المذاهب الأدبية الغربية وأثرها على الأدبالعربي
-مصطلح أطلقه النقاد والأدباء على نتاجات فنية متميزة عبرت بصدق
عن حالات نفسيةعامة
أوجدتها مسيرة الشعوب عبر التاريخ وملابسات الحياة ومتغيراتها وقد بدأت
ملامحهذه
المذاهب تتبلور ابتداء من عصر النهضة. وبفضل الاحتكاك بالثقافة الغربية
استطاعأدباؤنا
أن يطلعوا على هده المذاهب الأدبية ويتخذوها سبيلا لتطوير الأدب العربيشكلا ومضمونا
.. 1/المذهبالكلاسيكيوتسمى الاتباعيةأقدم المذاهبالأدبية في اروبا ظهر بعد حركة البعث
العلمي في القرن الخامس عشر . قائم على محاكاةالأدب اليوناني القديم .ويعتبر كتابالشعرلأرسطودستور الكلاسيكية الذي يتضمن القواعد النظرية لفني
الملاحم والتمثيل .اكتملت ملامح هدا المذهب في النصف
الأول من القرن السابع عشر .عندما وضع الشاعروالناقد الفرنسيبوالوأسسالمذهب الكلاسيكي في كتاب سماهفن الشعر . ..
.وقد كانتالكلاسيكية تلبية للظروف الفكرية التي عاشتها أوربا خلال
القرنين السابع عشروالثامن عشر الميلاديين . حيث سيطر العقل على الحياة
الاجتماعية والفكرية وانعكسعلى الحياة الأدبية.
وهدا ما جعل أدب
الكلاسيكية يتسم بما يلي _//
- العناية الكبرىبالأسلوب بالحرص على فصاحة اللغة
وأناقة العبارة واستعمال اللغة الراقية .
- الوضوح والفصاحةوجودة الصياغة اللغوية.
- والبعد عن التعقيد
وتجنب الإسراف العاطفي والبعد عن الخيال
.
- الاعتماد علىالفلسفة العقلية فالعقل هو السلطان
الذي يقود الوجدان والخيال ويجعله يسير في حدودالعقل.
- خفوت النزعةالذاتية ورواج الأدب الموضوعي .
- التعبير عن حاجات
الطبقة الارستقراطية .
- محاكاة القدماءوالالتزام المطلق بأصولهم وقواعدهم
في الإبداع الأدبي .
- اقتباس الموضوعاتمن التاريخ القديم .
- ربطالأدب بالمبدأ الخلقي وتوظيفه في
الغايات التعليمية .
- احترام الأعرافوالقوانين الاجتماعية السائدة
وتعد فرنسا بحق التربة
الخصبة التي ترعرع فيها هذا المذهب حيث تعدجماعةالبلييادرائدة هذا المذهب فيفرنسا التي ترى أن الإبداع الأدبي
لن يتحقق إلا بالتمرس على الأدب اليوناني القديم .
غير أن تأثير هدهالجماعة في الأدب لم يظهر إلا في
القرن السادس عشر بتدعيم من الفلسفة الديكارتية .
.وهكذا فالأدب عندالكلاسيكيين هو الذي يعكس الحقيقة
المطلقة التي لا تتغير بتغير المكان والزمان .وفي ظل الكلاسيكية راج الشعر المسرحي و
ضعف الشعر الغنائي وانمحت الذاتية تحت سلطةالمجتمع الأرستقراطي .
-أقطاب هدا المذهب في
فرنسا هم (*موليير و*كور نايو*راسين). الذيناهتموا بالأدب التمثيلي وتشددوا في
الأخذ بقانون الوحدات الثلاث .وقلدوا الأدب اليوناني فمثلوا في
المأساة حياة الملوك والنبلاء وفيالملهاة حياة الغوغاء من الناس .
–تأثيرها على الأدب العربي. انحصر
تأثيرها في الشعر المسرحي .عندمااحتك الأدباء العرب بالمسرح الفرنسي الكلاسيكي عن طريق
الترجمة .
ظهر اثرالكلاسيكية بوضوح في مسرحيات احمد
شوقي الذي استفاد من إقامته بفرنسا فاطلع على المسرح الكلاسيكي فكتب مسرحيات شعرية
منها {*مصرع كليوباترة.*.مجنونليلى*..قمبيز}حيث اقتنى بعض عناصر المذهب الكلاسيكي
منها:1-الصراع بين الهوىوالواجب الذي نلمسه في مصرع كليوباترة.2استخدام اللغة
الراقية.3-استمداد موضوعا تهالتاريخ القديم .
حاول احمد شوقي أن يوفر
قدرا من الموضوعية لشخصياته إلا أن الحظجانبه في كثير من الأحيان فكان الشعر يأتي على لسان بعض
شخصياته غنائيا لا موضوعياوهذا جلي في مجنون ليلى.-كما لم يهتم بقانون الوحدات
الثلاث .
المذهب الرومانسي وأثره في الأدبالعربيوتسمى
الإبداعية أو الابتداعية
بداهذا المذهب يتصدر الحياة الأدبية في
اروبا أواخر القرن الثامن عشر وبلغ أوج ازدهارهفي النصف الثاني من القرن التاسععشر .كان ثائرا على الكلاسيكية
لإغراقها فيالصنعةومغالاتها في تعظيمالعقلوإمعانها في السير على خططالقدماء .
من ر واد المذهب في
انجلترا {شكسبير}في القرن السابع عشر وهو أول مننسج خيوط الرومانسية في مسرحياته
التي حلل فيها النفس البشرية{مثل .مسرحية* تاجرالبندقية }ثم تجسدت في أعمال
الشاعرين {وردزورثوكلوريدج .كما تجسدت في آثار وليام بليكوتوماسجراي }
- ومن أعلامه في
ألمانيا {غوته وتشيلر } أما العوامل التي ساعدت على نشوءالرومانسية في فرنسا ** هي حالة
التمزق والتغني بالفردية بسبب الأحوال السياسيةوالاجتماعية والاقتصادية اثر قيام
الثورة الفرنسية وعودة الكثير من أدبائها منالمنفى.
-أما فيفرنسا فقد مهد للرومانسية عدد من
الأدباء منهم ..{الفيلسوف جان جاك روسو. وشاطوبرييان .و لامرتين .وفكتور
هيجو}الذي تأثر بشكسبير* من خلال ترجمته وتحليلهلمسرحياته.وهو أب الرومانسية حيث حلل
قيم المذهب الرومانسي في مقدمة مسرحيته*
كرومويل والتي تعد
دستور الأدب الرومانسي
*ما يميز
فلسفة الرومانسية //
–قيامها علىالعاطفة – وهي
نابعة منالقلب.فهو
الملهم الهادي .-وهو موطن الضميرالذي يميز بين الخير والشر عن طريق الإحساسوالذوقالموصل للإحساسبالجمال .
- والأديب عندهم يبدع
انطلاقا منذاتيتهالخاصة يتغنى بمشاعره وخواطره مهماكانت درجتها وضيعة أم عظيمة -
-والمجتمع الرومانسيمثاليلا اثر فيه للطبقية أو الظلموالطغيان ..فإذا كانت غاية
الكلاسيكية تربية المجتمع عن طريق تلقين الفضائل الدينيةوالاجتماعية .فان الرومانسية تهدف
إلى نشر العدل والتحرر الفكري والسياسي حتى تنالالطبقات الدنيا والوسطى حقوقها .*
-أدب الرومانتكيين ثائر
على أصول الكلاسيكية وقواعدها وعلى كل ما يمتبصلة إلى الآداب اليونانية .لذا يمكن
أن نحصر ملامح هذا المذهب فيما يلي :
- الأدب وسيلةللتعبير عنالذاتودعوةلتحررالإنسانمن القيود القديمة .
-التعبير عنالشكوىوالقلقوالتشاؤم ولهذا كثيرا ما يلجا
الرومانسيون إلى تصوير مشاعرهم ممزوجةبالطبيعةفهيالملاذ والأنيس والمتنفس والمحاور .
—محاربة نظرية
المحاكاة. إذ الأدب عندهمخلق وإبداععن طريقالخيالالجانحوالعاطفةالمتأججة .
–اهتموابالمضمون والأفكار أكثر منالأسلوب .
-دعواإلىالتحررمن قيودالشكل والتركيز علىالفطرةوالسليقة وفي ظل الرومانسية ازدهرالشعر الغنائي
اثر الرومانسيةالغربية في الأدب العربي .-وجد الأدباء العرب في هذا المذهب الذي يتميز بالثورة على
كل أشكالالظلم
والحرمان متنفسا يعبرون من خلاله عما يجيش في صدورهم من ضيق وعن آمال
شعوبهمفي الحرية
والعيش الكريم والعدل والمساواة.وقد ظهر هذا التأثر في شكل كتابين نقديينهما: الغرباللميخائيل نعيمةوالديوانالذي ألفهالعقاد بمعية المازني وفي ظل
الرومانسية نشأت تنظيما ت أدبية أهمها:
1-الرابطة
القلمية أو جماعة المهجر .
**تأسست
سنة 1920مبزعامة جبران خليل جبران تضمابرز أدباء المهجر مثل نسيب عريضة
.إيليا أبي ماضي وميخائيل نعيمة الذي وضع كتاباسماهالغربالسنة 1913م
وهو عبارة عن مجموعة من المقالات تتضمن الأسس النقدية الهامة التي اعتمدعليها الشعراء الرومانسيون .عالج
المهجريون مواضيع شتى من حزن وألم وقلق. والشوقإلى الأهل والأوطان وذكر الطبيعة
والاندماج فيها وتعمقوا في خبايا النفس البشرية . وكان
للأدب المهجري اثر عميق في رقي الأدب العربي . شكلا ومضمونا .
- -2-مدرسةالديوان :
تأسست في 1921م
يمثلها عبد الرحمنشكريعباسمحمودالعقاد وعبدا لقادرالمازنيوقدساعدهم على تطوير الحركة الأدبية والشعرية خاصة -1-الإطلاعالواسع على أغوار التراث العربي الأصيل . – 2-الإطلاع
الواسع على الآداب الغربية والشعر الانجليزي خاصة .ثار هؤلاء على الشعرالكلاسيكي عند القدماء والمحدثين
بزعامة احمد شوقي. تجسد هذا الاتجاه في ديوان شكري {ضوء
الفجر } وقداصطبغ شعره برومانسية حزينة عبرت
بصدق عن آلام المجتمع المصري أثناء الاحتلال. وضمنهذا المنهج النقدي اتجه العقاد
والمازني في دعوتهما إلى التجديد فنقد المازني نقدالاذعا المدرسة *الاتباعية *وسخر
من شعرائها وازدرى معانيهم المسروقة وخصص بالنقد حافظ إبراهيم وشوقي عندماأصدر كتابا سنة 1915 فيه مقارنة بين
شعر حافظ وشعر شكري . بين أن شعر شكري صادقيعبر بصدق عما يدور في نفس صاحبه
ويتحسس آمال النفس وآلامها. أما العقاد فقد انطلقفي حملته النقدية سنة 1921عندما أصدر
كتاب *الديوان* مع المازني وكانت السهام موجهة نحو
شوقي .
3-جماعةابلو:تأسست في سبتمبر 1932م بفكرة من
الشاعراحمد
زكي أبو شاديوالذياخرج لها مجلة تحمل نفس الاسم وقد
ترأسهااحمد
شوقيللكن
المنية اختطفته بعد أيام معدودات فخلفه الشاعر اللبناني خليلمطران. ضمت نخبة من الشعراء من
أقطار مختلفة منهم : إبراهيمناجيوعليمحمود طهأبو القاسمالشابيوالتجانييوسفواحمدالشامي ..ورغم
افتقار الجماعة لتخطيط فني واختلاف نزعاتها إلا انه غلب غليها الاتجاهالرومانسي . –وقدتميزالأدبالعربي الرومانسي بما يلي : --الصدق – سيطرةالذاتية – الاهتمامبالنفسالإنسانية –تمجيد الألم الذاتي
والإنساني – اللجوء إلى الطبيعة التي منحت أشعارهمجدة وابتكارا –الدعوة إلى الخير
والحق والجمال ---هذا من ناحية المحتوى
.أما من الناحيةالفنية فقد تميز إنتاجهم الشعري بما
يلي : --تجديد وتنويع أساليب التعبير—رقةالألفاظ ووضوحها وعذوبتها .—تجنب
التراكيب القديمة .فجاءت لغتهم مأنوسة مألوفةقريبة من لغة التخاطب .—إبداع الصور
الفنية الجديدة شحنها بالعواطف الحارة –الاهتمام بالموسيقى الداخلية
الناجمة عن انسجام الألفاظ ودقة الصياغة -- مع اختيارالموسيقى الخارجية التي تنسجم مع
المضمون ..
3–المذهب الواقعي وأثرهفي الأدب العربي :نشأت الواقعية الغربية في النصفالثاني من القرنالتاسع عشر م متأثرة بالنهضةالعلمية والفلسفة العقلانية ونتيجة
للمبالغات الخيالية والعاطفية التي انغمست فيهاالرومانسية .تدعو الواقعية إلى
الإبداع الأدبي بتصوير الأشياء الخارجة عن نطاقالذات .والثورة على شرور الحياة
والكاتب الواقعي يأخذ مادة تجاربه من مشكلات العصرالاجتماعية وشخصياته من الطبقة
الوسطى أو طبقة العمال .وغاية الواقعين أن يصبحالإنسان سيد الطبيعة في مجتمع عادل
ومن ثم كان الأديب الواقعي أكثر أمانة في تصويربيئته .
– ولماكانت الرومانسية تحمل في حد ذاتها
بذور الواقعية ليس غريبا أن تقوم الواقعية لا علىأنقاض الرومانسية أو كمذهب مناوئي
لها بل كتيار يسير جنبا إلى جنب معها . –رغمالموضوعية التي دعا إليها الواقعيون
فقد اتسم أدبهم بطابع تشاؤمي ولعل ذلك راجع إلىالمبالغة في تشخيص الآفات الاجتماعية
فهم ينظرون إلى الواقع بمنظار اسود . فالخيرما هو إلا بريق زائف فالشجاعة برأيهم
يأس من الحياة وضرورة لابد منها و الكرممباهاة والمجد تكالب على الحياة .
فالواقعية على هذا
الأساس هي انعكاس للواقع الخارجي في نفس الأديب أوهي صورة للواقع ممزوجة بنفس الأديب
وقدراته .
ولهذا يمكن إجمال
خصائصها فيما يلي //
-قيامها علىأساس الفلسفة الوضعية والتجريبية .
- الدعوة إلى الموضوعية
في الإبداع الأدبي عكسالرومانسية .
تصويرما تعانيه الطبقة الدنيا من حيف
وتشخيص الآفات الاجتماعية مما جعل أدبهم يتسم بطابعتشاؤمي .
- تركزإنتاجهم على القصة والمسرحية .
-ويعد *بلزاك*الرائد
الأول للواقعية في فرنسا إذ خلفموسوعة في الأدب الواقعي تشمل نحو مائة وخمسين قصة 150
أطلق عليها في أواخر أيامه *الكوميدياالبشرية * و
الفرنسيفلوبير صاحب رواية* مدامبوفاري * التي
صور فيها عصره بجميع مشكلاته .
–وفي انجلترا مثلهذا الاتجاه *شريدانو*
شاكري *وتشارلزديكنز * الذي
قدم وصفا صادقا للمجتمع الإنجليزي في رواياته *صحائفبكويك*و*دافيدكوبرفيلد * و*دمنيوولده - - ويميز
النقاد بينالواقعية1-—الواقعيةالانتقاديةأوالواقعية الاروبيةالمتشائمةيمثلها من ذكرنا سابقا.
2–الواقعيةالطبيعية *
.. واصل التيار
الواقعي عند الغربيين تطوره حتى انتهى إلى الواقعية الطبيعية . ويعد* إميلزولا * رائد
هذا المذهب بدون منازع . فالإنسان عندهم مقيد مجبرعلى إتباع غدده. والأدب عبارة عن
تحاليل مخبرية فالإنسان يرث عناصر الجريمة .
-3-الواقعيةالاشتراكية. *
وقد ظهر تيار آخر
للواقعية أطلق النقاد عليها اسمالواقعيةالجديدة * تمييزا عن واقعية الغرب المتشائمة .
والواقعية الجديدة تصور واقعاجديدا لذا قيل عنها أنها واقعية التفاؤل والاستبشار . وهي
حصيلة النظرة الماركسيةللأدب والفن وهي حصيلة التجربة المعاصرة لكتاب الاتحاد
السوفيتي وقد التزموا بأهدافالطبقة العاملة و النضال في سبيل تحقيق الاشتراكية . من
روادهاتشيكوف*وتوليستوي *ومكسيمجوركي*في قصة* الأم *
-اثر
الواقعية فيالأدب العربي الحديث .
.إن الأدب العربي
الحديث في اتجاهه الواقعي لم يترسم خطى الواقعيةالغربية بنظرتها المتشائمة ورفضها
للحياة . بل نهج نهجا خاصا استوحاه من الواقعالعربي بمشكلاته الاجتماعية وقضاياه
السياسية. فابرز الأدباء عيوب المجتمع وصوروامظاهر الحرمان والبؤس قصد الإصلاح
.فكتب طه حسين* المعذبونفيالأرض * وكتب
توفيق الحكيمحماريقاللي * ويوسف
إدريسروايةالحرام * وعبد
الرحمان الشرقاوي رواية* الأرض .* ....وتبرزالواقعية في الأدب الجزائري عند
مولود فرعون في روايتهابنالفقير *وفي أدب محمد ديب في *الحريق * ويعد
محمود تيمور الواقعي الأول في الأدبالعربي متأثرا بالكاتب الفرنسي جي دي موباسان* فقد دعا
في مقدمة كتابهالشيخجمعةوقصصأخرى *إلى الأخذ بالمذهب الواقعي في
التأليف القصصي .
– مذاهب أدبيةأخرى..بالإضافة إلى المذاهب السابقة
الذكر هناك مذاهب أدبية أخرى اقل رواجا منها :
المدرسةالبر ناسية*
أو مدرسةالفنللفن*والبرناس
اسم جبل جعله الإغريقالقدماء رمزا للشعرظهرت في فرنسا في منتصف القرن التاسععشر يتزعمهاالكونتديليل* . وهي ترى أن الأدب غاية في حد ذاته وليس وسيلة. لم يلق
المذهب رواجاعند
أدبائنا العرب لأنهم اهتموا بمعالجة قضايا الأمة والوطن .
–المدرسةالسريالية *ظهرت في
فرنسامتأثرة
بالتحليل النفسي ونظرياتفرويدفجاء أدبهم كأنه هذيان محموم فلم يعشالمذهب طويلا ولم تكن له أصداء خارج
فرنسا فهو ولد وقبر فيها .
–*المدرسةالرمزية *.
ظهرت في النصفالثاني من القرن التاسع عشر .
والأديب الرمزي لا يسعى إلى نقل المعاني والصور وإنمايعمل على نشر العدوى الفنية ونقل
الحالات النفسية المستترة التي لا تقوى على أدائهااللغة في دلالاتها الوضعية . من
زعماء الرمزية في اروبا ::*بودلير *وآرثررامبو *وادجارألانبو
*الشاعر القصصي
الأمريكي .
*–اثرالمذهبالرمزيفيالأدبالعربي * :
أوجد هذا المذهبلنفسه مجالا واسعا بين شعراء
العربية في العصر الحديث انطلاقا من لبنان ويعد الشاعراللبنانيسعيدعقلأعظم ممثل للمذهب الرمزي في الأدب
العربي بالإضافةإلىجورجصبيحوإيلياأبيماضيوغيرهم من شعراءالمهجر . –خلاصة القول إن الأدب
العربي باطلاعه على هذه المذاهب ازداد تفتحا علىالعالم الخارجي واكتسب أبعادا
إنسانية ونتيجة لذلك توج بجائزة نوبل في الأدب التيتحصل عليها نجيب محفوظ .والتأثر بهذه
المذاهب لم يكن تقليدا أعمى للغرب بل اخذالأدباء فقط ما يتلاءم مع أفكارنا
وأسلوب حياتنا فالطعام الذي تحسن الأضراس مضغهوتتقن المعدة هضمه يتحول إلى شيء
مفيد يساهم في نمو الجسم وحمايته من الأسقام .
تنوعت فنون النثر العربي في العصر الحديث.منقصةإلىمسرحيةإلىمقالةتتصدر صفحات
الجرائد لتصل إلى كل قارئي فترقى بمداركه وتوسع ثقافتهوتحلق به في عوالم المجهول والمستور
–المقاللغة: مأخوذ من القول..
-اصطلاحا:بحث قصير في العلم أو الأدب أو السياسة أوالاجتماع...تتناول جانبا من جوانب موضوع ما. يقدم للقارىء
بطريقة مشوقة. –والمقاليتسع لكل شيء في
الوجود من تعبير عن عاطفة أو رغبة أو فكرة في أسلوب شيق منظم. وتتنوع المقلات وتختلف تبعا
لاختلاف مادتها وموضوعاتها فمنها السياسية والاجتماعيةوالأدبية والنقدية والعلمية...وهلم جرا.
– أماأسبابانتشارالمقالبشكل واسع في العصر الحديث فنجملها فيمايلي: 1- ظهور الطباعة والصحافة وتنوع الجرائد والمجلات.
2- تشعب المشاكل الاجتماعيةوالسياسية بسبب
الاستعمار والاستبداد -3- ظهور أدباء ومصلحين اخذوا على عاتقهممسؤولية توعية الناس وإرشادهم. 4- نشاط الحركة الأدبية
والنقدية بين أدباء العصرالحديث مما أدى إلى
ظهور ردود قصيرة على ما ينشر في المجلات و الجرائد... –المقالبالمعنى الاصطلاحي مرتبط بظهور الصحافة لم يظهر في أدبنا
العربي إلا في العصرالحديث مع أولى الصحف
العربية *الوقائعالمصرية *1828م ولتأكد من صحةهذا القول
سنتصفح تاريخ أجيالنا لمعرفة إن وجد لدينا مقال في العصور الماضية وهلتوفرت فيه شروط المقال الحديث ؟ -فيالعصرالعباسي: هناك بعض الفنون النثرية
التي تشبه فن المقال فما كتبهالجاحظفي ** المحاسنوالأضداد**و
*البخلاء
**و *البيانوالتبيين * وما كتبهابنالمقفعفي *الأدبالكبيروالأدبالصغير * وما كتبهعبدالحميدحول* الكتاب *والشطرنج **. كلها تعد مقالات تنقصهاشروط
المقال الحديث. لان القدماء اغرموا بالطول والاستطراد والاهتمام بالجانباللغوي... –أما في القرن الرابع للهجرة فقد خطا هذا الفن
خطوات مذمومة نحو التكلفوالتصنع حيث كثرت
الزخارف والمحسنات والتعابير الركيكة.فأصبح أسلوبه متحجرا مما جعلالنقاد يبعدونه عن المقال الحديث. – فيالعصرالحديث: لم يتطور فن المقال ويصل
إلى ما هو عليه إلا بعد أن مر بمراحل:
-1- المرحلةالأولى ""يمثلها كتاب الصحف الرسمية
**الوقائعالمصرية ** وادي النيل ** رفاعة
رافعالطهطاوي. وميخائيل عبدالسيد. وكانت أساليب مقالاتهم اقرب
إلى أساليب عصر الضعف حافلة بالسجعوالزخرف
اللفظي
-مصطلح أطلقه النقاد والأدباء على نتاجات فنية متميزة عبرت بصدق
عن حالات نفسيةعامة
أوجدتها مسيرة الشعوب عبر التاريخ وملابسات الحياة ومتغيراتها وقد بدأت
ملامحهذه
المذاهب تتبلور ابتداء من عصر النهضة. وبفضل الاحتكاك بالثقافة الغربية
استطاعأدباؤنا
أن يطلعوا على هده المذاهب الأدبية ويتخذوها سبيلا لتطوير الأدب العربيشكلا ومضمونا
.. 1/المذهبالكلاسيكيوتسمى الاتباعيةأقدم المذاهبالأدبية في اروبا ظهر بعد حركة البعث
العلمي في القرن الخامس عشر . قائم على محاكاةالأدب اليوناني القديم .ويعتبر كتابالشعرلأرسطودستور الكلاسيكية الذي يتضمن القواعد النظرية لفني
الملاحم والتمثيل .اكتملت ملامح هدا المذهب في النصف
الأول من القرن السابع عشر .عندما وضع الشاعروالناقد الفرنسيبوالوأسسالمذهب الكلاسيكي في كتاب سماهفن الشعر . ..
.وقد كانتالكلاسيكية تلبية للظروف الفكرية التي عاشتها أوربا خلال
القرنين السابع عشروالثامن عشر الميلاديين . حيث سيطر العقل على الحياة
الاجتماعية والفكرية وانعكسعلى الحياة الأدبية.
وهدا ما جعل أدب
الكلاسيكية يتسم بما يلي _//
- العناية الكبرىبالأسلوب بالحرص على فصاحة اللغة
وأناقة العبارة واستعمال اللغة الراقية .
- الوضوح والفصاحةوجودة الصياغة اللغوية.
- والبعد عن التعقيد
وتجنب الإسراف العاطفي والبعد عن الخيال
.
- الاعتماد علىالفلسفة العقلية فالعقل هو السلطان
الذي يقود الوجدان والخيال ويجعله يسير في حدودالعقل.
- خفوت النزعةالذاتية ورواج الأدب الموضوعي .
- التعبير عن حاجات
الطبقة الارستقراطية .
- محاكاة القدماءوالالتزام المطلق بأصولهم وقواعدهم
في الإبداع الأدبي .
- اقتباس الموضوعاتمن التاريخ القديم .
- ربطالأدب بالمبدأ الخلقي وتوظيفه في
الغايات التعليمية .
- احترام الأعرافوالقوانين الاجتماعية السائدة
وتعد فرنسا بحق التربة
الخصبة التي ترعرع فيها هذا المذهب حيث تعدجماعةالبلييادرائدة هذا المذهب فيفرنسا التي ترى أن الإبداع الأدبي
لن يتحقق إلا بالتمرس على الأدب اليوناني القديم .
غير أن تأثير هدهالجماعة في الأدب لم يظهر إلا في
القرن السادس عشر بتدعيم من الفلسفة الديكارتية .
.وهكذا فالأدب عندالكلاسيكيين هو الذي يعكس الحقيقة
المطلقة التي لا تتغير بتغير المكان والزمان .وفي ظل الكلاسيكية راج الشعر المسرحي و
ضعف الشعر الغنائي وانمحت الذاتية تحت سلطةالمجتمع الأرستقراطي .
-أقطاب هدا المذهب في
فرنسا هم (*موليير و*كور نايو*راسين). الذيناهتموا بالأدب التمثيلي وتشددوا في
الأخذ بقانون الوحدات الثلاث .وقلدوا الأدب اليوناني فمثلوا في
المأساة حياة الملوك والنبلاء وفيالملهاة حياة الغوغاء من الناس .
–تأثيرها على الأدب العربي. انحصر
تأثيرها في الشعر المسرحي .عندمااحتك الأدباء العرب بالمسرح الفرنسي الكلاسيكي عن طريق
الترجمة .
ظهر اثرالكلاسيكية بوضوح في مسرحيات احمد
شوقي الذي استفاد من إقامته بفرنسا فاطلع على المسرح الكلاسيكي فكتب مسرحيات شعرية
منها {*مصرع كليوباترة.*.مجنونليلى*..قمبيز}حيث اقتنى بعض عناصر المذهب الكلاسيكي
منها:1-الصراع بين الهوىوالواجب الذي نلمسه في مصرع كليوباترة.2استخدام اللغة
الراقية.3-استمداد موضوعا تهالتاريخ القديم .
حاول احمد شوقي أن يوفر
قدرا من الموضوعية لشخصياته إلا أن الحظجانبه في كثير من الأحيان فكان الشعر يأتي على لسان بعض
شخصياته غنائيا لا موضوعياوهذا جلي في مجنون ليلى.-كما لم يهتم بقانون الوحدات
الثلاث .
المذهب الرومانسي وأثره في الأدبالعربيوتسمى
الإبداعية أو الابتداعية
بداهذا المذهب يتصدر الحياة الأدبية في
اروبا أواخر القرن الثامن عشر وبلغ أوج ازدهارهفي النصف الثاني من القرن التاسععشر .كان ثائرا على الكلاسيكية
لإغراقها فيالصنعةومغالاتها في تعظيمالعقلوإمعانها في السير على خططالقدماء .
من ر واد المذهب في
انجلترا {شكسبير}في القرن السابع عشر وهو أول مننسج خيوط الرومانسية في مسرحياته
التي حلل فيها النفس البشرية{مثل .مسرحية* تاجرالبندقية }ثم تجسدت في أعمال
الشاعرين {وردزورثوكلوريدج .كما تجسدت في آثار وليام بليكوتوماسجراي }
- ومن أعلامه في
ألمانيا {غوته وتشيلر } أما العوامل التي ساعدت على نشوءالرومانسية في فرنسا ** هي حالة
التمزق والتغني بالفردية بسبب الأحوال السياسيةوالاجتماعية والاقتصادية اثر قيام
الثورة الفرنسية وعودة الكثير من أدبائها منالمنفى.
-أما فيفرنسا فقد مهد للرومانسية عدد من
الأدباء منهم ..{الفيلسوف جان جاك روسو. وشاطوبرييان .و لامرتين .وفكتور
هيجو}الذي تأثر بشكسبير* من خلال ترجمته وتحليلهلمسرحياته.وهو أب الرومانسية حيث حلل
قيم المذهب الرومانسي في مقدمة مسرحيته*
كرومويل والتي تعد
دستور الأدب الرومانسي
*ما يميز
فلسفة الرومانسية //
–قيامها علىالعاطفة – وهي
نابعة منالقلب.فهو
الملهم الهادي .-وهو موطن الضميرالذي يميز بين الخير والشر عن طريق الإحساسوالذوقالموصل للإحساسبالجمال .
- والأديب عندهم يبدع
انطلاقا منذاتيتهالخاصة يتغنى بمشاعره وخواطره مهماكانت درجتها وضيعة أم عظيمة -
-والمجتمع الرومانسيمثاليلا اثر فيه للطبقية أو الظلموالطغيان ..فإذا كانت غاية
الكلاسيكية تربية المجتمع عن طريق تلقين الفضائل الدينيةوالاجتماعية .فان الرومانسية تهدف
إلى نشر العدل والتحرر الفكري والسياسي حتى تنالالطبقات الدنيا والوسطى حقوقها .*
-أدب الرومانتكيين ثائر
على أصول الكلاسيكية وقواعدها وعلى كل ما يمتبصلة إلى الآداب اليونانية .لذا يمكن
أن نحصر ملامح هذا المذهب فيما يلي :
- الأدب وسيلةللتعبير عنالذاتودعوةلتحررالإنسانمن القيود القديمة .
-التعبير عنالشكوىوالقلقوالتشاؤم ولهذا كثيرا ما يلجا
الرومانسيون إلى تصوير مشاعرهم ممزوجةبالطبيعةفهيالملاذ والأنيس والمتنفس والمحاور .
—محاربة نظرية
المحاكاة. إذ الأدب عندهمخلق وإبداععن طريقالخيالالجانحوالعاطفةالمتأججة .
–اهتموابالمضمون والأفكار أكثر منالأسلوب .
-دعواإلىالتحررمن قيودالشكل والتركيز علىالفطرةوالسليقة وفي ظل الرومانسية ازدهرالشعر الغنائي
اثر الرومانسيةالغربية في الأدب العربي .-وجد الأدباء العرب في هذا المذهب الذي يتميز بالثورة على
كل أشكالالظلم
والحرمان متنفسا يعبرون من خلاله عما يجيش في صدورهم من ضيق وعن آمال
شعوبهمفي الحرية
والعيش الكريم والعدل والمساواة.وقد ظهر هذا التأثر في شكل كتابين نقديينهما: الغرباللميخائيل نعيمةوالديوانالذي ألفهالعقاد بمعية المازني وفي ظل
الرومانسية نشأت تنظيما ت أدبية أهمها:
1-الرابطة
القلمية أو جماعة المهجر .
**تأسست
سنة 1920مبزعامة جبران خليل جبران تضمابرز أدباء المهجر مثل نسيب عريضة
.إيليا أبي ماضي وميخائيل نعيمة الذي وضع كتاباسماهالغربالسنة 1913م
وهو عبارة عن مجموعة من المقالات تتضمن الأسس النقدية الهامة التي اعتمدعليها الشعراء الرومانسيون .عالج
المهجريون مواضيع شتى من حزن وألم وقلق. والشوقإلى الأهل والأوطان وذكر الطبيعة
والاندماج فيها وتعمقوا في خبايا النفس البشرية . وكان
للأدب المهجري اثر عميق في رقي الأدب العربي . شكلا ومضمونا .
- -2-مدرسةالديوان :
تأسست في 1921م
يمثلها عبد الرحمنشكريعباسمحمودالعقاد وعبدا لقادرالمازنيوقدساعدهم على تطوير الحركة الأدبية والشعرية خاصة -1-الإطلاعالواسع على أغوار التراث العربي الأصيل . – 2-الإطلاع
الواسع على الآداب الغربية والشعر الانجليزي خاصة .ثار هؤلاء على الشعرالكلاسيكي عند القدماء والمحدثين
بزعامة احمد شوقي. تجسد هذا الاتجاه في ديوان شكري {ضوء
الفجر } وقداصطبغ شعره برومانسية حزينة عبرت
بصدق عن آلام المجتمع المصري أثناء الاحتلال. وضمنهذا المنهج النقدي اتجه العقاد
والمازني في دعوتهما إلى التجديد فنقد المازني نقدالاذعا المدرسة *الاتباعية *وسخر
من شعرائها وازدرى معانيهم المسروقة وخصص بالنقد حافظ إبراهيم وشوقي عندماأصدر كتابا سنة 1915 فيه مقارنة بين
شعر حافظ وشعر شكري . بين أن شعر شكري صادقيعبر بصدق عما يدور في نفس صاحبه
ويتحسس آمال النفس وآلامها. أما العقاد فقد انطلقفي حملته النقدية سنة 1921عندما أصدر
كتاب *الديوان* مع المازني وكانت السهام موجهة نحو
شوقي .
3-جماعةابلو:تأسست في سبتمبر 1932م بفكرة من
الشاعراحمد
زكي أبو شاديوالذياخرج لها مجلة تحمل نفس الاسم وقد
ترأسهااحمد
شوقيللكن
المنية اختطفته بعد أيام معدودات فخلفه الشاعر اللبناني خليلمطران. ضمت نخبة من الشعراء من
أقطار مختلفة منهم : إبراهيمناجيوعليمحمود طهأبو القاسمالشابيوالتجانييوسفواحمدالشامي ..ورغم
افتقار الجماعة لتخطيط فني واختلاف نزعاتها إلا انه غلب غليها الاتجاهالرومانسي . –وقدتميزالأدبالعربي الرومانسي بما يلي : --الصدق – سيطرةالذاتية – الاهتمامبالنفسالإنسانية –تمجيد الألم الذاتي
والإنساني – اللجوء إلى الطبيعة التي منحت أشعارهمجدة وابتكارا –الدعوة إلى الخير
والحق والجمال ---هذا من ناحية المحتوى
.أما من الناحيةالفنية فقد تميز إنتاجهم الشعري بما
يلي : --تجديد وتنويع أساليب التعبير—رقةالألفاظ ووضوحها وعذوبتها .—تجنب
التراكيب القديمة .فجاءت لغتهم مأنوسة مألوفةقريبة من لغة التخاطب .—إبداع الصور
الفنية الجديدة شحنها بالعواطف الحارة –الاهتمام بالموسيقى الداخلية
الناجمة عن انسجام الألفاظ ودقة الصياغة -- مع اختيارالموسيقى الخارجية التي تنسجم مع
المضمون ..
3–المذهب الواقعي وأثرهفي الأدب العربي :نشأت الواقعية الغربية في النصفالثاني من القرنالتاسع عشر م متأثرة بالنهضةالعلمية والفلسفة العقلانية ونتيجة
للمبالغات الخيالية والعاطفية التي انغمست فيهاالرومانسية .تدعو الواقعية إلى
الإبداع الأدبي بتصوير الأشياء الخارجة عن نطاقالذات .والثورة على شرور الحياة
والكاتب الواقعي يأخذ مادة تجاربه من مشكلات العصرالاجتماعية وشخصياته من الطبقة
الوسطى أو طبقة العمال .وغاية الواقعين أن يصبحالإنسان سيد الطبيعة في مجتمع عادل
ومن ثم كان الأديب الواقعي أكثر أمانة في تصويربيئته .
– ولماكانت الرومانسية تحمل في حد ذاتها
بذور الواقعية ليس غريبا أن تقوم الواقعية لا علىأنقاض الرومانسية أو كمذهب مناوئي
لها بل كتيار يسير جنبا إلى جنب معها . –رغمالموضوعية التي دعا إليها الواقعيون
فقد اتسم أدبهم بطابع تشاؤمي ولعل ذلك راجع إلىالمبالغة في تشخيص الآفات الاجتماعية
فهم ينظرون إلى الواقع بمنظار اسود . فالخيرما هو إلا بريق زائف فالشجاعة برأيهم
يأس من الحياة وضرورة لابد منها و الكرممباهاة والمجد تكالب على الحياة .
فالواقعية على هذا
الأساس هي انعكاس للواقع الخارجي في نفس الأديب أوهي صورة للواقع ممزوجة بنفس الأديب
وقدراته .
ولهذا يمكن إجمال
خصائصها فيما يلي //
-قيامها علىأساس الفلسفة الوضعية والتجريبية .
- الدعوة إلى الموضوعية
في الإبداع الأدبي عكسالرومانسية .
تصويرما تعانيه الطبقة الدنيا من حيف
وتشخيص الآفات الاجتماعية مما جعل أدبهم يتسم بطابعتشاؤمي .
- تركزإنتاجهم على القصة والمسرحية .
-ويعد *بلزاك*الرائد
الأول للواقعية في فرنسا إذ خلفموسوعة في الأدب الواقعي تشمل نحو مائة وخمسين قصة 150
أطلق عليها في أواخر أيامه *الكوميدياالبشرية * و
الفرنسيفلوبير صاحب رواية* مدامبوفاري * التي
صور فيها عصره بجميع مشكلاته .
–وفي انجلترا مثلهذا الاتجاه *شريدانو*
شاكري *وتشارلزديكنز * الذي
قدم وصفا صادقا للمجتمع الإنجليزي في رواياته *صحائفبكويك*و*دافيدكوبرفيلد * و*دمنيوولده - - ويميز
النقاد بينالواقعية1-—الواقعيةالانتقاديةأوالواقعية الاروبيةالمتشائمةيمثلها من ذكرنا سابقا.
2–الواقعيةالطبيعية *
.. واصل التيار
الواقعي عند الغربيين تطوره حتى انتهى إلى الواقعية الطبيعية . ويعد* إميلزولا * رائد
هذا المذهب بدون منازع . فالإنسان عندهم مقيد مجبرعلى إتباع غدده. والأدب عبارة عن
تحاليل مخبرية فالإنسان يرث عناصر الجريمة .
-3-الواقعيةالاشتراكية. *
وقد ظهر تيار آخر
للواقعية أطلق النقاد عليها اسمالواقعيةالجديدة * تمييزا عن واقعية الغرب المتشائمة .
والواقعية الجديدة تصور واقعاجديدا لذا قيل عنها أنها واقعية التفاؤل والاستبشار . وهي
حصيلة النظرة الماركسيةللأدب والفن وهي حصيلة التجربة المعاصرة لكتاب الاتحاد
السوفيتي وقد التزموا بأهدافالطبقة العاملة و النضال في سبيل تحقيق الاشتراكية . من
روادهاتشيكوف*وتوليستوي *ومكسيمجوركي*في قصة* الأم *
-اثر
الواقعية فيالأدب العربي الحديث .
.إن الأدب العربي
الحديث في اتجاهه الواقعي لم يترسم خطى الواقعيةالغربية بنظرتها المتشائمة ورفضها
للحياة . بل نهج نهجا خاصا استوحاه من الواقعالعربي بمشكلاته الاجتماعية وقضاياه
السياسية. فابرز الأدباء عيوب المجتمع وصوروامظاهر الحرمان والبؤس قصد الإصلاح
.فكتب طه حسين* المعذبونفيالأرض * وكتب
توفيق الحكيمحماريقاللي * ويوسف
إدريسروايةالحرام * وعبد
الرحمان الشرقاوي رواية* الأرض .* ....وتبرزالواقعية في الأدب الجزائري عند
مولود فرعون في روايتهابنالفقير *وفي أدب محمد ديب في *الحريق * ويعد
محمود تيمور الواقعي الأول في الأدبالعربي متأثرا بالكاتب الفرنسي جي دي موباسان* فقد دعا
في مقدمة كتابهالشيخجمعةوقصصأخرى *إلى الأخذ بالمذهب الواقعي في
التأليف القصصي .
– مذاهب أدبيةأخرى..بالإضافة إلى المذاهب السابقة
الذكر هناك مذاهب أدبية أخرى اقل رواجا منها :
المدرسةالبر ناسية*
أو مدرسةالفنللفن*والبرناس
اسم جبل جعله الإغريقالقدماء رمزا للشعرظهرت في فرنسا في منتصف القرن التاسععشر يتزعمهاالكونتديليل* . وهي ترى أن الأدب غاية في حد ذاته وليس وسيلة. لم يلق
المذهب رواجاعند
أدبائنا العرب لأنهم اهتموا بمعالجة قضايا الأمة والوطن .
–المدرسةالسريالية *ظهرت في
فرنسامتأثرة
بالتحليل النفسي ونظرياتفرويدفجاء أدبهم كأنه هذيان محموم فلم يعشالمذهب طويلا ولم تكن له أصداء خارج
فرنسا فهو ولد وقبر فيها .
–*المدرسةالرمزية *.
ظهرت في النصفالثاني من القرن التاسع عشر .
والأديب الرمزي لا يسعى إلى نقل المعاني والصور وإنمايعمل على نشر العدوى الفنية ونقل
الحالات النفسية المستترة التي لا تقوى على أدائهااللغة في دلالاتها الوضعية . من
زعماء الرمزية في اروبا ::*بودلير *وآرثررامبو *وادجارألانبو
*الشاعر القصصي
الأمريكي .
*–اثرالمذهبالرمزيفيالأدبالعربي * :
أوجد هذا المذهبلنفسه مجالا واسعا بين شعراء
العربية في العصر الحديث انطلاقا من لبنان ويعد الشاعراللبنانيسعيدعقلأعظم ممثل للمذهب الرمزي في الأدب
العربي بالإضافةإلىجورجصبيحوإيلياأبيماضيوغيرهم من شعراءالمهجر . –خلاصة القول إن الأدب
العربي باطلاعه على هذه المذاهب ازداد تفتحا علىالعالم الخارجي واكتسب أبعادا
إنسانية ونتيجة لذلك توج بجائزة نوبل في الأدب التيتحصل عليها نجيب محفوظ .والتأثر بهذه
المذاهب لم يكن تقليدا أعمى للغرب بل اخذالأدباء فقط ما يتلاءم مع أفكارنا
وأسلوب حياتنا فالطعام الذي تحسن الأضراس مضغهوتتقن المعدة هضمه يتحول إلى شيء
مفيد يساهم في نمو الجسم وحمايته من الأسقام .
02 تطور فن المقال و خصائصه:
تنوعت فنون النثر العربي في العصر الحديث.منقصةإلىمسرحيةإلىمقالةتتصدر صفحات
الجرائد لتصل إلى كل قارئي فترقى بمداركه وتوسع ثقافتهوتحلق به في عوالم المجهول والمستور
–المقاللغة: مأخوذ من القول..
-اصطلاحا:بحث قصير في العلم أو الأدب أو السياسة أوالاجتماع...تتناول جانبا من جوانب موضوع ما. يقدم للقارىء
بطريقة مشوقة. –والمقاليتسع لكل شيء في
الوجود من تعبير عن عاطفة أو رغبة أو فكرة في أسلوب شيق منظم. وتتنوع المقلات وتختلف تبعا
لاختلاف مادتها وموضوعاتها فمنها السياسية والاجتماعيةوالأدبية والنقدية والعلمية...وهلم جرا.
– أماأسبابانتشارالمقالبشكل واسع في العصر الحديث فنجملها فيمايلي: 1- ظهور الطباعة والصحافة وتنوع الجرائد والمجلات.
2- تشعب المشاكل الاجتماعيةوالسياسية بسبب
الاستعمار والاستبداد -3- ظهور أدباء ومصلحين اخذوا على عاتقهممسؤولية توعية الناس وإرشادهم. 4- نشاط الحركة الأدبية
والنقدية بين أدباء العصرالحديث مما أدى إلى
ظهور ردود قصيرة على ما ينشر في المجلات و الجرائد... –المقالبالمعنى الاصطلاحي مرتبط بظهور الصحافة لم يظهر في أدبنا
العربي إلا في العصرالحديث مع أولى الصحف
العربية *الوقائعالمصرية *1828م ولتأكد من صحةهذا القول
سنتصفح تاريخ أجيالنا لمعرفة إن وجد لدينا مقال في العصور الماضية وهلتوفرت فيه شروط المقال الحديث ؟ -فيالعصرالعباسي: هناك بعض الفنون النثرية
التي تشبه فن المقال فما كتبهالجاحظفي ** المحاسنوالأضداد**و
*البخلاء
**و *البيانوالتبيين * وما كتبهابنالمقفعفي *الأدبالكبيروالأدبالصغير * وما كتبهعبدالحميدحول* الكتاب *والشطرنج **. كلها تعد مقالات تنقصهاشروط
المقال الحديث. لان القدماء اغرموا بالطول والاستطراد والاهتمام بالجانباللغوي... –أما في القرن الرابع للهجرة فقد خطا هذا الفن
خطوات مذمومة نحو التكلفوالتصنع حيث كثرت
الزخارف والمحسنات والتعابير الركيكة.فأصبح أسلوبه متحجرا مما جعلالنقاد يبعدونه عن المقال الحديث. – فيالعصرالحديث: لم يتطور فن المقال ويصل
إلى ما هو عليه إلا بعد أن مر بمراحل:
-1- المرحلةالأولى ""يمثلها كتاب الصحف الرسمية
**الوقائعالمصرية ** وادي النيل ** رفاعة
رافعالطهطاوي. وميخائيل عبدالسيد. وكانت أساليب مقالاتهم اقرب
إلى أساليب عصر الضعف حافلة بالسجعوالزخرف
اللفظي