليرفع الحظر عام 1949م.
    كان الطعام وكل المستلزمات تأتي إلى سكان برلين الغربية عن طريق الجو فقط،
    انتعش الاقتصاد والبناء في الأقسام التابعة للولايات المتحدة وبريطانيا
    وفرنسا وساد الكساد والفقر في الجانب التابع للاتحاد السوفيتي مما دفع
    بالملايين من الناس في ألمانيا الشرقية للتحرك تجاه ألمانيا الغربية وبرلين
    الغربية خلال العقد السادس من القرن العشرين مما شكل قلقا لدى الاتحاد
    السوفيتي.
    لقد قادهم هذا القلق إلى بناء سور برلين الذي قسم برلين إلى قسمين شرقي
    وغربي والذي بدأوه بوضع أسلاك شائكة في شهر اغسطس عام 1961م ثم تدرج البناء
    مع مرور الوقت حتى انتهى ببناء مسلح من الإسمنت تعلوه أبراج للمراقبة
    يتسنمها كلاب الحراسة ورجال الأمن.
    ومن خلف هذا الجدار كانت هناك مسافة تصل إلى عدد من الكيلومترات ممنوع
    دخولها ومن يحاول دخولها فمصيره وابل من الرصاص دون مطاردة أو محاولة للقبض
    عليه.
    لقد كان هذا الجدار هو حدود الستارة الحديدية التي تعني المعسكر الشرقي
    الذي كان يهيمن عليه الإتحاد السوفيتي، وبالمناسبة فإن مصطلح الستارة
    الحديدية أطلقه تشرشل عام 1946م رئيس وزراء بريطانيا ما بين عامي 19401945م
    .
    أسوار وقلاع
    ادعى الاتحاد السوفيتي أن بناء هذا الجدار هو لمنع الإمبريالية من الوصول
    للشرق.
    وقال خورتشوف بسخرية.. إن هذا الجدار يهدف إلى منع الذئب من الوصول إلى
    ألمانيا الديمقراطية مرة أخرى.
    على كل حال بناء الأسوار والقلاع في أي بلد هو للدفاع عنه ومنع تسلل
    الأعداء إليه، ولكن سور برلين يهدف إلى منع سكان ألمانيا الشرقية من الوصول
    إلى ألمانيا الغربية وإلى إظهار قوة الاتحاد السوفيتي وقدرته على مواجهة
    الرأسمالية والإمبريالية حسب زعم الروس، ورغم هذا الجدار نجح الآلاف في
    الهروب وفشل الآلاف ومات ربما المئات.
    كان ذلك التقسيم الرباعي لألمانيا هو غنيمة الحرب وتنكيلا وعقابا لذلك
    البلد الذي أفرز هتلر ذا الأطماع التوسعية والطموح الذي لم يكن له حدود
    شرقا وغربا، وعقابا له على تصنيفه للشعوب والأعراق بدرجات متفاوتة جعل
    الجنس الآري يتسنم ذلك التصنيف في المكانة والأفضلية والعراقة بينما جعل
    البعض في ذيل ذلك التصنيف ومن ضمنهم اليهود وربما العرب.
    سعت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي إلى تشكيل الوضع السياسي في
    القسمين الغربي والشرقي كل بما يروق له وبما يتماشى مع سياساته.
    وبدأ المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة وعضوية كل من فرنسا وبريطانيا
    بوضع التصور والتخطيط السياسي لألمانيا الغربية بينما سعى الاتحاد
    السوفيتي إلى تخطيط المستقبل السياسي لألمانيا الشرقية والهدف أن تكون
    الألمانيتين تحت السيطرة الكاملة السياسية أو العسكرية والسعي إلى إماتة
    النزعة القومية والنازية والفاشية في هذين الجزئين.
    حلفاء الأمس اختلفوا وأصبحوا يفكرون فيما بعد التقسيم وخلت الساحة الدولية
    من أقطاب القوة المتعددة التي كانت تمثلها فرنسا وألمانيا واليابان
    وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة.
    وأصبح هناك فراغ في القوة أتاح للإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أن يسدا
    هذا الفراغ، حيث انهزمت ألمانيا واليابان تماما وضعفت فرنسا وبريطانيا لأن
    فرنسا احتلتها ألمانيا وضعفت وبريطانيا بعد أن تعرضت مدنها للدمار
    والخراب.
    بداية الحرب
    بدأ عدم الثقة يسود بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وهو بداية
    الحرب الباردة. المعسكر الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة يؤمن بعالم
    مفتوح وتجارة حرة وديموقراطية والمعسكر الشرقي الذي تتزعمه روسيا يؤمن
    بسيطرة كاملة ومركزية ودكتاتورية على وسط وشرق أوروبا وشرق البحر المتوسط
    وتحكم في علاقات هذا المعسكر مع الغرب.
    قسم ستالين العالم إلى قسمين بعد الحرب العالمية الثانية حيث قال بأن هناك
    قسما رأسماليا وامبرياليا يمثل المعسكر الغربي وهناك قسم شيوعي تقدمي يمثله
    المعسكر الشرقي.
    أما ترومان فقسم العالم إلى قسمين، قسم حر وقسم مستعبد، أصبحت هذه
    التقسيمات والاصطلاحات تتفاعل واصبحت المواجهة بين مبدأ الشيوعية أمام
    الرأسمالية.
    أصبحت الولايات المتحدة تنظر إلى تصرفات الاتحاد السوفيتي بأنها تهديدات
    وتشكل خطورة على الغرب وأن ستالين قد لا يختلف كثيرا عن هتلر، وكذلك كان
    الاتحاد السوفيتي يرى أن الغرب يسعى إلى إنشاء جبهة في الدول المجاورة
    للمعسكر الشرقي مضادة للشيوعية وتسعى لحرمانها من المكاسب التي حصلت عليها
    في الحرب العالمية الثانية وتهدد أمنه ومستقبله.
    بدا للغرب أن الاتحاد السوفيتي يسعى للسيطرة على العالم وأنه يسعى لتوسيع
    مصالحه مع السيطرة على التحركات الشيوعية في كل بلد تنشأ فيه هذه الحركة
    وظهرت نظرية أو مبدأ «الدومينو» التي تقول بأن الحركة الشيوعية إذا ظهرت في
    بلد فإن البلدان المجاورة له ستتهاوى لتصبح شيوعية.
    وفي مقابل هذا المبدأ ظهر مبدأ الاحتواء في سياسة الولايات المتحدة والغرب
    وتبناه ترومان عام 1947م حيث عرف بمبدأ ترومان.
    يعتمد هذا المبدأ سياسة النفس الطويل والحذر واعتبروا هذا المبدأ مبدأ
    دفاعيا في مقابل المبدأ الروسي الهجومي.
    على كل حال بدأت المواجهة ضمن الحرب الباردة مع الغرب حين احتلت روسيا شمال
    إيران وبريطانيا احتلت جنوبه عام 1945م وتم الانسحاب لكلا البلدين فيما
    بعد ولو أن انسحاب الروس جاء متأخرا بعد البريطانيين.
    وقامت روسيا بتغذية تحرك الشيوعيين في تركيا واليونان لإسقاط الحكومتين.
    وبدأ الغرب يحسب الخطر مما دفع ترومان إلى إعلان استعداده لإعانة تركيا
    واليونان في مواجهة الشيوعية من خلال جلسة مشتركة لمجلس الشيوخ والنواب
    أقرت مساعدة لهما مقدارها400 مليون دولار.
    جاءت تلك المساعدة بعد تخلي بريطانيا عن مساعدة تركيا واليونان عسكريا
    وماليا لعجزها عن ذلك.
    أدت تلك المساعدة الأمريكية إلى تخلي الروس عن مخططات إسقاط الحكومتين
    اليونانية والتركية.
    وعلى كل حال فإن مبدأ ترومان الذي أقره مجلس النواب والشيوخ يعطي الولايات
    المتحدة الحق في استخدام قوتها ودعمها ومساندتها للشعوب في أي مكان ضد
    الأقليات المسلحة التي تحاول إخضاع الشعوب بالقوة في دولها وكذلك ضد الضغوط
    الخارجية لتلك الشعوب.
    وهي إشارة لتدخلات الاتحاد السوفيتي، ورغم ان المعسكر الغربي نجح في إنقاذ
    تركيا واليونان من سيطرة الشيوعيين إلا أنه فشل في احتواء يوغسلافيا التي
    أصبحت ضمن مظلة المعسكر الشرقي.
    وبدأت خطوات الحرب الباردة تتلاحق حيث بدأ مشروع مارشال الذي أعلنه وزير
    خارجية الولايات المتحدة ( جورج مارشال عام 1947) والذي يهدف إلى البناء
    الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والعسكري لأوروبا بعد الدمار الذي لحقها
    بعدالحرب العالمية الثانية.
    وقد دعي إلى مناقشة هذا المشروع والاستفادة منه دول أوروبا الغربية
    والشرقية ولكن روسيا رفضته منذ البداية زاعمة أنها مؤامرة من الولايات
    المتحدة للسيطرة على أوروبا.
    أقر الكونجرس الأمريكي إعانة تزيد على خمسة مليارات، وحثت الولايات المتحدة
    الخطى نحو مزيد من الإجراءات ضمن الاستعدادات للحرب الباردة وتدعيم مبدأ
    الاحتواء حيث خصصت 50 مليار سنويا للناحية العسكرية وحددت أعدادا كبيرة من
    الأفراد للبحرية والسلاح الجوي وعينت أول وزير للدفاع بعد توحيد أقسام
    الجيش من بحرية وطيران وقوات برية.
    كما تم تعيين أول رئيس للمخابرات الأمريكية وفصل المخابرات عن الأمن العام.

    وتلا ذلك معاهدات عديدة منها الدفاع المشترك الذي انتهى بتأسيس حلف الناتو
    الذي تنص مادة فيه على أن أي اعتداء على دولة واحدة من المعسكر الغربي
    يعتبر اعتداء على جميع دول الحلف، وقام في مقابله في المعسكر الشرقي حلف
    وارسو.
    الصين وكوريا
    واستمرت مواجهات الحرب الباردة لتطال جنوب شرق آسيا في الصين وفي كوريا.
    ساندت الولايات المتحدة تشن كاي شك زعيم القومية الصينية الذي كان يسيطر
    على الجزء الجنوبي من الصين وذلك ضد الحركة الشيوعية التي كان يتزعمها
    ماوتسي تونغ والتي كانت تسيطر على الجزء الشمالي من الصين.
    وكان هناك توجهات لتدخل عسكري أمريكي في الصين وعدم الاكتفاء بالمعونات
    العسكرية.
    انتهى الأمر بهروب تشان كاي شك واتباعه إلى جزيرة فرموزا والتي عرفت بالصين
    الوطنية، انتقل الصراع إلى الأمم المتحدة وأصرت الولايات المتحدة على أن
    الصين الوطنية هي التي تمثل الصين في الأمم المتحدة وليس الصين الشعبية
    وبقي هذا التمثيل إلى وقت قريب حيث أصبحت الصين الشعبية هي الممثل في الأمم
    المتحدة وعضو من الأعضاء الخمسة الدائمين مع الإبقاء على مشكلة الصين
    الوطنية معلقة حتى اليوم والتي تسعى الصين الشعبية إلى توحيدها مع الصين
    الأم.


    أما المشكلة الكورية فهي من موروث الحرب
    العالمية الثانية حيث استسلم اليابانيون شمال خط عرض 38 للاتحاد السوفيتي
    وجنوب هذا الخط استسلم اليابانيون لقوات التحالف الغربية بقيادة الولايات
    المتحدة.
    وبحث استقلال كوريا في الأمم المتحدة عام 1948م وأصرت الولايات على
    توحيدهما وجرت انتخابات في الشطر الجنوبي دون الشمالي تحت رعاية الأمم
    المتحدة، واعترضت روسيا على انضمام كوريا الجنوبية للأمم المتحدة عام
    1949م.
    ورغم أن الولايات المتحدة عقدت اتفاقيات تعاون اقتصادي مع كوريا الجنوبية
    إلا أنها جعلت مسؤولية أمن كوريا الجنوبية العسكري مسؤولية العالم المتحضر
    حسب نص ميثاق الأمم المتحدة وليس مسؤولية الولايات المتحدة وحدها، وسحبت كل
    قواتها من كوريا الجنوبية ولم يبق سوى عدد محدود من الخبراء العسكريين
    الأمريكيين.
    غزت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية عام1950م وسقطت سول في أيديهم، تحركت
    قوات من الأمم المتحدة وتحركت القوات البرية والبحرية الأمريكية التي وصل
    عددها إلى أكثر من 65 ألف جندي واستطاعت قوات الأمم المتحدة بمساعدة القوات
    الأمريكية أن تسترد سيول وأن تطرد قوات كوريا الشمالية من كوريا الجنوبية.

    هدد الشيوعيون في الصين بقيادة ماوتسي تونغ بالتدخل إذا تجاوزت قوات الأمم
    المتحدة والولايات المتحدة نهر يل.
    وبالفعل تدخل الصينيون بما يزيد على 200 ألف جندي وخرجت قوات الأمم المتحدة
    من بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية واحتلوا سول مرة أخرى ولكن طردوا منها
    وبقيت الحرب سجالا وخسرت الولايات المتحدة ما يقرب من 55000 قتيل وأكثر من
    100000 جريح بينما خسر الكوريون أكثر من مليون جريح وقتيل، وانتهت الحرب
    في عام 1953م بتوقيع اتفاقية وحدد نطاق منزوع السلاح بين الكوريتين حيث لا
    تزال الأزمة قائمة والنطاق قائم.
    وكادت تنشب حرب بين الولايات المتحدة والصين الشعبية عام 19541955م عندما
    هاجمت الصين الشعبية تايون واستولت على بعض الجزر على طول الساحل الصيني
    وفي مضيق تايوان ووافق مجلسا الشيوخ والنواب على نشر قوات أمريكية في الصين
    الوطنية للدفاع عنها في حالة مهاجمتها من قبل الصين الشعبية.
    ضمن سلسلة الاحتواء والحرب الباردة غزت القوات الأمريكية جواتيمالا وغيرت
    نظام الحكم الشيوعي هناك واستبدلته بحكم موال للولايات المتحدة وعقدت مع
    الحكومة الجديدة اتفاقية مساعدات اقتصادية وعسكرية.
    يبدو هذا أول تدخل من الولايات لإسقاط نظام ولم يكن تغيير النظام في بنما
    أو هاييتي سابقة وقد لا تكون الأخيرة.
    على كل حال واجهت الولايات المتحدة والمعسكر الغربي التحركات الشيوعية في
    كثير من بلدان العالم بطريقة الإحتواء والمساعدات العسكرية والتدخلات
    العسكرية أحيانا والمساعدات الاقتصادية.
    وكادت الحرب النووية أن تنشب بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عام
    1962م من خلال أزمة نصب الصواريخ النووية متوسطة المدى في كوبا بعد فشل
    الغزو الأمريكي لكوبا ومعركة خليج الخنازير عام 1961م.
    وتورطت الولايات المتحدة في حرب شرسة في فيتنام من أجل احتواء المد الشيوعي
    بينما كان الروس والصينيون يزودون الشيوعيون في فيتنام بالأسلحة دون تدخل
    مباشر كما فعلت الولايات المتحدة.
    وغزت روسيا تشيكوسلوفاكيا عام 1968م وقمعت تحركا مواليا للغرب وسرحت ومرحت
    دباباته في براغ.
    وتورطت روسيا في غزوها لأفغانستان ولم تكن أحسن حظا من الولايات المتحدة في
    حربها في فيتنام.
    حرب الجواسيس وتحرك الأساطيل في أعالي البحار كانت ضمن منظومة الحرب
    الباردة، والتشويش على الإذاعات والدعايات المضادة كانت ضمن هذه المنظومة
    ولكن ماذا عن موقع العالمين الإسلامي والعربي في هذه الحرب.
    العالم العربي
    لم يكن العالمان الإسلامي والعربي بعيدين عن أحداث هذه الحرب الباردة بين
    المعسكرين الشرقي والغربي، بل كان التنافس على أشده بين المعسكرين وبدأ في
    الحقيقة منذ وقت مبكر أي منذ بدء الاستعمار وبدء تقطيع أوصال الخلافة
    العثمانية وسقوط المغرب العربي تحت الاستعمار الفرنسي وليبيا تحت الاستعمار
    الإيطالي ومصر والسودان تحت الاستعمار البريطاني.
    وتدعم هذا التنافس أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية وتم تقسيم العالم
    العربي في آسيا بين فرنسا وبريطانيا حيث أصبح العراق والأردن وفلسطين تحت
    الانتداب البريطاني وسوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي.
    ولم يكن لروسيا ذلك الوجود بحكم أن الاتحاد السوفيتي لم يتكون إلا بعد
    الثورة البلشفية الحمراء عام 1917م.
    على كل حال لم يرق هذا الوضع لروسيا بعد الحرب العالمية الثانية، وبحكم
    التقسيم الأيدلوجي بين الغرب والشرق وبدافع من الرغبة في توسيع النفوذ كان
    العالم العربي مستهدفا من قبل الروس بشكل أساسي بحكم موقعه الاستراتيجي
    وبحكم ثرواته.
    كانت أعداد اليهود قد بدأت تتزايد في فلسطين ورأت الولايات المتحدة
    الأمريكية أن من مصلحتها أن يكون لها نفوذ في الشرق الأوسط، وبالفعل قوي
    هذا النفوذ من خلال دعمها لليهود في فلسطين وأيدت وعد بلفور الذي صدر عام
    1917م ويعد بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
    ومن خلال المؤامرة البريطانية التي دعمت الهجرة اليهودية لفلسطين منذ بدأ
    الانتداب حتى عام 1948م زاد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق
    الأوسط.
    وكانت تدعم مواقف اليهود في فلسطين وربما كان بشكل معتدل نسبيا بالمقارنة
    مع ما هو حاصل في هذه الأيام.
    إذا معظم الدول العربية والإسلامية كانت تحت الإنتداب أو الاستعمار لفرنسا
    وبريطانيا وإيطاليا مع نهاية الحرب العالمية الثانية.
    وكانت تلك الدول تتطلع للإستقلال والحرية وتشكيل وحداتها السياسية، وبالفعل
    بدأ العديد منها منذ الخمسينات وخلال الستينات تحصل على استقلالها، وهذا
    الاستقلال دفع بالمعسكرين الشرقي والغربي أثناء الحرب الباردة إلى محاولة
    جذب تلك الدول لتسير في التوجه والركب إما الغربي وإما الشرقي.
    وحاولت كل من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا أن تستميل الدول
    المستقلة من خلال إعانات ومساعدات ومعاهدات صداقه واستثمارات وقروض.
    يمكن القول إن العالم العربي دخل في إطار الحرب الباردة فعليا عام 1948م
    بعد أن أعلنت بريطانيا أنها تخلت عن انتدابها لفلسطين وسلمت القضية
    الفلسطينية للأمم المتحدة لتتولى التعامل مع هذه القضية.
    وبالتأكيد كان ذلك أمر دبر بليل بين الولايات المتحدة وبريطانيا لأن الرئيس
    الأمريكي ترومان كان من المؤيدين والمساندين لتدفق المهاجرين اليهود إلى
    الأراضي الفلسطينية.
    إضافة إلى ذلك فإن الولايات المتحدة استخدمت نفوذها وضغوطاتها في اجتماع
    الجمعية العامة للأمم المتحدة والدعوة إلى اتخاذ قرار بتقسيم فلسطين إلى
    دولتين عربية وإسرائيلية.
    وبالفعل صدر قرار عن مجلس الأمن عام 1948م يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين،
    أعترفت الولايات المتحدة مباشرة باستقلال دولة الكيان الصهيوني بعد أن أعلن
    الصهاينة استقلال دولتهم في 15 مايو 1948م.
    ثم جاء اعتراف روسيا وتوالت الدول الغربية في الاعتراف بهذا الكيان
    الصهيوني.
    رفضت الدول العربية والإسلامية التقسيم وقامت حرب ثمانية وأربعين التي خسر
    فيها العرب المواجهة مع الكيان الصهيوني بفعل ضعف التسلح العربي وبفعل
    الدعم البريطاني والأمريكي للكيان الصهيوني.
    وفي محاولة من الولايات المتحدة لإيقاف الزحف والاختراق الشيوعي للدول
    العربية والإسلامية أوعزت بفكرة حلف بغداد الذي تشكل عام 1955م من كل من
    باكستان وإيران والعراق وتركيا وبريطانيا، ولم تشترك فيه الولايات المتحدة
    إلا بصفة مراقب وساندت الولايات المتحدة دول هذا الحلف وقدمت للحلف مساعدات
    عسكرية وكذلك بريطانيا التي أسهمت بتدريب العسكريين من هذه الدول.
    لم يكتب لهذا الحلف الاستمرار وانسحبت منه العراق 1959م.
    قناة السويس
    وضمن سلسلة الحرب الباردة انبثقت مشكلة قناة السويس وخاصة بعد إعلان الكيان
    الصهيوني لدولته على أراض فلسطينية محتلة واعتراف الولايات المتحدة بذلك
    الكيان، ولا شك أن ذلك الاعتراف أثر على مكانة الولايات المتحدة ودورها في
    المنطقة العربية وزاد من ضعف تلك المكانة تأثير الاتحاد السوفيتي على بعض
    الدول العربية وإنجذابها تجاهه.
    إن قناة السويس التي شقت مابين عامي18591869 وأعلنت عام 1888م بأنها ممر
    طبيعي محايد يحق لكل الدول العبور منها في الحرب والسلم.
    وكانت مصر في ذلك الوقت تحت الخلافة العثمانية بينما كانت قناة السويس تدار
    من خلال شركة فيها عدد من الدول لكن الحصة الأكبر أصبحت في عام 1950م
    لبريطانيا.
    قامت الثورة في مصر عام 1952م ضد الملك فاروق بزعامة محمد نجيب الذي أعقبه
    بعد فترة وجيزة جمال عبد الناصر، كانت بريطانيا تحتفظ بعدد قليل من قواتها
    في قناة السويس وتم سحبها من خلال اتفاقية مع مصر.
    بدأت مصر في النقاش مع بريطانيا والولايات المتحدة حول مساعدتها في بناء سد
    أسوان ووافقت بريطانيا على منح مصر 70 مليون دولار كما أكدت الولايات
    المتحدة لمصر حصولها على قرض من البنك الدولي لبناء السد.
    ولكن لم يتم ذلك القرض حيث دخل التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا التي
    التزمت لمصر ببناء السد العالي.
    أعلنت مصر تأميمها لقناة السويس عام 1956م وتم الاستيلاء على مباني شركة
    قناة السويس وطرد موظفيها.
    وهذا يعني عدم السماح لسفن الكيان الصهيوني بالمرور عبر القناة وهذا مخالف
    في نظر بريطانيا لحرية الملاحة لكل الدول وحقها في العبور عبر القناة في
    الحرب وفي السلم والذي أعلن عام 1888م.
    وحصل العدوان الثلاثي على مصر حيث بدأ جيش الكيان الصهيوني بالزحف
    والاستيلاء على سيناء والوصول إلى قناة السويس، دعت بريطانيا وفرنسا كلا من
    الجيش المصري والجيش الصهيوني بالابتعاد عن القناة ورفض الجيش المصري وهذا
    ما كانت تسعى له بريطانيا وفرنسا لتتخذه عذرا للهجوم على مصر وفعلا دخلت
    الحرب ضد مصر مع الكيان الصهيوني مبررة ذلك بهدف إنقاذ القناة.
    أغلقت مصر قناة السويس من خلال إغراق عدة سفن، هددت روسيا كلا من بريطانيا
    وفرنسا باستخدام القوة ضدهما وتدخلت الولايات المتحدة في مجلس الأمن وصدر
    قرار بوقف إطلاق النار وانسحاب بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني من
    الأراضي المصرية.
    ولم يسمح لسفن الكيان الصهيوني بعبورها، ونال الاتحاد السوفيتي مكانة لدى
    العديد من الدول العربية والأفريقية وأصبحت كثير من الدول الأفريقية تنظر
    إليه على أنه الصديق الذي يمكن الإعتماد عليه.
    وهذه المكانةا لتي احتلها الاتحاد السوفيتي أثرت على مكانة الدول الغربية،
    وبسبب الصراع العربي الصهيوني بدأ التنافس بين الولايات المتحدة والاتحاد
    السوفيتي على ترسيخ نفوذ كل منهما في المنطقة العربية.
    وكان ذلك معتمدا بشكل كبير على التسليح حيث كانت الولايات المتحدة تزود
    الصهاينة بالسلاح بينما الاتحاد السوفيتي يزود كلا من مصر والعراق وسوريا
    بالأسلحة.
    وعقد الاتحاد السوفيتي معاهدات صداقة مع كل من الدول الثلاث، كما أن
    الولايات المتحدة سعت إلى بناء علاقات اقتصادية جيدة مع دول الخليج وعلى
    رأسها المملكة العربية السعودية، كما أن التسلح لهذه الدول كان يعتمد على
    الدول الغربية وبالأخص الولايات المتحدة.
    وما من شك في أن المذهب الشيوعي يتنافي تماما مع العقيدة الإسلامية. وعلى
    هذا الأساس فإن المملكة العربية السعودية ساهمت مساهمة كبيرة وفعالة في منع
    الزحف الشيوعي لا لترضي الولايات المتحدة ولكن لأن الفكر الشيوعي
    والماركسية كان ضد العقيدة الإسلامية.
    وما من شك أن العالم الغربي يدين بالمسيحية وهم يظلون أهل كتاب على عكس
    الفكر الماركسي الذي هو ضد كل عقيدة دينية ولا يعترف بالأديان أساسا.
    بذلت المملكة العربية السعودية جهودا مخلصة في سبيل وحدة العالم الإسلامي
    والدعوة إلى التضامن الإسلامي في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله
    وأنشىء المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي وكان كل ذلك له دور للوقوف
    ضد انتشار المبادئ الماركسية والفكر الشيوعي.
    لم تنجح الماركسية في اختراق الجزيرة العربية رغم اعتناق ثلة من حكام ما
    كان يعرف باليمن الجنوبي لبعض من مبادىء الماركسية.
    ولكن كان الحال كمن كان يحاول الزرع في أراض سبخة مالحة، ورغم توجه بعض
    الدول العربية نحو الاتحاد السوفيتي والتعاون معه اقتصاديا وعسكريا إلا ان
    الماركسية والمذهب الشيوعي لم يكن له وجود في تلك الأقطار على الإطلاق ولكن
    تلك الدول كانت ترى أن من مصلحتها تكوين علاقة مع الاتحاد السوفيتي وخاصة
    أن الدول الغربية الاستعمارية تركت انطباعا سيئا لدى دول مثل مصر والعراق
    وسوريا وخاصة بريطانيا وفرنسا من خلال عدوانها الثلاثي على مصر عام 1956 م
    ومن خلال إسهام بريطانيا في إنشاء وطن قومي لليهود على أراض فلسطينية محتلة
    ومن خلال سعي بريطانيا لإبقاء سيطرتها على قناة السويس.
    ولا شك أن سياسة مد النفوذ الروسي لبلدان عربية مثل مصر وسوريا والعراق كان
    عاملا مهما في دعم موقف الدول الأفريقية والآسيوية من قبل الولايات
    المتحدة في مجلس الأمن الذي طالب بوقف العدوان الثلاثي على مصر وإنسحاب
    قوات المعتدين.
    وكانت تلك السياسة الأمريكية محاولة لاستمالة تلك الدول وبالذات مصر ولكن
    سياسة الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني وتخلي الولايات المتحدة وبريطانيا عن
    مساعدة مصر في بناء السد العالي دعم علاقة مصر بالاتحاد السوفيتي أكثر.
    انتصار جزئي
    الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي في الوطن العربي ظهرت بجلاء
    بعد حرب عام 1973م بين العرب والكيان الصهيوني، حيث بدأت مصر وسوريا في
    إعادة هيكلة قواتها المسلحة وإعادة بنائها وتحديث أسلحتها وكان هناك سباق
    تسلح.
    تتابعت شحنات الأسلحة الحديثة إلى كل من مصر وسوريا منذ عام 1967وحتى عام
    1973م.
    وكذا الحال فعلت الولايات المتحدة مع الكيان الصهيوني، جرت تجربة هذا
    السلاح في حرب عام 1973م والتي حقق العرب فيها انتصارا جزئيا، ولكن بعد
    الحرب بدأ تحول في موقف مصر وعلاقتها بالاتحاد السوفيتي بل قبل الحرب بعد
    طرد الآلاف من الخبراء الروس عام 1972م.
    بدأت تتجه نحو الولايات المتحدة التي كان يرى الرئيس الراحل أنور السادات
    أنها تحتفظ بـ99% من أوراق الحل في الشرق الأوسط.
    انعقد مؤتمر كامب ديفد واستعادت مصر أراضيها وبدأ منذ ذلك الوقت التعاون
    الوثيق بين الولايات المتحدة ومصر.
    كل ذلك كان ضمن سياسة الإحتواء ذات النفس الطويل التي اتبعتها الولايات
    المتحدة والتي هي ضمن إطار الحرب الباردة.
    على كل حال بقيت علاقة الصداقة قائمة بين الاتحاد السوفيتي والعراق وبينه
    وبين سوريا، ورغم أن الحرب الباردة والتوتر كان بين شد وجذب وتقارب محدود
    وتباعد كبير في أغلب الأحيان بل تهديد باستخدام السلاح النووي أحيانا كما
    في الحرب الكورية ومشكلة صواريخ كوبا.
    إلا أن أي من القوتين العظميين لم تستطع مد نفوذها على غالبية العالم، بقى
    الأمر كذلك حتى انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1989م وانتهاء الحرب الباردة
    تقريبا في بداية التسعينات من القرن العشرين، أصبح الآن هناك قطب واحد
    للقوة في العالم.
    والحقيقة أنه ليس قطبا وإنما يمكن تسميته الآن بمدار القوة أو مجال القوة.
    أصبحت الساحة خالية من قوى مضادة، وبدأت السياسة الأمريكية تتغير، ورغم سعي
    الولايات المتحدة للإحتواء إلا أنها لم تعد تركز على هذا المبدأ، أستبدلته
    بسياسات صريحة ومكشوفة وعلنية مقرونة بالترهيب أكثر من الترغيب.
    واستغلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتضخيمها لتطبيق تلك السياسة وما حربها
    على أفغانستان إلا في هذا الإطار كما أن حملتها ضد العراق هذه الأيام تأتي
    في هذا الإطار.
    وما نعتها لشارون بأنه رجل سلام وبأنه رجل إنساني إلا في هذا الإطار، ولكن
    هل نحن نعيش في حرب باردة شبيهة بالحرب الباردة السابقة أم أنها حرب ساخنة
    ومكشوفة؟ وضد من موجهة؟ وماهدفها؟ ومن سيستفيد منها؟ ومن ستطال هذه الحرب؟
    وما هي حدودها الزمنية؟
    أسئلة كثيرة ولكن هذه الحرب حرب ساخنة وليس فيها من البرودة شيئ وقد تستمر
    ساخنة لبعض الوقت، بدأتها أمريكا بما أسمته الحرب ضد الإرهاب.
    وهي اليوم في خطوة ثانية تود حربا ضد الأنظمة وتود تطبيق ذلك على العراق
    وربما غيرالعراق؟
    باردة وساخنة
    ولكن بعد وقت قد لا يطول وبعد امتصاص الهجومات العسكرية الأمريكية ستنقلب
    إلى حرب باردة وساخنة في آن واحد.
    القبول بتواجد عسكري أمريكي مهيمن في أراض كأفغانستان وربما العراق سيخلق
    كراهية عارمة لأنه لن يكون هناك استقرار وأفغانستان بعد عام شاهد على ذلك.
    وكما فعلت أمريكا لإخراج الروس من أفغانستان سيجد الأفغان وغيرهم من
    يساعدهم على إخراج الأمريكان من أفغانستان وربما غير أفغانستان.
    وهناك دول كثيرة محيطة بأفغانستان وبعيدة عنها لها مصلحة في خروج
    الأمريكيين من أفغانستان دون عودة.
    أمريكا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أوجدت شرخا في باكستان الدولة المسلمة
    المجاورة لأفغانستان من خلال ضغطها على الحكومة الباكستانية على قمع
    الجماعات الإسلامية وهذا قد يقود إلى حرب أهلية في باكستان أو قد يقود إلى
    إنقلاب من قبل المجموعات الإسلامية وتولي الحكم والخروج على سياسات
    الولايات المتحدة وهذا ما قد ترغب فيه الولايات المتحدة لتتخذه ذريعة لضرب
    باكستان ونزع أسلحته.
    فهل ستعيد الولايات المتحدة النظر في سياساتها الخارجية؟.
    هل ستلجأ إلى الحوار بدلا من الصدام؟.
    هل ستستفيد من تجاربها في فيتنام وكوريا ومن تجارب بريطانيا وروسيا؟
    هذا ما ستكشفه الأشهر القادمة وربما السنوات القادمة





    أما المشكلة الكورية فهي من موروث
    الحربالعالمية الثانية حيث استسلم اليابانيون شمال خط عرض 38 للاتحاد
    السوفيتيوجنوب هذا الخط استسلم اليابانيون لقوات التحالف الغربية بقيادة
    الولاياتالمتحدة.
    وبحث استقلال كوريا في الأمم المتحدة عام 1948م وأصرت الولايات
    علىتوحيدهما وجرت انتخابات في الشطر الجنوبي دون الشمالي تحت رعاية
    الأممالمتحدة، واعترضت روسيا على انضمام كوريا الجنوبية للأمم المتحدة عام 1949م.
    ورغم أن الولايات المتحدة عقدت اتفاقيات تعاون اقتصادي مع كوريا
    الجنوبيةإلا أنها جعلت مسؤولية أمن كوريا الجنوبية العسكري مسؤولية العالم
    المتحضرحسب نص ميثاق الأمم المتحدة وليس مسؤولية الولايات المتحدة وحدها،
    وسحبتكل قواتها من كوريا الجنوبية ولم يبق سوى عدد محدود من الخبراء
    العسكريينالأمريكيين.
    غزت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية عام1950م وسقطت سول في أيديهم،
    تحركتقوات من الأمم المتحدة وتحركت القوات البرية والبحرية الأمريكية التي
    وصلعددها إلى أكثر من 65 ألف جندي واستطاعت قوات الأمم المتحدة
    بمساعدةالقوات الأمريكية أن تسترد سيول وأن تطرد قوات كوريا الشمالية من
    كورياالجنوبية.
    هدد الشيوعيون في الصين بقيادة ماوتسي تونغ بالتدخل إذا تجاوزت قوات
    الأمم المتحدة والولايات المتحدة نهر يل.
    وبالفعل تدخل الصينيون بما يزيد على 200 ألف جندي وخرجت قوات
    الأممالمتحدة من بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية واحتلوا سول مرة أخرى
    ولكنطردوا منها وبقيت الحرب سجالا وخسرت الولايات المتحدة ما يقرب من
    55000قتيل وأكثر من 100000 جريح بينما خسر الكوريون أكثر من مليون جريح
    وقتيل،وانتهت الحرب في عام 1953م بتوقيع اتفاقية وحدد نطاق منزوع السلاح
    بينالكوريتين حيث لا تزال الأزمة قائمة والنطاق قائم.

    وكادت تنشب حرب بين الولايات المتحدة والصين الشعبية عام 19541955م
    عندماهاجمت الصين الشعبية تايون واستولت على بعض الجزر على طول الساحل
    الصينيوفي مضيق تايوان ووافق مجلسا الشيوخ والنواب على نشر قوات أمريكية
    فيالصين الوطنية للدفاع عنها في حالة مهاجمتها من قبل الصين الشعبية.
    ضمن سلسلة الاحتواء والحرب الباردة غزت القوات الأمريكية جواتيمالا
    وغيرتنظام الحكم الشيوعي هناك واستبدلته بحكم موال للولايات المتحدة وعقدت
    معالحكومة الجديدة اتفاقية مساعدات اقتصادية وعسكرية.

    يبدو هذا أول تدخل من الولايات لإسقاط نظام ولم يكن تغيير النظام في
    بنما أو هاييتي سابقة وقد لا تكون الأخيرة.
    على كل حال واجهت الولايات المتحدة والمعسكر الغربي التحركات
    الشيوعية فيكثير من بلدان العالم بطريقة الإحتواء والمساعدات العسكرية
    والتدخلاتالعسكرية أحيانا والمساعدات الاقتصادية.
    وكادت الحرب النووية أن تنشب بين الولايات المتحدة والاتحاد
    السوفيتي عام 1962م من خلال أزمة نصب
    الصواريخ النووية متوسطة المدى في كوبا بعد فشلالغزو الأمريكي لكوبا ومعركة
    خليج الخنازير عام 1961م.
    وتورطت الولايات المتحدة في حرب شرسة في فيتنام من أجل احتواء
    المدالشيوعي بينما كان الروس والصينيون يزودون الشيوعيون في فيتنام
    بالأسلحةدون تدخل مباشر كما فعلت الولايات المتحدة.

    وغزت روسيا تشيكوسلوفاكيا عام 1968م وقمعت تحركا مواليا للغرب وسرحت
    ومرحت دباباته في براغ.
    وتورطت روسيا في غزوها لأفغانستان ولم تكن أحسن حظا من الولايات
    المتحدة في حربها في فيتنام.
    حرب الجواسيس وتحرك الأساطيل في أعالي البحار كانت ضمن منظومة
    الحربالباردة، والتشويش على الإذاعات والدعايات المضادة كانت ضمن هذه
    المنظومةولكن ماذا عن موقع العالمين الإسلامي والعربي في هذه الحرب.
    العالم العربي
    لم يكن العالمان الإسلامي والعربي بعيدين عن أحداث هذه الحرب
    الباردة بينالمعسكرين الشرقي والغربي، بل كان التنافس على أشده بين
    المعسكرين وبدأ فيالحقيقة منذ وقت مبكر أي منذ بدء الاستعمار وبدء تقطيع
    أوصال الخلافةالعثمانية وسقوط المغرب العربي تحت الاستعمار الفرنسي وليبيا
    تحتالاستعمار الإيطالي ومصر والسودان تحت الاستعمار البريطاني.
    وتدعم هذا التنافس أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية وتم تقسيم
    العالمالعربي في آسيا بين فرنسا وبريطانيا حيث أصبح العراق والأردن وفلسطين
    تحتالانتداب البريطاني وسوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي.
    ولم يكن لروسيا ذلك الوجود بحكم أن الاتحاد السوفيتي لم يتكون إلا
    بعد الثورة البلشفية الحمراء عام 1917م.
    على كل حال لم يرق هذا الوضع لروسيا بعد الحرب العالمية الثانية،
    وبحكمالتقسيم الأيدلوجي بين الغرب والشرق وبدافع من الرغبة في توسيع النفوذ
    كانالعالم العربي مستهدفا من قبل الروس بشكل أساسي بحكم موقعه
    الاستراتيجيوبحكم ثرواته.
    كانت أعداد اليهود قد بدأت تتزايد في فلسطين ورأت الولايات
    المتحدةالأمريكية أن من مصلحتها أن يكون لها نفوذ في الشرق الأوسط، وبالفعل
    قويهذا النفوذ من خلال دعمها لليهود في فلسطين وأيدت وعد بلفور الذي صدر
    عام 1917م ويعد بإنشاء وطن قومي لليهود في
    فلسطين.
    ومن خلال المؤامرة البريطانية التي دعمت الهجرة اليهودية لفلسطين
    منذ بدأالانتداب حتى عام 1948م زاد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في
    الشرقالأوسط.
    وكانت تدعم مواقف اليهود في فلسطين وربما كان بشكل معتدل نسبيا
    بالمقارنة مع ما هو حاصل في هذه الأيام.
    إذا معظم الدول العربية والإسلامية كانت تحت الإنتداب أو الاستعمار
    لفرنسا وبريطانيا وإيطاليا مع نهاية الحرب العالمية الثانية.
    وكانت تلك الدول تتطلع للإستقلال والحرية وتشكيل وحداتها
    السياسية،وبالفعل بدأ العديد منها منذ الخمسينات وخلال الستينات تحصل
    علىاستقلالها، وهذا الاستقلال دفع بالمعسكرين الشرقي والغربي أثناء
    الحربالباردة إلى محاولة جذب تلك الدول لتسير في التوجه والركب إما الغربي
    وإماالشرقي.
    وحاولت كل من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا أن تستميل
    الدولالمستقلة من خلال إعانات ومساعدات ومعاهدات صداقه واستثمارات وقروض.
    يمكن القول إن العالم العربي دخل في إطار الحرب الباردة فعليا عام
    1948مبعد أن أعلنت بريطانيا أنها تخلت عن انتدابها لفلسطين وسلمت
    القضيةالفلسطينية للأمم المتحدة لتتولى التعامل مع هذه القضية.
    وبالتأكيد كان ذلك أمر دبر بليل بين الولايات المتحدة وبريطانيا
    لأنالرئيس الأمريكي ترومان كان من المؤيدين والمساندين لتدفق
    المهاجريناليهود إلى الأراضي الفلسطينية.
    إضافة إلى ذلك فإن الولايات المتحدة استخدمت نفوذها وضغوطاتها في
    اجتماعالجمعية العامة للأمم المتحدة والدعوة إلى اتخاذ قرار بتقسيم فلسطين
    إلىدولتين عربية وإسرائيلية.
    وبالفعل صدر قرار عن مجلس الأمن عام 1948م يقضي بتقسيم فلسطين إلى
    دولتين،أعترفت الولايات المتحدة مباشرة باستقلال دولة الكيان الصهيوني بعد
    أنأعلن الصهاينة استقلال دولتهم في 15 مايو 1948م.
    ثم جاء اعتراف روسيا وتوالت الدول الغربية في الاعتراف بهذا الكيان
    الصهيوني.
    رفضت الدول العربية والإسلامية التقسيم وقامت حرب ثمانية وأربعين
    التي خسرفيها العرب المواجهة مع الكيان الصهيوني بفعل ضعف التسلح العربي
    وبفعلالدعم البريطاني والأمريكي للكيان الصهيوني.
    وفي محاولة من الولايات المتحدة لإيقاف الزحف والاختراق الشيوعي
    للدولالعربية والإسلامية أوعزت بفكرة حلف بغداد الذي تشكل عام 1955م من كل
    منباكستان وإيران والعراق وتركيا وبريطانيا، ولم تشترك فيه الولايات
    المتحدةإلا بصفة مراقب وساندت الولايات المتحدة دول هذا الحلف وقدمت
    للحلفمساعدات عسكرية وكذلك بريطانيا التي أسهمت بتدريب العسكريين من هذه
    الدول.
    لم يكتب لهذا الحلف الاستمرار وانسحبت منه العراق 1959م.
    قناة السويس
    وضمن سلسلة الحرب الباردة انبثقت مشكلة قناة السويس وخاصة بعد
    إعلانالكيان الصهيوني لدولته على أراض فلسطينية محتلة واعتراف الولايات
    المتحدةبذلك الكيان، ولا شك أن ذلك الاعتراف أثر على مكانة الولايات
    المتحدةودورها في المنطقة العربية وزاد من ضعف تلك المكانة تأثير
    الاتحادالسوفيتي على بعض الدول العربية وإنجذابها تجاهه.
    إن قناة السويس التي شقت مابين عامي18591869 وأعلنت عام 1888م بأنها
    ممر طبيعي محايد يحق لكل الدول العبور منها في الحرب والسلم.
    وكانت مصر في ذلك الوقت تحت الخلافة العثمانية بينما كانت قناة
    السويستدار من خلال شركة فيها عدد من الدول لكن الحصة الأكبر أصبحت في عام
    1950ملبريطانيا.
    قامت الثورة في مصر عام 1952م ضد الملك فاروق بزعامة محمد نجيب الذي
    أعقبهبعد فترة وجيزة جمال عبد الناصر، كانت بريطانيا تحتفظ بعدد قليل من
    قواتهافي قناة السويس وتم سحبها من خلال اتفاقية مع مصر.
    بدأت مصر في النقاش مع بريطانيا والولايات المتحدة حول مساعدتها في
    بناءسد أسوان ووافقت بريطانيا على منح مصر 70 مليون دولار كما أكدت
    الولاياتالمتحدة لمصر حصولها على قرض من البنك الدولي لبناء السد.
    ولكن لم يتم ذلك القرض حيث دخل التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا
    التي التزمت لمصر ببناء السد العالي.
    أعلنت مصر تأميمها لقناة السويس عام 1956م وتم الاستيلاء على مباني
    شركة قناة السويس وطرد موظفيها.
    وهذا يعني عدم السماح لسفن الكيان الصهيوني بالمرور عبر القناة وهذا
    مخالففي نظر بريطانيا لحرية الملاحة لكل الدول وحقها في العبور عبر القناة
    فيالحرب وفي السلم والذي أعلن عام 1888م.
    وحصل العدوان الثلاثي على مصر حيث بدأ جيش الكيان الصهيوني
    بالزحفوالاستيلاء على سينا

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 2:43 am