السلام عليكم ورحمة
الله تعالى وبركاته
إليكم مني بعض المقالات الفلسفية
المحتمل وقوعها في البكلوريا لطلبة 3آداب وفلسفة الذاكرة 1هل الذاكرة حادثة بيولوجية فقط ؟ هل الذاكرة حادثة فردية؟
◘ مقدمة:
تتأثر أفعالنا اتجاه المشكلات التي تعترضنا بمكتسباتتجاربنا
السابقة وليس انقطاع الإدراك في الحاضر معناه زوال الصورة الذهنية المدركة،بل
إن الإنسان يتميز بقدرته على اختزان تلك الصورة مما يجعله يعيش الحاضر
والماضي معاوهذا ما يسمى بالذاكرة وهي القدرة على استعادة الماضي مع
معرفتنا أنه ماضي , وقد اختلفالفلاسفة في تفسير طبيعة الذاكرة وحفظ
الذكريات هل هي عضوية لها مكان معين فيالدماغ أم هي قدرة عقلية
نفسية ؟وهل يمكن تفسير الذاكرة بالاعتماد على النشاطالعصبي ؟ هل
تعتمد الذاكرة على الدماغ فقط أم تحتاج إلى غير ذلك ؟عرض
الأطروحة الأولىيحاول الماديون تفسير الذاكرة تفسيرا ماديا
وربطها بخلايا الدماغ;ويقول عنها ابن سينا (أنها قوة محلها
التجويف الأخير من الدماغ) إن ملاحظات ريبوعلى حالات معينة
مقترنة بضعف الذاكرة أو بفقدانها كحالة [ الفتاة التي أصيبتبرصاصة
في المنطقة اليسرى من الدماغ فوجد أنها فقدت قدرة التعرف عل المشط الذي
كانتتضعه في يدها اليمنى إلا أنها بقيت تستطيع الإحساس به فتأكد له
أن إتلاف بعضالخلايا في الجملة العصبية نتيجة حادث ما يؤدي مباشرة
إلى فقدان جزئي أوكلي للذاكرةوجعلته يستنتج أن الذاكرة هي وظيفة
عامة للجهاز العصبي.ولقدتأثرت النظرية المادية بالمقولة الديكارتية
القائلة بأن الذاكرة تكمن في ثنايا الجسموأن الذكريات تترك أثر في
المخ كما تترك الذبذبات الصوتية على أسطوانات التسجيل ،وكأن المخ
وعاء يستقبل ويختزن مختلف الذكريات ,وهي تثبت بطريقة آلية.اي شبيهة
بالعادة ولقد استطاع ريبو أن يحدد مناطق معينة لكل نوع من الذكريات بل ويعد
600مليون خلية متخصصة لتسجيل كل الانطباعات التي تأتينا منالخارج
مستفيدا مما أثبتته بعض تجارب بروكا من أن نزيفا دمويا في قاعدة التلفيف منناحية
الجهة الشمالية يولد مرض الحبسة وأن فساد التلفيف الثاني من يسار الناحيةالجدارية
يولد العمى اللفظي وغيرها ويقول ريبو (إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية
وظاهرة بسيكولوجيةبالعرض(ومن خلال كتابه أمراض
الذاكرة رأى( إن الذاكرة بطبيعتها عمل بيولوجي) مناقشة :لو
كانت الذكريات مخزونة في خلايا القشرة الدماغية فكيف نفسر زوال جميع
الذكريات أحيانا وضعف التذكر أحيانا أخرىعرض الأطروحة الثانيةيرى
برغسون أن الذاكرة نوعان ـ ذاكرة حركية تتمثل في صور عادات آلية مرتبطة
بالجسم وهيتشكل مختلف الأعمال الحركية التي تكتسب بالتكرار . ـ
وذاكرة نفسية محضة مستقلة عنالدماغ ولا تتأثر باضطراباته وهي
الذاكرة الحقة التي غاب على المادين إدراك طبيعتهالأنها غير مرتبطة
بالجسم وهي ليست موجودة فيه .... إنها ديمومة نفسية أي روح ويعرفلالاند
الذاكرة بأنها وظيفة نفسية تتمثل في بناء حالة شعورية ماضية ويرى برغسون
بان عملية التذكر تتحكم فيها مجموعة من العوامل النفسية كالرغبات والميول
والدوافع فمقدرة الشاعر على حفظ الشعر اكبر من قدرة الرياضي.ومقدرة الرياضي
في حفظ الأرقام والمسائل الرياضية اكبر من مقدرة الفيلسوف ...وهكذا,والفرد
في حالة القلق والتعب يكون اقل قدرة على الحفظ ,وهذا بالإضافة إلى السمات
الشخصية التي تؤثر إيجابا أو سلبا على القدرة على التعلم والتذكر كعامل
السن ومستوى الذكاء والخبرات السابقة...... ومنه وحسب برغسون أن وظيفة
الدماغلا تتجاوز المحافظة على الآليات الحركية أما الذكريات فتبقى
أحوال نفسية محضة.مناقشةإن برغسون
لا يقدم لنا أي حل للمشكل عندمااستبدل الآثار الفيزيولوجية المخزنة
في الدماغ بآثار نفسية أو صور عقلية مخزنة فياللاشعور وهو لم يفسر
لنا كيف تعود الذكريات إلى سطح اللاشعور عن طريق إثارتهاكمعطيات
ماضية ، كما ان الفصل المطلق بين هو جسمي وما هو نفسي أمر غير ممكن واقعياالتركيب
اذا كان ريبو أعاد الذاكرة إلى الدماغ ، وإذا كان برغسون أرجعهاإلى
النفس فإن هالفاكس في النظرية الاجتماعية يرجعها إلى المجتمع يقول : ( ليس
هناكما يدعو للبحث عن موضوع الذكريات وأين تحفظ إذ أنني أتذكرها من
الخارج....فالزمرةالاجتماعية التي انتسب إليها هي التي تقدم إلي
جميع الوسائل لإعادة بنائها) ويقولأيضا : ( إنني عندما أتذكر فإن
الغير هم الذين يدفعونني إلى التذكر ونحن عندمانتذكر ننطلق من
مفاهيم مشتركة بين الجماعة) إن ذكرياتنا ليست استعادة لحوادث الماضيبل
هي تجديد لبنائها وفقا لتجربة الجماعة واعتبر بيارجاني( أن الذاكرة
اجتماعية تتمثل فياللغة وأن العقل ينشئ الذكريات تحت تأثير الضغط
الاجتماعي ولا يوجد ماضي محفوظ فيالذاكرة الفردية كما هو والماضي
يعاد بناؤه على ضوء المنطق الاجتماعيالخاتمة
:وأخيرا نستنتج أن الذاكرة هي وظيفة تكاملية بين الجسم والنفس
والمجتمع ويقولدولاكروا إن التذكر (نشاط يقوم به الفكر ويمارسه
الشخص فيبث فيه ماضيه تبعا لاهتماماتهوأحوال)
الذاكرة 2
- هل الذاكرة من طبيعة
بيولوجية مادية أو نفسية ؟
- وهل تحدث الذكريات أثر في الدماغ ؟
- هل تعلل الذاكرة
بالشعور؟
مقدمة:
يعيش إنسان حاضره بكل ما يحمله من أبعاد كما يمتاز الإنسان بقدرته
على استخدام ماضيه واستفادة منه للتكيف مع مختلف الظروف فهو(لا يدرك الجديد
إلا تحت نور الماضي) والذكريات ومنه كانت الذاكرة أحد الملكات العقلية
وإشكالية المطروحة:
- هل ذاكرة من طبيعة بيولوجية مادية أم نفسية ؟
- وهل تحدث الذكريات أثر في الدماغ ؟
الرأي الأول:
الذاكرة من طبيعة عضوية مادية:
ذهب أنصار الطرح البيولوجي إلى أن الذكريات مخزنة في خلايا المخ
والتجربة تثبت أن(الاختلال الهضمي ودوران الدم والتنفس تأثير على
التذكر وإن بعض المواد التي تهيج أو تسكن الجملة العصبية تنسي
الذاكرة أو تضعفها) كما أن فساد المخ يولد فقدان الذاكرة(الأمنيزيا)
الكلي أو الجزئي وقد أثبتت تجارب (بروكا) أن نزيفا دمويا في قاعدة
التلفيف الثالث من ناحية الجبهة الشمالية يولد المرض الجنسي والحقيقة أن
هذه النظرية تؤمن بفكرة(ديكارت) [ تكسى الذاكرة في ثنايا الجسم]
ويمثل هذا الرأي الفيزيولوجيون أمثال العالم ريبو الذين يرون أن
الذاكرة من طبيعة عضوية مادية وليس من طبيعة نفسية معنوية ولذلك
فالذاكرة توجد في منطقة الجسم تسمى بالدماغ الذي يعتبرونه بمثابة
الوعاء أو أسطوانة التي تحفظ أو تخزن كل الذكريات التي تنتظر بدورها
المثير الذي يعمل على بعثها من جديد وقت الحاجة ولذلك قال(ريبو) في كتابه
أمراض الذاكرة [إن الذاكرة حادثة بيولوجية بالماهية وحالة نفسية بالغرض]
ويدلل البيولوجيون على أن هذا الرأي بأن إصابة بعض الأجزاء الدماغ
نتيجة حادث ما ينتج عنه في الكثير من الحالات فقدان الذاكرة مما
يعني أن الذاكرة من طبيعة عضوية حسية يختص بها الجهاز العصبي في
الدماغ وفي ذلك قال(ريبو) في كتابه السابق الذكر[الذاكرة وظيفة عامة
للجهاز العصبي تنشأ عن اتصاف العناصر الخلايا العصبية الحية بالخاصية
الاحتفاظ بالتبديلات التي تطرأ عليها وبقدرتها على ربط هذه التبديلات
بعضها ببعض] وقال ها رتيب: تحفظ الذكريات على شكل اهتزازات وهكذا
الذاكرة من طبيعة مادية .
نقد:
لو كانت ذكريات مخزونة في الخلايا المخ لاختلاف السنان باختلاف نسبة
التآلف لكن هذا الأخير يتبع نظاما ثابتا، نسيان الأسماء الخاصة ثم العامة
ثم الأفعال مما يدل على نسبية التفسير المادي.
الرأي الثاني:
الذاكرة من طبيعة نفسية:
عند أنصار هذا الرأي أن الذاكرة من طبيعة نفسية حيث رأى (برغسون) إنه إذا
أردت حفظ قطعة شعرية قسمتها بيتا ثم كررتها عدة مرات وكلما أعدتها مرة
تحسن حفظي لها فلا يقال حفظتها إلا إذا أصبحت قادرا على تكرارها دون
خطأ أن هذه الذاكرة شبيهة بالذاكرة الحركية ثم أنني أستطيع أن
أتذكر أثر كل قراءة مفردة في نفسي فأتذكرها أحدثت هذا الشعر في
الأحاسيس أن هذه الذاكرة ثانية لا تشبه العادة ولا تحتاج إلى
التكرار لأن تكرار قد يضعفها أن لها تاريخا إنها تامة منذ الولادة وهي صورة
نفسية محضة يمكن استرجاعها في أي وقت ولا تحتاج إلى زمن طويل
وعندهم أن المخ آخر في استرجاع الذكريات في تخزينها إنه مصفاة تصفي
به الذكريات للفعل الحاضر وهكذا يميز الفرنسي(برغسون) بين نوعية من
الذاكرة ذاكرة حركية مخزونة في الجسم تكتسب بالتكرار والحركة والعقل
كالعادات الجسمية المختلفة وذاكرة نسبية مخزونة في النفس وهي التي
تعيد الماضي الذي مر بنا وهي غير قابلة للتجزئة وهي في ديمومة متصلة
ومتجددة فهي الذاكرة الحقة ولذلك قال(برغسون) في كتابه [المادة
والذاكرة] ذاكرة الذاكرة تسجل كل الحوادث التي تمر بنا أو على شكل
صور وذكريات وتضعها وفق تسلسل زمني إن الذاكرة الحق في نظر برغسون
تتصور الماضي وتستحضره فالذاكرة دائما مصحوبة بالشعور.
نقد:
بينت البحوث العلمية أن للتكرار الإرادي تأثير في اكتساب بعض
الذكريات النفسية ثم أن هذه النظرية لا تبين لنا أين تحفظ الذكريات.
التركيب:
التركيز على الجانب العضوي البيولوجي هو طرح آلي لا يفسر لنا
الجوانب الروحية للإنسان وهو يصل حقيقة لا نقاش فيها ألا وهي تأثير الجانب
النفسي على العضوي وفي المقابل الطرح النفسي يركز على الجانب الفرد و يهمل
الجانب الاجتماعي كتب (بيار بانيه) قائلا: الإنسان المنعزل لوحده
لا يملك ذاكرة لأنه ليس بحاجة إليها. ومعنى ذلك أن البحث في طبيعة
الذاكرة يقود إلى التركيز على الجانب الاجتماعي وهذا ما نبه إليه
(ها لفاكس) فقال: الذاكرة تستمد وجودها من الأطروحة الاجتماعية
ويتجاوز الإشكالية أطروحة فيري أن الإنسان يتذكر بكامل شخصيته وبأبعادها
المختلفة المتفاعلة والعضوية والنفسية والاجتماعية.
الخاتمة:
ومجمل القول أن الذاكرة من قضايا العلمية في شكلها الجديد وفلسفية
في صورتها القديمة طرحت أكثر من سؤال خاصة (طبيعة الذاكرة) وإذا كان
ريبو يميل إلى جانب العضوي واعتباره أساس كل تذكر فإن برغسون فتح
مجال بالجانب النفسي لكن الحقيقة الثابتة أن البحث العلمي معاصر قد
أكد على أهمية الجانب النفسي والعضوي معا من خلال وحدة متكاملة يساهم فيها
البعد الاجتماعي وعلى ضوء تحليل أسبابه وكذا منطق التركيب ونستنتج
(الذاكرة من طبيعة عضوية ونفسية واجتماعية وإنسان يتذكر بكامل عناصر
شخصيته).
الأنظمة الاقتصادية مقالة حول الأنظمة الاقتصادية (جدل بين
الرأسمالية والاشتراكية). الأسئلة:-هل
التنافس الحرّ كفيل بتحقيق الازدهار الاقتصادي؟-هل الازدهار الاقتصاديمرهون
بتحرير المبادرات الفردية؟-هل تُحلّ مشكلة العمل بتقييد الملكية؟-هل تُحلّ
مشكلة العمل بتحرير
الملكية؟-هل تحقق الليبرالية العدالة الاجتماعية؟
مقدمة: تعتبر الرغبة في الحياة المحرّك الأساسي عند جميع
الكائنات الحية خاصة الإنسانوالحيوان تدفعهم إلى الحركة داخل الوسط
الطبيعي بحثا عن عناصر البقاء وفي محاولة للاستفادة منه لكن حركة
الإنسان [قصدية, واعية, هادفة] هذه الخصائص مجتمعة تعرف في الفلسفة
وعلم الاقتصاد بظاهرة الشغل الذي يحيلنا إلى موضوع "الأنظمة الاقتصادية"
فإذا علمنا أن الرأسمالية تعتمد على التنافس الحرّ والاشتراكية تتبنى
توجيهالاقتصاد فالمشكلة المطروحة:هل يتحقق الازدهار في ظل
الرأسمالية أمالاشتراكية؟
الرأي الأول (الأطروحة): ترى هذه الأطروحة أن [شرط الازدهارالاقتصادي
يتوقف على مدى تطبيق النظام الرأسمالي في أرض الواقع] وهو نظام يحققالرفاهية
المادية والعدالة الاجتماعية, ويهدف إلى ضمان "أكبر قدر من الربح الماديمع
أكبر قدر من الحرية" تعود الجذور الفلسفية للرأسمالية حسب عالم الاجتماع
"ماكسفيبر" إلى عاملين فلسفة التنوير التي دافعت عن حرية الفكر
والتصرف والبروتستانتيةالتي مجّدت العمل والحرية, هذه الأفكار تجلّت
في المذهب الفردي والذي من أكبر دعاته "آدم سميث" و"ستيوارت ميل"
والرأسمالية تقوم على مجموعة من الخصائص أهمها [الملكيةالفردية
لوسائل الإنتاج وحقّ التملّك] التي هي في نظرهم تشبع غريزة حبّ التملّكواعتبرها
"جون لوك" من الحقوق الطبيعية للإنسان وامتداد لغريزته وقال عنها "جونستيوارت
ميل" {الملكية الخاصة تقليد قديم اتّبعه الناس وينبغي إتباعه لأنه يحقّقمنفعتهم}وترى
الرأسمالية أن الاقتصاد ظاهرة طبيعية أساسه قانون العرض والطلب الذيينظّم
حركة الأجور والأسعار ومنه ضرورة [عدم تدخّل الدولة في الشؤون الاقتصادية]
لأن تدخلها يتعارض مع أهمّ مبادئ هذا النظام وهو الحرية وهي حقّ مقدّس لكل
إنسان لاينبغي النازل عنه وتدخّلها يضر بالاقتصاد لأنه يخلق عراقيل
مختلف وهنا يظهر مبدأ [التنافس الحرّ] الذي هو في نظرهم ضروري لخلق
حركية في الفكر والإبداع وإلغاءالتنافس يضعف الاقتصاد قال عنه
"باستيا" {إلغاء التنافس الحرّ معناه إلغاء العقلوالفكر والإنسان}
والتنافس يحقّق العدالة الاجتماعية وهذا ما أكّد عليه "آدم سميث" في
كتابه [بحوث في طبيعة وأسباب رفاهية الأمم] لأن المصلحة العامة متضمنة فيالمصلحة
الخاصة فالرأسمالية قادرة على تحقيق الرفاهية المادية.
نقد(مناقشة):لاشك أن الرأسمالية قد قسّمت المجتمع الواحد إلى طبقتين
طبقة ملك وأخرى لا تملكوتجسّد بذلك استغلال الإنسان
لأخيه الإنسان.
الرأي الثاني (نقيض الأطروحة): ترىهذه الأطروحة أن [الرفاهية المادية
تتحقق في ظل النظام الاشتراكي] الذي بنظرهم يحققالعدالة الاجتماعية بين
أفراد المجتمع الواحد والاشتراكية{أيديولوجية اقتصادية ذاتأبعاد اجتماعية
تمجّد الروح الجماعية} تعود هذه الأفكار إلى مجموعة من الفلاسفةمنهم"كارل
ماركس" الذي رأى أن الرأسمالية تحمل بذور فنائها بداخلها حيث تزدادالفجوة
باستمرار بين الطبقة البرجوازية المالكة لوسائل الإنتاج وطبقة البروليتاريا
(الكادحة) ويفسّر ماركس هذا التناقض قائلاُ {الذين يعملون لا يغتنون
والذين يغتنونلا يعملون} هذا التناقض يولد مشاعر الحقد والكراهية فتحدث
ثورة الفقراء علىالأغنياء عندها تسقط الرأسمالية وتحل محلّها الاشتراكية
التي تعتمد على مجموعة منالخصائص منها [الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج]
التي ذكرها "فلاديمير لينين" فيبيان الحزب الاشتراكي السوفياتي فقال
{الاشتراكية نظام اجتماعي لا طبقي له شكل واحدالملكية العامة لوسائل
الإنتاج} وهنا تظهر الحاجة إلى تدخّل الدولة في الشؤونالاقتصادية أو ما
يسمى "توجيه الاقتصاد" من خلال المخططات حيث يصبح العمال محورالعملية
الاقتصادية ويتجسّد بذلك شعار |من كلٍّ حب مقدرته ولكلٍّ حب
حاجته|وبذلكتتحقق العدالة الاجتماعية لأن الاشتراكية كما قال "انجلز" {نشأت
من صرخة الألملمحاربة استغلال الإنسان لأخيه الإنسان}.نقد (مناقشة):
الاشتراكية كان مآلها السقوطفي عصرنا هذا بسبب التواكل وغياب روح المبادرة
والإبداع وهذه أكبر سلبياتالنظام.التركيب: إن النظام الاقتصادي الفعال الذي
يجمع بين المبادئ والغاياتوالوسائل فلا ينظر إلى الاقتصاد نظرة مادية فقط
دون مراعاة الضوابط الأخلاقية كمافعلت الرأسمالية كما قال عنها "جوريس"
{إنها ترمز إلى سياسة الثعلب الحرّ في الخمّالحرّ} بل لابدّ من السعي إلى
تحقيق تكامل بين الروح والمادة وهذه هي فلسفةالاقتصاد في الإسلام فالبيع
مقترن بالأخلاق لــ"قوله تعالى" {أَحَلَّ الله البَيعَوحَرَّمَ الرِبَا}
والملكية ثلاثية الأبعاد [الله, الإنسان, المجتمع] والزكاة تطهيرللنفس
ومواساة للفقراء لــ"قوله تعالى"{وفِي أَموَالِهِم حَقٌّ
للسَائِلِوالمَحرُوم} هذه الاعتبارات الأخلاقية والروحية تدفعنا إلى تجاوز
الرأسماليةوالاشتراكية والدفاع عن الممارسة الاقتصادية في الإسلام.
الخاتمة:وفي الأخير يمكنالقول أن الشغل ظاهرة إنسانية قديمة كان عنوانا
للشقاء والعبودية في الفلسفاتالقديمة وتحوّل تحت تأثير "فلاسفة العصر
الحديث" إلى مصدر للتحرر وبناء شخصيةالإنسان, وظاهرة الشغل ترتبط بإشكالات
كثيرة منها إشكالية الأنظمة الاقتصادية التيتطرقنا إليها في مقالنا هذا من
خلال تتبع أفكار المذهب الرأسمالي الذي اعتبر الحريةجوهر العملية وكذا
المذهب الاشتراكي الذي مجّد الروح الجماعية ومن منطلق أنالاقتصاد الفعال هو
الذي يربط الممارسة الاقتصادية بالمبادئ الأخلاقية نستنتج:يتحققالازدهار
الاقتصادي عندما تتكامل النظرة الأخلاقية مع الأبعاد المادية.
الله تعالى وبركاته
إليكم مني بعض المقالات الفلسفية
المحتمل وقوعها في البكلوريا لطلبة 3آداب وفلسفة الذاكرة 1هل الذاكرة حادثة بيولوجية فقط ؟ هل الذاكرة حادثة فردية؟
◘ مقدمة:
تتأثر أفعالنا اتجاه المشكلات التي تعترضنا بمكتسباتتجاربنا
السابقة وليس انقطاع الإدراك في الحاضر معناه زوال الصورة الذهنية المدركة،بل
إن الإنسان يتميز بقدرته على اختزان تلك الصورة مما يجعله يعيش الحاضر
والماضي معاوهذا ما يسمى بالذاكرة وهي القدرة على استعادة الماضي مع
معرفتنا أنه ماضي , وقد اختلفالفلاسفة في تفسير طبيعة الذاكرة وحفظ
الذكريات هل هي عضوية لها مكان معين فيالدماغ أم هي قدرة عقلية
نفسية ؟وهل يمكن تفسير الذاكرة بالاعتماد على النشاطالعصبي ؟ هل
تعتمد الذاكرة على الدماغ فقط أم تحتاج إلى غير ذلك ؟عرض
الأطروحة الأولىيحاول الماديون تفسير الذاكرة تفسيرا ماديا
وربطها بخلايا الدماغ;ويقول عنها ابن سينا (أنها قوة محلها
التجويف الأخير من الدماغ) إن ملاحظات ريبوعلى حالات معينة
مقترنة بضعف الذاكرة أو بفقدانها كحالة [ الفتاة التي أصيبتبرصاصة
في المنطقة اليسرى من الدماغ فوجد أنها فقدت قدرة التعرف عل المشط الذي
كانتتضعه في يدها اليمنى إلا أنها بقيت تستطيع الإحساس به فتأكد له
أن إتلاف بعضالخلايا في الجملة العصبية نتيجة حادث ما يؤدي مباشرة
إلى فقدان جزئي أوكلي للذاكرةوجعلته يستنتج أن الذاكرة هي وظيفة
عامة للجهاز العصبي.ولقدتأثرت النظرية المادية بالمقولة الديكارتية
القائلة بأن الذاكرة تكمن في ثنايا الجسموأن الذكريات تترك أثر في
المخ كما تترك الذبذبات الصوتية على أسطوانات التسجيل ،وكأن المخ
وعاء يستقبل ويختزن مختلف الذكريات ,وهي تثبت بطريقة آلية.اي شبيهة
بالعادة ولقد استطاع ريبو أن يحدد مناطق معينة لكل نوع من الذكريات بل ويعد
600مليون خلية متخصصة لتسجيل كل الانطباعات التي تأتينا منالخارج
مستفيدا مما أثبتته بعض تجارب بروكا من أن نزيفا دمويا في قاعدة التلفيف منناحية
الجهة الشمالية يولد مرض الحبسة وأن فساد التلفيف الثاني من يسار الناحيةالجدارية
يولد العمى اللفظي وغيرها ويقول ريبو (إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية
وظاهرة بسيكولوجيةبالعرض(ومن خلال كتابه أمراض
الذاكرة رأى( إن الذاكرة بطبيعتها عمل بيولوجي) مناقشة :لو
كانت الذكريات مخزونة في خلايا القشرة الدماغية فكيف نفسر زوال جميع
الذكريات أحيانا وضعف التذكر أحيانا أخرىعرض الأطروحة الثانيةيرى
برغسون أن الذاكرة نوعان ـ ذاكرة حركية تتمثل في صور عادات آلية مرتبطة
بالجسم وهيتشكل مختلف الأعمال الحركية التي تكتسب بالتكرار . ـ
وذاكرة نفسية محضة مستقلة عنالدماغ ولا تتأثر باضطراباته وهي
الذاكرة الحقة التي غاب على المادين إدراك طبيعتهالأنها غير مرتبطة
بالجسم وهي ليست موجودة فيه .... إنها ديمومة نفسية أي روح ويعرفلالاند
الذاكرة بأنها وظيفة نفسية تتمثل في بناء حالة شعورية ماضية ويرى برغسون
بان عملية التذكر تتحكم فيها مجموعة من العوامل النفسية كالرغبات والميول
والدوافع فمقدرة الشاعر على حفظ الشعر اكبر من قدرة الرياضي.ومقدرة الرياضي
في حفظ الأرقام والمسائل الرياضية اكبر من مقدرة الفيلسوف ...وهكذا,والفرد
في حالة القلق والتعب يكون اقل قدرة على الحفظ ,وهذا بالإضافة إلى السمات
الشخصية التي تؤثر إيجابا أو سلبا على القدرة على التعلم والتذكر كعامل
السن ومستوى الذكاء والخبرات السابقة...... ومنه وحسب برغسون أن وظيفة
الدماغلا تتجاوز المحافظة على الآليات الحركية أما الذكريات فتبقى
أحوال نفسية محضة.مناقشةإن برغسون
لا يقدم لنا أي حل للمشكل عندمااستبدل الآثار الفيزيولوجية المخزنة
في الدماغ بآثار نفسية أو صور عقلية مخزنة فياللاشعور وهو لم يفسر
لنا كيف تعود الذكريات إلى سطح اللاشعور عن طريق إثارتهاكمعطيات
ماضية ، كما ان الفصل المطلق بين هو جسمي وما هو نفسي أمر غير ممكن واقعياالتركيب
اذا كان ريبو أعاد الذاكرة إلى الدماغ ، وإذا كان برغسون أرجعهاإلى
النفس فإن هالفاكس في النظرية الاجتماعية يرجعها إلى المجتمع يقول : ( ليس
هناكما يدعو للبحث عن موضوع الذكريات وأين تحفظ إذ أنني أتذكرها من
الخارج....فالزمرةالاجتماعية التي انتسب إليها هي التي تقدم إلي
جميع الوسائل لإعادة بنائها) ويقولأيضا : ( إنني عندما أتذكر فإن
الغير هم الذين يدفعونني إلى التذكر ونحن عندمانتذكر ننطلق من
مفاهيم مشتركة بين الجماعة) إن ذكرياتنا ليست استعادة لحوادث الماضيبل
هي تجديد لبنائها وفقا لتجربة الجماعة واعتبر بيارجاني( أن الذاكرة
اجتماعية تتمثل فياللغة وأن العقل ينشئ الذكريات تحت تأثير الضغط
الاجتماعي ولا يوجد ماضي محفوظ فيالذاكرة الفردية كما هو والماضي
يعاد بناؤه على ضوء المنطق الاجتماعيالخاتمة
:وأخيرا نستنتج أن الذاكرة هي وظيفة تكاملية بين الجسم والنفس
والمجتمع ويقولدولاكروا إن التذكر (نشاط يقوم به الفكر ويمارسه
الشخص فيبث فيه ماضيه تبعا لاهتماماتهوأحوال)
الذاكرة 2
- هل الذاكرة من طبيعة
بيولوجية مادية أو نفسية ؟
- وهل تحدث الذكريات أثر في الدماغ ؟
- هل تعلل الذاكرة
بالشعور؟
مقدمة:
يعيش إنسان حاضره بكل ما يحمله من أبعاد كما يمتاز الإنسان بقدرته
على استخدام ماضيه واستفادة منه للتكيف مع مختلف الظروف فهو(لا يدرك الجديد
إلا تحت نور الماضي) والذكريات ومنه كانت الذاكرة أحد الملكات العقلية
وإشكالية المطروحة:
- هل ذاكرة من طبيعة بيولوجية مادية أم نفسية ؟
- وهل تحدث الذكريات أثر في الدماغ ؟
الرأي الأول:
الذاكرة من طبيعة عضوية مادية:
ذهب أنصار الطرح البيولوجي إلى أن الذكريات مخزنة في خلايا المخ
والتجربة تثبت أن(الاختلال الهضمي ودوران الدم والتنفس تأثير على
التذكر وإن بعض المواد التي تهيج أو تسكن الجملة العصبية تنسي
الذاكرة أو تضعفها) كما أن فساد المخ يولد فقدان الذاكرة(الأمنيزيا)
الكلي أو الجزئي وقد أثبتت تجارب (بروكا) أن نزيفا دمويا في قاعدة
التلفيف الثالث من ناحية الجبهة الشمالية يولد المرض الجنسي والحقيقة أن
هذه النظرية تؤمن بفكرة(ديكارت) [ تكسى الذاكرة في ثنايا الجسم]
ويمثل هذا الرأي الفيزيولوجيون أمثال العالم ريبو الذين يرون أن
الذاكرة من طبيعة عضوية مادية وليس من طبيعة نفسية معنوية ولذلك
فالذاكرة توجد في منطقة الجسم تسمى بالدماغ الذي يعتبرونه بمثابة
الوعاء أو أسطوانة التي تحفظ أو تخزن كل الذكريات التي تنتظر بدورها
المثير الذي يعمل على بعثها من جديد وقت الحاجة ولذلك قال(ريبو) في كتابه
أمراض الذاكرة [إن الذاكرة حادثة بيولوجية بالماهية وحالة نفسية بالغرض]
ويدلل البيولوجيون على أن هذا الرأي بأن إصابة بعض الأجزاء الدماغ
نتيجة حادث ما ينتج عنه في الكثير من الحالات فقدان الذاكرة مما
يعني أن الذاكرة من طبيعة عضوية حسية يختص بها الجهاز العصبي في
الدماغ وفي ذلك قال(ريبو) في كتابه السابق الذكر[الذاكرة وظيفة عامة
للجهاز العصبي تنشأ عن اتصاف العناصر الخلايا العصبية الحية بالخاصية
الاحتفاظ بالتبديلات التي تطرأ عليها وبقدرتها على ربط هذه التبديلات
بعضها ببعض] وقال ها رتيب: تحفظ الذكريات على شكل اهتزازات وهكذا
الذاكرة من طبيعة مادية .
نقد:
لو كانت ذكريات مخزونة في الخلايا المخ لاختلاف السنان باختلاف نسبة
التآلف لكن هذا الأخير يتبع نظاما ثابتا، نسيان الأسماء الخاصة ثم العامة
ثم الأفعال مما يدل على نسبية التفسير المادي.
الرأي الثاني:
الذاكرة من طبيعة نفسية:
عند أنصار هذا الرأي أن الذاكرة من طبيعة نفسية حيث رأى (برغسون) إنه إذا
أردت حفظ قطعة شعرية قسمتها بيتا ثم كررتها عدة مرات وكلما أعدتها مرة
تحسن حفظي لها فلا يقال حفظتها إلا إذا أصبحت قادرا على تكرارها دون
خطأ أن هذه الذاكرة شبيهة بالذاكرة الحركية ثم أنني أستطيع أن
أتذكر أثر كل قراءة مفردة في نفسي فأتذكرها أحدثت هذا الشعر في
الأحاسيس أن هذه الذاكرة ثانية لا تشبه العادة ولا تحتاج إلى
التكرار لأن تكرار قد يضعفها أن لها تاريخا إنها تامة منذ الولادة وهي صورة
نفسية محضة يمكن استرجاعها في أي وقت ولا تحتاج إلى زمن طويل
وعندهم أن المخ آخر في استرجاع الذكريات في تخزينها إنه مصفاة تصفي
به الذكريات للفعل الحاضر وهكذا يميز الفرنسي(برغسون) بين نوعية من
الذاكرة ذاكرة حركية مخزونة في الجسم تكتسب بالتكرار والحركة والعقل
كالعادات الجسمية المختلفة وذاكرة نسبية مخزونة في النفس وهي التي
تعيد الماضي الذي مر بنا وهي غير قابلة للتجزئة وهي في ديمومة متصلة
ومتجددة فهي الذاكرة الحقة ولذلك قال(برغسون) في كتابه [المادة
والذاكرة] ذاكرة الذاكرة تسجل كل الحوادث التي تمر بنا أو على شكل
صور وذكريات وتضعها وفق تسلسل زمني إن الذاكرة الحق في نظر برغسون
تتصور الماضي وتستحضره فالذاكرة دائما مصحوبة بالشعور.
نقد:
بينت البحوث العلمية أن للتكرار الإرادي تأثير في اكتساب بعض
الذكريات النفسية ثم أن هذه النظرية لا تبين لنا أين تحفظ الذكريات.
التركيب:
التركيز على الجانب العضوي البيولوجي هو طرح آلي لا يفسر لنا
الجوانب الروحية للإنسان وهو يصل حقيقة لا نقاش فيها ألا وهي تأثير الجانب
النفسي على العضوي وفي المقابل الطرح النفسي يركز على الجانب الفرد و يهمل
الجانب الاجتماعي كتب (بيار بانيه) قائلا: الإنسان المنعزل لوحده
لا يملك ذاكرة لأنه ليس بحاجة إليها. ومعنى ذلك أن البحث في طبيعة
الذاكرة يقود إلى التركيز على الجانب الاجتماعي وهذا ما نبه إليه
(ها لفاكس) فقال: الذاكرة تستمد وجودها من الأطروحة الاجتماعية
ويتجاوز الإشكالية أطروحة فيري أن الإنسان يتذكر بكامل شخصيته وبأبعادها
المختلفة المتفاعلة والعضوية والنفسية والاجتماعية.
الخاتمة:
ومجمل القول أن الذاكرة من قضايا العلمية في شكلها الجديد وفلسفية
في صورتها القديمة طرحت أكثر من سؤال خاصة (طبيعة الذاكرة) وإذا كان
ريبو يميل إلى جانب العضوي واعتباره أساس كل تذكر فإن برغسون فتح
مجال بالجانب النفسي لكن الحقيقة الثابتة أن البحث العلمي معاصر قد
أكد على أهمية الجانب النفسي والعضوي معا من خلال وحدة متكاملة يساهم فيها
البعد الاجتماعي وعلى ضوء تحليل أسبابه وكذا منطق التركيب ونستنتج
(الذاكرة من طبيعة عضوية ونفسية واجتماعية وإنسان يتذكر بكامل عناصر
شخصيته).
الأنظمة الاقتصادية مقالة حول الأنظمة الاقتصادية (جدل بين
الرأسمالية والاشتراكية). الأسئلة:-هل
التنافس الحرّ كفيل بتحقيق الازدهار الاقتصادي؟-هل الازدهار الاقتصاديمرهون
بتحرير المبادرات الفردية؟-هل تُحلّ مشكلة العمل بتقييد الملكية؟-هل تُحلّ
مشكلة العمل بتحرير
الملكية؟-هل تحقق الليبرالية العدالة الاجتماعية؟
مقدمة: تعتبر الرغبة في الحياة المحرّك الأساسي عند جميع
الكائنات الحية خاصة الإنسانوالحيوان تدفعهم إلى الحركة داخل الوسط
الطبيعي بحثا عن عناصر البقاء وفي محاولة للاستفادة منه لكن حركة
الإنسان [قصدية, واعية, هادفة] هذه الخصائص مجتمعة تعرف في الفلسفة
وعلم الاقتصاد بظاهرة الشغل الذي يحيلنا إلى موضوع "الأنظمة الاقتصادية"
فإذا علمنا أن الرأسمالية تعتمد على التنافس الحرّ والاشتراكية تتبنى
توجيهالاقتصاد فالمشكلة المطروحة:هل يتحقق الازدهار في ظل
الرأسمالية أمالاشتراكية؟
الرأي الأول (الأطروحة): ترى هذه الأطروحة أن [شرط الازدهارالاقتصادي
يتوقف على مدى تطبيق النظام الرأسمالي في أرض الواقع] وهو نظام يحققالرفاهية
المادية والعدالة الاجتماعية, ويهدف إلى ضمان "أكبر قدر من الربح الماديمع
أكبر قدر من الحرية" تعود الجذور الفلسفية للرأسمالية حسب عالم الاجتماع
"ماكسفيبر" إلى عاملين فلسفة التنوير التي دافعت عن حرية الفكر
والتصرف والبروتستانتيةالتي مجّدت العمل والحرية, هذه الأفكار تجلّت
في المذهب الفردي والذي من أكبر دعاته "آدم سميث" و"ستيوارت ميل"
والرأسمالية تقوم على مجموعة من الخصائص أهمها [الملكيةالفردية
لوسائل الإنتاج وحقّ التملّك] التي هي في نظرهم تشبع غريزة حبّ التملّكواعتبرها
"جون لوك" من الحقوق الطبيعية للإنسان وامتداد لغريزته وقال عنها "جونستيوارت
ميل" {الملكية الخاصة تقليد قديم اتّبعه الناس وينبغي إتباعه لأنه يحقّقمنفعتهم}وترى
الرأسمالية أن الاقتصاد ظاهرة طبيعية أساسه قانون العرض والطلب الذيينظّم
حركة الأجور والأسعار ومنه ضرورة [عدم تدخّل الدولة في الشؤون الاقتصادية]
لأن تدخلها يتعارض مع أهمّ مبادئ هذا النظام وهو الحرية وهي حقّ مقدّس لكل
إنسان لاينبغي النازل عنه وتدخّلها يضر بالاقتصاد لأنه يخلق عراقيل
مختلف وهنا يظهر مبدأ [التنافس الحرّ] الذي هو في نظرهم ضروري لخلق
حركية في الفكر والإبداع وإلغاءالتنافس يضعف الاقتصاد قال عنه
"باستيا" {إلغاء التنافس الحرّ معناه إلغاء العقلوالفكر والإنسان}
والتنافس يحقّق العدالة الاجتماعية وهذا ما أكّد عليه "آدم سميث" في
كتابه [بحوث في طبيعة وأسباب رفاهية الأمم] لأن المصلحة العامة متضمنة فيالمصلحة
الخاصة فالرأسمالية قادرة على تحقيق الرفاهية المادية.
نقد(مناقشة):لاشك أن الرأسمالية قد قسّمت المجتمع الواحد إلى طبقتين
طبقة ملك وأخرى لا تملكوتجسّد بذلك استغلال الإنسان
لأخيه الإنسان.
الرأي الثاني (نقيض الأطروحة): ترىهذه الأطروحة أن [الرفاهية المادية
تتحقق في ظل النظام الاشتراكي] الذي بنظرهم يحققالعدالة الاجتماعية بين
أفراد المجتمع الواحد والاشتراكية{أيديولوجية اقتصادية ذاتأبعاد اجتماعية
تمجّد الروح الجماعية} تعود هذه الأفكار إلى مجموعة من الفلاسفةمنهم"كارل
ماركس" الذي رأى أن الرأسمالية تحمل بذور فنائها بداخلها حيث تزدادالفجوة
باستمرار بين الطبقة البرجوازية المالكة لوسائل الإنتاج وطبقة البروليتاريا
(الكادحة) ويفسّر ماركس هذا التناقض قائلاُ {الذين يعملون لا يغتنون
والذين يغتنونلا يعملون} هذا التناقض يولد مشاعر الحقد والكراهية فتحدث
ثورة الفقراء علىالأغنياء عندها تسقط الرأسمالية وتحل محلّها الاشتراكية
التي تعتمد على مجموعة منالخصائص منها [الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج]
التي ذكرها "فلاديمير لينين" فيبيان الحزب الاشتراكي السوفياتي فقال
{الاشتراكية نظام اجتماعي لا طبقي له شكل واحدالملكية العامة لوسائل
الإنتاج} وهنا تظهر الحاجة إلى تدخّل الدولة في الشؤونالاقتصادية أو ما
يسمى "توجيه الاقتصاد" من خلال المخططات حيث يصبح العمال محورالعملية
الاقتصادية ويتجسّد بذلك شعار |من كلٍّ حب مقدرته ولكلٍّ حب
حاجته|وبذلكتتحقق العدالة الاجتماعية لأن الاشتراكية كما قال "انجلز" {نشأت
من صرخة الألملمحاربة استغلال الإنسان لأخيه الإنسان}.نقد (مناقشة):
الاشتراكية كان مآلها السقوطفي عصرنا هذا بسبب التواكل وغياب روح المبادرة
والإبداع وهذه أكبر سلبياتالنظام.التركيب: إن النظام الاقتصادي الفعال الذي
يجمع بين المبادئ والغاياتوالوسائل فلا ينظر إلى الاقتصاد نظرة مادية فقط
دون مراعاة الضوابط الأخلاقية كمافعلت الرأسمالية كما قال عنها "جوريس"
{إنها ترمز إلى سياسة الثعلب الحرّ في الخمّالحرّ} بل لابدّ من السعي إلى
تحقيق تكامل بين الروح والمادة وهذه هي فلسفةالاقتصاد في الإسلام فالبيع
مقترن بالأخلاق لــ"قوله تعالى" {أَحَلَّ الله البَيعَوحَرَّمَ الرِبَا}
والملكية ثلاثية الأبعاد [الله, الإنسان, المجتمع] والزكاة تطهيرللنفس
ومواساة للفقراء لــ"قوله تعالى"{وفِي أَموَالِهِم حَقٌّ
للسَائِلِوالمَحرُوم} هذه الاعتبارات الأخلاقية والروحية تدفعنا إلى تجاوز
الرأسماليةوالاشتراكية والدفاع عن الممارسة الاقتصادية في الإسلام.
الخاتمة:وفي الأخير يمكنالقول أن الشغل ظاهرة إنسانية قديمة كان عنوانا
للشقاء والعبودية في الفلسفاتالقديمة وتحوّل تحت تأثير "فلاسفة العصر
الحديث" إلى مصدر للتحرر وبناء شخصيةالإنسان, وظاهرة الشغل ترتبط بإشكالات
كثيرة منها إشكالية الأنظمة الاقتصادية التيتطرقنا إليها في مقالنا هذا من
خلال تتبع أفكار المذهب الرأسمالي الذي اعتبر الحريةجوهر العملية وكذا
المذهب الاشتراكي الذي مجّد الروح الجماعية ومن منطلق أنالاقتصاد الفعال هو
الذي يربط الممارسة الاقتصادية بالمبادئ الأخلاقية نستنتج:يتحققالازدهار
الاقتصادي عندما تتكامل النظرة الأخلاقية مع الأبعاد المادية.
اللغة
والفكر
والفكر
*** علاقة اللغة بالفكر
***مقدمة : يعتبر موضوع اللغة من المفاهيم الشائكة والمعقدة نظرا لما تطرحه
من قضايا جدلية فهي ترتبط بدراسات نفسية من جهة ومن دراسات فيزيولوجية من
جهة أخرى ، وعلى هذا النحو اختلف الفلاسفة في تعريف اللغة إذ كان فيلسوف
يعرفها حسب مفهومه الخاص إلا أنهم اجمعوا على أن اللغة قد تكون رموز
وإشارات قصد التفاهم وقد تكون ألفاظ منتظمة لها دلالات معينة ، ومن بين
المواضيع المعقدة التي أثارت اهتماماتنا هي علاقة اللغة بالفكر ذلك الفكر
الذي هو عبارة عن معاني وتصورات يصورها لنا العقل وفي هذه النقطة انقسم
جمهور الفلاسفة إلى معارض و مؤيد للغة ومنهم من اتهمها بأنها قبور المعاني ،
ولكن هل يجوز لنا اتهام اللغة بأنها تعرقل الفكر ؟ وهل يمكننا أن نفصل
اللغة بكل بساطة عن الفكر وبعبارة أوضح ما مدى تأثير اللغة في الفكر؟؟؟
التوسيع:القضية : اللغة تعرقل الفكر ـ الاتجاه الثنائي ـ * يرى معظم
الفلاسفة الحدسيين أمثال الفيلسوف الفرنسي بروغسون أن عدم التناسب بين ما
تملكه من الأفكار وما تملكه من ألفاظ يعود إلى ما يلي : ـ الفكر متقدم عن
اللغة ويظهر ذلك من توقف المتكلم أو الكاتب عن الحديث أو الكتابة وترددها
بحثا عن اللفظ أو العبارة المناسبة لأداء المعنى المقصود . تجاوز الفكر
بدلالة اللفظ إذ اللفظ لا يعبر إلا على تعارف المجتمع وتبقى جوانب كثيرة
مما يجده الإنسان في نفسه من المعاني يصعب التعبير عنها. ــ الفكر متصل
والألفاظ منفصلة ألأمر الذي يجعل اللغة قابلة للتحليل أو التركيب ثم إن
الألفاظ جامدة و ثابتة إذا أقيست بتطور المعاني وبتبدلها من وقت إلى أخر
وعلى هذا يصعب التعبير بواسطة هذه الألفاظ عن الحياة الفكرية الباطنية
تعبيرا دقيقا لأن عالم الأفكار عالم متصل و عالم منفصل . ـ فاللغة كما
يلاحظ جسبرين بمفرداتها و صيغتها الثابتة قد أجبرت الفكر على أن يسلك سبلا
مطروقة حتى أنهم والى اختفاء الأولين و آل بهم الأمر إلى أن كان تفكيرهم
أشبه ما يكون بتفسير ما سبقهم . والفكر فيض من المعاني المتصلة في تدفق لا
تسعه الألفاظ وهذا ما يجعل اللغة تعرقل الفكر لأنها تقيده وتجمد حيويته حتى
قيل * الكلمات قبور المعاني * ثم التوازي أو التداخل الذي تتميز به
العلاقة بين الفكر واللغة ليست في الواقع مطلقا فاللغة عبارة عن رموز
اصطلاحية و نوصف بأنها اجتماعية عامية في حين أن التفكير يتسم قبل كل شيء
بالخاصية الذاتية فهو انعكاس لشخصية الفرد .
* مناقشة:
صحيح إن الإنسان أحيانا يتوقف بل يعجز عن التعبير عما يريد لكن هذا لا يعني
استقلالية الفكر عن اللغة كما ذهب إليه بعض الحدسيين ولا تثبته للواقع إذن
كيف يمكن أن تمثل في الذهن تصورات لا اسم لها ؟ وكيف تتمايز الأفكار فيما
بينها لولا إدراجها في قوالب لغوية . * نقيض القضية: اللغة تساعدالفكرــ
الاتجاه الأحادي ــ يذهب فلاسفة اللغة إلى القول أن اللغة هي الوعاء الذي
تصب فيه الأفكار وأكدوا على وجود وحدة عضوية بين اللغة و الفكر وحججهم في
ذلك ما يلي : ـ لا وجود لمعنى إلا إذا تميز عن غيره من المعاني ، لا يكون
التمايز إلا بعلامة يدركها الإنسان سواء بالتعبير عنها أو بالإشارة إليها
مما يسمح للغة بإدراكها . ــ لقد كشف علم النفس في تكوين المعاني لدى
الأطفال مع اكتسابهم للغة وفقدان اللغة يلازمه اختلال في المقومات الذهنية ،
ودلت التجارب أيضا على أن الطفل يتعلم الألفاظ ويرددها قبل أن يعي أي يردد
الكلمات قبل الأفكار ويقول كوثدياك المعاني المجردة تولد من الحواس ومعنى
ذلك أن كل فكرة وصورة أصلها اللفظ أو الاسم الذي يلقيانه بواسطة الحواس .
إذا افتراضنا نظريا وجود معاني متوجة في تدفق يبقى هذا الافتراض خياليا إذ
لا يكون لهذه المعاني وجود واقعي ما لم تحددها ألفاظا تلبسها حلة اجتماعية
فالإنسان لا يمكن أن يتصور بوضوح إلا ما انتظم في نسق من الألفاظ والرموز
المكتسبة وهو يسمي الأشياء المعروفة .... فيتميز باعتبارها الأشياء التي لا
يعرف لها اسما وبهذا يتأكد التلاحم بين الأفكار و الألفاظ فلا لغة بدون
فكر ولا فكر بدون لغة .
ــ يقول الفيلسوف الانجليزي هاملتونأن المعاني شبيهة بشرار النار لا تومض
إلا لتغيب ولا يمكنإظهارها وتثبيتها إلا بالألفاظ & فالألفاظ حصون
المعاني & ــ كما شبه ماكس مولر التداخل بين الفكر واللغة بالقطعة
النقدية حيث قال : $ ليس ما ندعوه فكر إلا وجه من وجهي القطعة النقدية
والوجهالأخر هو الصوت المسموع والقطعة شيء واحد غير قابل للتجزئة $ كما
يشير ما رلوبالتي أيضا إن الفكر لا يوجد خارج الكلمات أما في نظر ولسن أن
التفكير بدون لغة كالقلم بدون حبر ، فنقول إن الفكر بالنسبة للغة كالروح
بالنسبة للجسد . مناقشة : إن عالم العواطف والمشاعر يحتاج إلى لغة خاصة وقد
تعجز اللغة في كثير من الأحيان عن التعبير عن أفكارنا كما ذكر لنا برغسون ـ
التركيب : اللغة هي الوسيلة الأساسية لنقل أفكارنا إلى غيرنا ولولاها لضاع
تراث البشرية والأفكار لا تتضح إلا باللغة فهي تضع الفكر في الوقت الذي
يضعها الفكر كما قال دولاكرون لذا بقيت بعض المعاني الروحية أوسع من الفكر
فان ذلك يشكل حافزا للعلماء واللغويين في أن يبعثوا أكثر ويبدعوا ألفاظ
جديدة تسع عالم الروح والعواطف إن استطاعوه إلى ذلك سبيلا . الخاتمة : إذا
كانت اللغة تعبر حقا إلا على القليل من مضمون الفكر فلا ينبغي رفضها لأن
الفكر بأوسع معانيه بحاجة إليها فهي بالنسبة إليه أداة توضح وتنظم ، فالعجز
الذي يصيب اللغة لا يجب أن يوحي برفضها كوسيلة للتواصل ، إن التخلي عنها
يعني إنكار الفكر .
***مقدمة : يعتبر موضوع اللغة من المفاهيم الشائكة والمعقدة نظرا لما تطرحه
من قضايا جدلية فهي ترتبط بدراسات نفسية من جهة ومن دراسات فيزيولوجية من
جهة أخرى ، وعلى هذا النحو اختلف الفلاسفة في تعريف اللغة إذ كان فيلسوف
يعرفها حسب مفهومه الخاص إلا أنهم اجمعوا على أن اللغة قد تكون رموز
وإشارات قصد التفاهم وقد تكون ألفاظ منتظمة لها دلالات معينة ، ومن بين
المواضيع المعقدة التي أثارت اهتماماتنا هي علاقة اللغة بالفكر ذلك الفكر
الذي هو عبارة عن معاني وتصورات يصورها لنا العقل وفي هذه النقطة انقسم
جمهور الفلاسفة إلى معارض و مؤيد للغة ومنهم من اتهمها بأنها قبور المعاني ،
ولكن هل يجوز لنا اتهام اللغة بأنها تعرقل الفكر ؟ وهل يمكننا أن نفصل
اللغة بكل بساطة عن الفكر وبعبارة أوضح ما مدى تأثير اللغة في الفكر؟؟؟
التوسيع:القضية : اللغة تعرقل الفكر ـ الاتجاه الثنائي ـ * يرى معظم
الفلاسفة الحدسيين أمثال الفيلسوف الفرنسي بروغسون أن عدم التناسب بين ما
تملكه من الأفكار وما تملكه من ألفاظ يعود إلى ما يلي : ـ الفكر متقدم عن
اللغة ويظهر ذلك من توقف المتكلم أو الكاتب عن الحديث أو الكتابة وترددها
بحثا عن اللفظ أو العبارة المناسبة لأداء المعنى المقصود . تجاوز الفكر
بدلالة اللفظ إذ اللفظ لا يعبر إلا على تعارف المجتمع وتبقى جوانب كثيرة
مما يجده الإنسان في نفسه من المعاني يصعب التعبير عنها. ــ الفكر متصل
والألفاظ منفصلة ألأمر الذي يجعل اللغة قابلة للتحليل أو التركيب ثم إن
الألفاظ جامدة و ثابتة إذا أقيست بتطور المعاني وبتبدلها من وقت إلى أخر
وعلى هذا يصعب التعبير بواسطة هذه الألفاظ عن الحياة الفكرية الباطنية
تعبيرا دقيقا لأن عالم الأفكار عالم متصل و عالم منفصل . ـ فاللغة كما
يلاحظ جسبرين بمفرداتها و صيغتها الثابتة قد أجبرت الفكر على أن يسلك سبلا
مطروقة حتى أنهم والى اختفاء الأولين و آل بهم الأمر إلى أن كان تفكيرهم
أشبه ما يكون بتفسير ما سبقهم . والفكر فيض من المعاني المتصلة في تدفق لا
تسعه الألفاظ وهذا ما يجعل اللغة تعرقل الفكر لأنها تقيده وتجمد حيويته حتى
قيل * الكلمات قبور المعاني * ثم التوازي أو التداخل الذي تتميز به
العلاقة بين الفكر واللغة ليست في الواقع مطلقا فاللغة عبارة عن رموز
اصطلاحية و نوصف بأنها اجتماعية عامية في حين أن التفكير يتسم قبل كل شيء
بالخاصية الذاتية فهو انعكاس لشخصية الفرد .
* مناقشة:
صحيح إن الإنسان أحيانا يتوقف بل يعجز عن التعبير عما يريد لكن هذا لا يعني
استقلالية الفكر عن اللغة كما ذهب إليه بعض الحدسيين ولا تثبته للواقع إذن
كيف يمكن أن تمثل في الذهن تصورات لا اسم لها ؟ وكيف تتمايز الأفكار فيما
بينها لولا إدراجها في قوالب لغوية . * نقيض القضية: اللغة تساعدالفكرــ
الاتجاه الأحادي ــ يذهب فلاسفة اللغة إلى القول أن اللغة هي الوعاء الذي
تصب فيه الأفكار وأكدوا على وجود وحدة عضوية بين اللغة و الفكر وحججهم في
ذلك ما يلي : ـ لا وجود لمعنى إلا إذا تميز عن غيره من المعاني ، لا يكون
التمايز إلا بعلامة يدركها الإنسان سواء بالتعبير عنها أو بالإشارة إليها
مما يسمح للغة بإدراكها . ــ لقد كشف علم النفس في تكوين المعاني لدى
الأطفال مع اكتسابهم للغة وفقدان اللغة يلازمه اختلال في المقومات الذهنية ،
ودلت التجارب أيضا على أن الطفل يتعلم الألفاظ ويرددها قبل أن يعي أي يردد
الكلمات قبل الأفكار ويقول كوثدياك المعاني المجردة تولد من الحواس ومعنى
ذلك أن كل فكرة وصورة أصلها اللفظ أو الاسم الذي يلقيانه بواسطة الحواس .
إذا افتراضنا نظريا وجود معاني متوجة في تدفق يبقى هذا الافتراض خياليا إذ
لا يكون لهذه المعاني وجود واقعي ما لم تحددها ألفاظا تلبسها حلة اجتماعية
فالإنسان لا يمكن أن يتصور بوضوح إلا ما انتظم في نسق من الألفاظ والرموز
المكتسبة وهو يسمي الأشياء المعروفة .... فيتميز باعتبارها الأشياء التي لا
يعرف لها اسما وبهذا يتأكد التلاحم بين الأفكار و الألفاظ فلا لغة بدون
فكر ولا فكر بدون لغة .
ــ يقول الفيلسوف الانجليزي هاملتونأن المعاني شبيهة بشرار النار لا تومض
إلا لتغيب ولا يمكنإظهارها وتثبيتها إلا بالألفاظ & فالألفاظ حصون
المعاني & ــ كما شبه ماكس مولر التداخل بين الفكر واللغة بالقطعة
النقدية حيث قال : $ ليس ما ندعوه فكر إلا وجه من وجهي القطعة النقدية
والوجهالأخر هو الصوت المسموع والقطعة شيء واحد غير قابل للتجزئة $ كما
يشير ما رلوبالتي أيضا إن الفكر لا يوجد خارج الكلمات أما في نظر ولسن أن
التفكير بدون لغة كالقلم بدون حبر ، فنقول إن الفكر بالنسبة للغة كالروح
بالنسبة للجسد . مناقشة : إن عالم العواطف والمشاعر يحتاج إلى لغة خاصة وقد
تعجز اللغة في كثير من الأحيان عن التعبير عن أفكارنا كما ذكر لنا برغسون ـ
التركيب : اللغة هي الوسيلة الأساسية لنقل أفكارنا إلى غيرنا ولولاها لضاع
تراث البشرية والأفكار لا تتضح إلا باللغة فهي تضع الفكر في الوقت الذي
يضعها الفكر كما قال دولاكرون لذا بقيت بعض المعاني الروحية أوسع من الفكر
فان ذلك يشكل حافزا للعلماء واللغويين في أن يبعثوا أكثر ويبدعوا ألفاظ
جديدة تسع عالم الروح والعواطف إن استطاعوه إلى ذلك سبيلا . الخاتمة : إذا
كانت اللغة تعبر حقا إلا على القليل من مضمون الفكر فلا ينبغي رفضها لأن
الفكر بأوسع معانيه بحاجة إليها فهي بالنسبة إليه أداة توضح وتنظم ، فالعجز
الذي يصيب اللغة لا يجب أن يوحي برفضها كوسيلة للتواصل ، إن التخلي عنها
يعني إنكار الفكر .
العادة
-هل العادة مجرد سلوك آلي ؟ مقدمة:
يتميز المحيط الذي نعيش فيه بالاتساع وهو ما يشكل
عائق أمام تكيفنا خاصة أن ما ولدنا به من استعدادات فطرية لا يمكننا من
التكيف الأمر الذي جعلنا مضطرين الى اكتساب بعض السلوكات وهي العادة التي
توفر لنا الجهد والوقت فهل هذا يعني أن العادة مجرد تكرار آلي أم حركات
جديدة؟ هلب العادة مثل الغريزة مجرد ميل أعمى نحو غاية من غير إرادة ولا
شعور؟ وإذا كانت حركة ميكانيكية فهل هي تقيد حريتنا وتجعل من الصعب التحكم
في سلوكنا؟ ق1: حاول البعض تعليل العادة كسلوك آلي ذلك أن اكتساب العادة
يقتضي ميلا للعمل وتكرار ، يقول أريسطوا (العادة وليدة التكرار )وهذا ما
جعل أنصار الموقف الآلي الحديث يتخذون من الفعل المنعكس الشرطي أسس لتفسير
السلوك وتقوم النظرية المادية في تفسير اكتساب العادة على أساس من الفروض
الفيزيولوجية ورد العادة الى الثبات فيرى الديكارتيون (أن العادة مجرد آلية
تحكم فيها نفس الوانين التي تسير الطبيعة) مثال: ثني الورقة التي تحتفظ
بآثار الثني وتسهيل إعادة ثنيها مرة أخرى وهذا ما يحدث لدى الكائنات الحية
وتسمى (قابلية التشكيل) وكذلك (الاستبقاء المغناطيسي) كمثال على (التعود
الفيزيائي) فالقضيب الممغنط سابقا يسهل مغنطته ثانيا وعليه فقد ربط
الفيزيولوجيون أمثال جيمس ومارك دوغال العادة بالدماغ والجهاز العصبي الذي
يحتفظ كالورقة بالآثار المرتبطة والمنظمة بحيث عندما تبدأ الحركة الأولى
يعقبها الباقي بترتيب ثابت ويؤكد هذا أن أي اضطراب في الدماغ يودي بفقدان
الكثير من هذه الحركات ثباتها وسرعتها نقد: لقد انتقد برادين النظرية
الآلية معتبرا (أن العادة ليست أي آلية أناه آلية ناتجة عن تدخل استعداد
الكائن الحي في أن يتغير هو بنفسه) فالفعل المنعكس ليس عادة ، العادة ليست
طبيعة ثابتة بل لما لا تكون(طبيعة عادة ثانية) كما يرى بسكال ويرى (فون
برافليت) أن العادة نموذج في الاستجابة أكثر منه سلسلة من الحركات المحدودة
وهي لا تقوم على التكرار أو الربط وإنما على التنظيم والتقدم . ق2: يرى
أصحاب النظرية الديناميكية (الحيوية) أن العادة لا يفسرها الجسم ، فيميز
أرسطو و رافيسون بين العادة (كخاصية من خصائص الكائن الحي ) والثبات
(كخاصية للجوامد) يقول أرسطو : [ إن رمي الحجر في الهواء ألف مرة لايعلمه
الصعود دون قوة دافعة] و يرى رافيسون : ( أن ما يميز الألة الحية ليست
طبيعة خصائخها الفيزيائية والكيميائية .... إنما كونها تتصف بالحياة )
فالروح هي التي تشكل الجسم على صورتها وليس العكس و لقد بينت أبحاث (بول )
أن الفأر الذي شكل بصورة جزئية والذي يقود على السيو في المتاهة تبقى فيه
العادة ، فالخطة ثابتة في حين أساليب التنفيذ لا تعرف الثبات و في نقد
نظرية الإرتباط التي تلح على التكرار...يقول : إن إكتساب العادة يكون أسرع
إذا فرقنا بين التمرين بفواصل زمنية فلو كانت النظرية الآلية صحيحة لكان
التكرار آلي بدون الفواصل أنجح بكثير بكثير من التكرار المتقطع . تركيب :
إن العادة ليست سلوكا آليا لأن التكرار ليس له مفعول بمفرده فهو لا يخلق
آليا الروابط بين الأشياء ، كما أن الترابطات التي تحولت الى عادة لا تعود
ثانية ، إلا أن الفرد يريد إعادتها فالإرادة هي التي تستخدم آليات العادة
كوسيلة لغاية من الغايات ، الفعل لا يتكرر أبدا والإنسان لا يتعلم بالتكرار
الآلي وإنما بالبدء من الجديد ،كما أن القول بأن العادة سلوك لاشعوري
إطلاقا قول خاطئ لأن الشعور يحرس دائما الفعل العادي وأن العادة يراقبها
الشعور الهامشي الذي ينتقل مباشرة للشعور كلما عجزت الآلية عن مواصلة
الحركة (فإذا أخطأنا أثناء الكتابة شعرنا بخطئنا وانتبهنا)
الخاتمة : هكذا نرى أن الإرادة تهتم
بالغايات و الطبيعية تقدم الوسائل ، والعادة ليست غاية في حد ذاتها وإنما
هي مجرد مرحلة أو وسيلة لتحقيق غايات الإرادة والعادة كسلوك آلي ما هي إلا
وضعية الخادمة إلى وضعية السيدة . يقول شوفالي : (إن العادة هي أدات الحياة
أو الموت حسب إستخدام الفكر لها ).
الإحساس والإدراك
-هل العادة مجرد سلوك آلي ؟ مقدمة:
يتميز المحيط الذي نعيش فيه بالاتساع وهو ما يشكل
عائق أمام تكيفنا خاصة أن ما ولدنا به من استعدادات فطرية لا يمكننا من
التكيف الأمر الذي جعلنا مضطرين الى اكتساب بعض السلوكات وهي العادة التي
توفر لنا الجهد والوقت فهل هذا يعني أن العادة مجرد تكرار آلي أم حركات
جديدة؟ هلب العادة مثل الغريزة مجرد ميل أعمى نحو غاية من غير إرادة ولا
شعور؟ وإذا كانت حركة ميكانيكية فهل هي تقيد حريتنا وتجعل من الصعب التحكم
في سلوكنا؟ ق1: حاول البعض تعليل العادة كسلوك آلي ذلك أن اكتساب العادة
يقتضي ميلا للعمل وتكرار ، يقول أريسطوا (العادة وليدة التكرار )وهذا ما
جعل أنصار الموقف الآلي الحديث يتخذون من الفعل المنعكس الشرطي أسس لتفسير
السلوك وتقوم النظرية المادية في تفسير اكتساب العادة على أساس من الفروض
الفيزيولوجية ورد العادة الى الثبات فيرى الديكارتيون (أن العادة مجرد آلية
تحكم فيها نفس الوانين التي تسير الطبيعة) مثال: ثني الورقة التي تحتفظ
بآثار الثني وتسهيل إعادة ثنيها مرة أخرى وهذا ما يحدث لدى الكائنات الحية
وتسمى (قابلية التشكيل) وكذلك (الاستبقاء المغناطيسي) كمثال على (التعود
الفيزيائي) فالقضيب الممغنط سابقا يسهل مغنطته ثانيا وعليه فقد ربط
الفيزيولوجيون أمثال جيمس ومارك دوغال العادة بالدماغ والجهاز العصبي الذي
يحتفظ كالورقة بالآثار المرتبطة والمنظمة بحيث عندما تبدأ الحركة الأولى
يعقبها الباقي بترتيب ثابت ويؤكد هذا أن أي اضطراب في الدماغ يودي بفقدان
الكثير من هذه الحركات ثباتها وسرعتها نقد: لقد انتقد برادين النظرية
الآلية معتبرا (أن العادة ليست أي آلية أناه آلية ناتجة عن تدخل استعداد
الكائن الحي في أن يتغير هو بنفسه) فالفعل المنعكس ليس عادة ، العادة ليست
طبيعة ثابتة بل لما لا تكون(طبيعة عادة ثانية) كما يرى بسكال ويرى (فون
برافليت) أن العادة نموذج في الاستجابة أكثر منه سلسلة من الحركات المحدودة
وهي لا تقوم على التكرار أو الربط وإنما على التنظيم والتقدم . ق2: يرى
أصحاب النظرية الديناميكية (الحيوية) أن العادة لا يفسرها الجسم ، فيميز
أرسطو و رافيسون بين العادة (كخاصية من خصائص الكائن الحي ) والثبات
(كخاصية للجوامد) يقول أرسطو : [ إن رمي الحجر في الهواء ألف مرة لايعلمه
الصعود دون قوة دافعة] و يرى رافيسون : ( أن ما يميز الألة الحية ليست
طبيعة خصائخها الفيزيائية والكيميائية .... إنما كونها تتصف بالحياة )
فالروح هي التي تشكل الجسم على صورتها وليس العكس و لقد بينت أبحاث (بول )
أن الفأر الذي شكل بصورة جزئية والذي يقود على السيو في المتاهة تبقى فيه
العادة ، فالخطة ثابتة في حين أساليب التنفيذ لا تعرف الثبات و في نقد
نظرية الإرتباط التي تلح على التكرار...يقول : إن إكتساب العادة يكون أسرع
إذا فرقنا بين التمرين بفواصل زمنية فلو كانت النظرية الآلية صحيحة لكان
التكرار آلي بدون الفواصل أنجح بكثير بكثير من التكرار المتقطع . تركيب :
إن العادة ليست سلوكا آليا لأن التكرار ليس له مفعول بمفرده فهو لا يخلق
آليا الروابط بين الأشياء ، كما أن الترابطات التي تحولت الى عادة لا تعود
ثانية ، إلا أن الفرد يريد إعادتها فالإرادة هي التي تستخدم آليات العادة
كوسيلة لغاية من الغايات ، الفعل لا يتكرر أبدا والإنسان لا يتعلم بالتكرار
الآلي وإنما بالبدء من الجديد ،كما أن القول بأن العادة سلوك لاشعوري
إطلاقا قول خاطئ لأن الشعور يحرس دائما الفعل العادي وأن العادة يراقبها
الشعور الهامشي الذي ينتقل مباشرة للشعور كلما عجزت الآلية عن مواصلة
الحركة (فإذا أخطأنا أثناء الكتابة شعرنا بخطئنا وانتبهنا)
الخاتمة : هكذا نرى أن الإرادة تهتم
بالغايات و الطبيعية تقدم الوسائل ، والعادة ليست غاية في حد ذاتها وإنما
هي مجرد مرحلة أو وسيلة لتحقيق غايات الإرادة والعادة كسلوك آلي ما هي إلا
وضعية الخادمة إلى وضعية السيدة . يقول شوفالي : (إن العادة هي أدات الحياة
أو الموت حسب إستخدام الفكر لها ).
الإحساس والإدراك
الادراك والاحساس : هل
الادراك هو محصلة للنشاط العقل ام هو تصور لنظامالاشياء؟ كيف يمكن
ادراك الاماكن البعيدةمقدمة: باعتبار
الانسانكائنا مدركا للاشياء المحيطة به فهو يدركها ادراكا ممباشرا
عن طريق التصوراتالذهنية عبر الحواس غير اننا نلاحظ أن في العالم
اشياء مادية منفصلة عن ذواتهاوللانسان معرفة مسبقة لانه مرتبط بنفس
ولكن كيف يتم لنا ادراك عالم موضوعي منفصل عنذواتنا ؟ق1نميز بين الافكار التى هي احولنفسية
موجودة في الذات وبين الاشياء المادية والتي هي امتدادات موجودة خارج الذاتومادام
مجرد حالة ذاتية غير ممتدة فان ادراك شيء ما يكون بواسطة احكام على الشيءوبخائصه
وصفاته وكيقفياته كما هو عليها وعلى هذا يكون الدرالك عملية عقلية بحتة والدليل
على ذلك هو ادراك البعد الثالث الذي لا يقابله أي انطباع حسي ببحيث يستطيعادراكه
من خلال رسومات على لوح مسطح لا يوجد فيه عمق الا ان العقل يستطيع ادرا
كاهبوضوح ويدعمراي ديكارت وراي كانط الذي يرى ان فكرة المكان لا
تتولد من التجربةالحسيةوامنا هبي تصدر عن الذات المدركة( العقل)،
فالمكتن و الزمان قالبان عقليانسابقان على التجربةتصب فيهما معطيات
التجربة الحسية وبواسطتها تصبح الاشياء الحسيةقابلة للادراك فلاقيمة
للمؤثرات الحسية على مشتوى الصور الذهنية ودليل كانط هو انناعاجزون
عن تصور أي شيء الا اذا ارصفناه في المكان كما لا نتمكن من ادراك حادثة ماالا
اذا تصورنا حدوثها من خلال زمن معين ثم اننا نستطيع تصور زوال الاشياء منالمكان
ولمكننا لا نستطيع تصور زوال المكان من الاشايء لان الحيز المكاني يرجع فياصله
الى اسس عقلية ، وقد ادى راي العقلانيون موقف باركلي جورج الذي يرى ان(
تقديرمسافة الأشياء البعيدة ليس إحساسا بل حكما ستند إلى التجربة)
وقد استمد هذه الفكرةمن حالة العمال الذي يسترد بصره كما يرى اننا
لاندرك الاشياء كما تعطيها لنا الحواسومن ذلك ادركنا للمكعب منخلال
رؤيته ثلاثة وجوه وتسعة اضلاع فالمكعب معقول وليسمحسوس.نقد " ومن هذا فاننا ندرك ما للعقل مندور
هام في ادراك المكان ولكن لاينبغي اهمال دور الحواس او التجربة الحسية
طالما انالاشياء مستقلة عن ذواتهاق2وخلافا
لهذاالراي الجشطالتية ترى ان العقلانيون قد بالغو في ثقتهم بالعقل
واهملوا دور الحواسلان ادراك المكان لا يستغنبي عن الحواس مادمت
المعطيات الحسية منفصلة عنا فادراكالبعد الثالث يتعذر اذا لم نهتم
بطبيعىة الشيء في العالم الخارجي الذي تنقله الحواسكما ان العقل
يتاثر بالخداع الحسي ويرجع هذا الى ان التغيرات الحسية تؤثر علىالحكام
العقلية وبالاضافة الى هذا فان مدرسة الجشطالت ترفض التميز بين الحساسوالادراك
وترى ان الدراكيتم دفعة واحدة ويكون بصورة عامة للاشياء قبل اجزائها بفضلماتتمتع
به من عوامل موضوعية كاتشابه والتقارب كما ترى هذه النظرية صور لاصناف علىالمعطيات
الحسية بل تكون محايدة لها كما تنكر دون التجربة التي ركز عليها بريكليذلك
ان الطفل يستطيع مسك الاشياء تحت توجيهالنظرنقد: ومن هذا نجد ان الحسيون قدوقعو
في الخطا نفسه الذي وقع فيه العقلانيون باعادة الاعتبار للحواس لا ينبغي
انيكون على حساب العقلخلاصة:
ومن خلال اطلاعنا علىالمواقف ندركان هذه المواقف قد مزقت
مفهوم الدراك زبذلك فان الدراك يكمن في البطبين العقل والحواس لان
الحكم العقلي مرتبط بالتجربة الحسية والعكسصحيح
الادراك هو محصلة للنشاط العقل ام هو تصور لنظامالاشياء؟ كيف يمكن
ادراك الاماكن البعيدةمقدمة: باعتبار
الانسانكائنا مدركا للاشياء المحيطة به فهو يدركها ادراكا ممباشرا
عن طريق التصوراتالذهنية عبر الحواس غير اننا نلاحظ أن في العالم
اشياء مادية منفصلة عن ذواتهاوللانسان معرفة مسبقة لانه مرتبط بنفس
ولكن كيف يتم لنا ادراك عالم موضوعي منفصل عنذواتنا ؟ق1نميز بين الافكار التى هي احولنفسية
موجودة في الذات وبين الاشياء المادية والتي هي امتدادات موجودة خارج الذاتومادام
مجرد حالة ذاتية غير ممتدة فان ادراك شيء ما يكون بواسطة احكام على الشيءوبخائصه
وصفاته وكيقفياته كما هو عليها وعلى هذا يكون الدرالك عملية عقلية بحتة والدليل
على ذلك هو ادراك البعد الثالث الذي لا يقابله أي انطباع حسي ببحيث يستطيعادراكه
من خلال رسومات على لوح مسطح لا يوجد فيه عمق الا ان العقل يستطيع ادرا
كاهبوضوح ويدعمراي ديكارت وراي كانط الذي يرى ان فكرة المكان لا
تتولد من التجربةالحسيةوامنا هبي تصدر عن الذات المدركة( العقل)،
فالمكتن و الزمان قالبان عقليانسابقان على التجربةتصب فيهما معطيات
التجربة الحسية وبواسطتها تصبح الاشياء الحسيةقابلة للادراك فلاقيمة
للمؤثرات الحسية على مشتوى الصور الذهنية ودليل كانط هو انناعاجزون
عن تصور أي شيء الا اذا ارصفناه في المكان كما لا نتمكن من ادراك حادثة ماالا
اذا تصورنا حدوثها من خلال زمن معين ثم اننا نستطيع تصور زوال الاشياء منالمكان
ولمكننا لا نستطيع تصور زوال المكان من الاشايء لان الحيز المكاني يرجع فياصله
الى اسس عقلية ، وقد ادى راي العقلانيون موقف باركلي جورج الذي يرى ان(
تقديرمسافة الأشياء البعيدة ليس إحساسا بل حكما ستند إلى التجربة)
وقد استمد هذه الفكرةمن حالة العمال الذي يسترد بصره كما يرى اننا
لاندرك الاشياء كما تعطيها لنا الحواسومن ذلك ادركنا للمكعب منخلال
رؤيته ثلاثة وجوه وتسعة اضلاع فالمكعب معقول وليسمحسوس.نقد " ومن هذا فاننا ندرك ما للعقل مندور
هام في ادراك المكان ولكن لاينبغي اهمال دور الحواس او التجربة الحسية
طالما انالاشياء مستقلة عن ذواتهاق2وخلافا
لهذاالراي الجشطالتية ترى ان العقلانيون قد بالغو في ثقتهم بالعقل
واهملوا دور الحواسلان ادراك المكان لا يستغنبي عن الحواس مادمت
المعطيات الحسية منفصلة عنا فادراكالبعد الثالث يتعذر اذا لم نهتم
بطبيعىة الشيء في العالم الخارجي الذي تنقله الحواسكما ان العقل
يتاثر بالخداع الحسي ويرجع هذا الى ان التغيرات الحسية تؤثر علىالحكام
العقلية وبالاضافة الى هذا فان مدرسة الجشطالت ترفض التميز بين الحساسوالادراك
وترى ان الدراكيتم دفعة واحدة ويكون بصورة عامة للاشياء قبل اجزائها بفضلماتتمتع
به من عوامل موضوعية كاتشابه والتقارب كما ترى هذه النظرية صور لاصناف علىالمعطيات
الحسية بل تكون محايدة لها كما تنكر دون التجربة التي ركز عليها بريكليذلك
ان الطفل يستطيع مسك الاشياء تحت توجيهالنظرنقد: ومن هذا نجد ان الحسيون قدوقعو
في الخطا نفسه الذي وقع فيه العقلانيون باعادة الاعتبار للحواس لا ينبغي
انيكون على حساب العقلخلاصة:
ومن خلال اطلاعنا علىالمواقف ندركان هذه المواقف قد مزقت
مفهوم الدراك زبذلك فان الدراك يكمن في البطبين العقل والحواس لان
الحكم العقلي مرتبط بالتجربة الحسية والعكسصحيح