الوحدة الأولى : تطور العالم في ظل القطبية الثنائية ما بين
1945 م - 1989 م
الكفاءة القاعدية
: أمام وضعيات إشكالية تعكس ظاهرة تطور العالم في ظل القطبية
الثنائية ما بين 1945 م - 1989 م يكون المتعلم قادرا على : دراسة ظاهرة
التطور باعتماد السندات المختلفة .
الوضعية الأولى :
بروز الصراع وتشكل العالم .
الاشكالية : أدت
الحروب العالمية الثانية إلى تغير موازين القوى الدولية . فما أثر ذلك على
العلاقات الدولية ؟
مقـــــــــــدمة
:
أدت الحرب العالمية ii التي جرت من بداية سبتمبر 1939م حتى منتصف أوت 1945م
إلى تغير موازين القوى الدولية بنقلها الزعامة الدولية من فرنسا وبريطانيا
إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي , ونظرا للتباين
الفكري والمذهبي بينهما فقد عرف العالم صراعا جديدا أطلق عليه اسم الحرب
الباردة .
مفهوم الحرب الباردة : هي مصطلح سياسي يتمثل في ذلك الصراع المذهبي الفكري
الذي اشتد ما بين 1945م -1989م بين الكتلتين الإشتراكية بقيادة الاتحاد
السوفياتي والرأسمالية والرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الأميريكية ,
والذي تم خلاله استخدام كل الوسائل عدى المواجهة العسكرية المباشرة بين
زعيمي الكتلتين .
انقسام الشمال إلى كتلتين : انقسم عالم الشمال المتقدم إلى كتلتين
متصارعتين بسبب عدة أسباب منها :
1- التنافر المذهبي بين الرأسمالية والاشتراكية .
2- انفراد الولايات المتحدة الأميريكية والاتحاد السوفياتي بالزعامة
الدولية .
3- خروج الولايات المتحدة الأميريكية من عزلتها السياسية وتبينها فكرة
الدفاع عن مذهبها الرأسمالي .
4- انتشار المبادئ الشيوعية خارج النطاق الجغرافي السوفياتي أثناء الحرب
العالمية ii خاصة في شرق أوروبا وجنوب شرق آسيا .
5- وجود القيادات المتطرفة التي لا تؤمن بالتعايش بين المذهبين ( هاري
ترومان الرأسمالي و ستالين السوفياتي ) .
6- إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام سلاح الذرة الفتاك ضد
اليابان في نهاية الحرب العالمية ii
7- إستمرار النظام الطبقي في العالم الرأسمالي .
طبيعة العلاقات بين الكتلتين ( صراع لملء الفراغ ) :
في ظل التنافر المذهبي بين الاشتراكية والرأسمالية , ظهر صراع قوي بين
الكتلتين الشرقية والغربية , حاولت كل منهما سد الفراغ الناجم في القيادة
الدولية بعد تراجع مكانة فرنسا وبريطانيا من جهة وكــذا سد الفراغ في
المناطق المستقلة عن الاستعمار التقليدي وذلك بنشر كل كتلة مذهبها بعدة
وسائل وطرق منها :
1- الانقلابات العسكرية والحروب الإقليمية .
2- الدعاية الإعلامية المغرضة .
3- الإحصائيات الاقتصادية والعسكرية المبالغ فيهما بهدف طمأنة وتخويف العدو
.
4- الجوسسة والجوسسة المضادة .
5- نشر المشاريع الاقتصادية , مثل : - مبدأ ترومان في مارس 1947م
- مشروع مارشال في جوان 1947 م
6- نشر القواعد العسكرية وتكوين الأحلام العسكرية مثل : الحلف الأطلسي
أفريل 1949م و حلف وارسون في ماي 1955م .
7- التسابق نحو امتلاك أسلحة الدمار الشامل وتطويرها .
الاستراتيجية الخاصة بكل كتلة :
تبنت كل كتلة في إطار صراعها مع الأخرى استراتيجية خاصة , غير أنه تم تركيز
كل منهما على الجانب الاقتصادي , فطرحت الكتلة الغربية مشروع مارشال
والكتلة الشرقية مشروع منظمة الكومكون .
1- مشروع مارشال
جوان 1947م : وهو عبارة عن مساعدة
مالية قيمتها حوالي 13 مليار دولار , سمي باسم صاحبه جورج مارشال وزير
خارجية الولايات المتحدة الأمريكية , وجه إلى الدول الأروبية وفق شروط منها
: تثبيت سعر العملة والعمل على زيادة الانتاج الصناعي والزراعي , والعمل
على التكتل .
وجاء من أجل تحقيق عدة أهداف منها:
أ- الظاهرة : وهي
:
- انعاش أوروبا اقتصاديا .
- مساعدة أوروبا على التخلص من الآثار السلبية للحرب العالمية ii .
- إعادة بناء الاقتصاد الأوروبي جراء الحرب العالمية ii .
ب- الباطنة : وهي
- مقاومة المد الشيوعي في أوروبا .
- المحافظة على المبدا الرأسمالي في أوروبا .
- ربط الاقتصاد الأروبي باقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية .
- فرض الهيمنة الأمريكية على أوروبا .
2- منظمة
الكومكون : أنشأها السوفيات سنة
1949م , وهي منظمة للتعاون والتبادل الاقتصادي بين دول المعسكر الشيوعي ,
هدفها تنمية دول المعسكر اقتصاديا من خلال :
- تنشيط التبادل التجاري الثنائي بين دول المعسكر .
- إقامة سوق حرة للتبادل التجاري بين دول المعسكر .
3- تدعيم حركات
التحرر : عمل السوفيات على استغلال
نقمة شعوب المستعمرات على الدول الاستعمارية الرأسمالية , فقاموا بمساعدة
حركات التحرر في المستعمرات ماديا ومعنويا من اجل إضعاف الدول الرأسمالية
الاستعمارية من جهة , وأملا في كسب تلك الشعوب بعد استقلالها في صف المذهب
الشيوعي من جهة أخرى .
وهذا الدرس الثاني :
الوضعية الثانية :
مساعي الانفراج الدولي
الاشكالية : إن
اشتداد الصراع بين الشرق والغرب بات ينذر بقيام حرب كونية مدمرة مما فرض
على الطرفين اعتماد سياسة معتدلة هي التعايش السلمي , حدد مفهومه ودوافعه
ومظاهره .
تمهيـــــــــد : في
ظل اشتداد التنافس بين الكتلتين الشرقية والغربية على الريادة العالمية
ومناطق النفوذ , واشتداد أزمات هذا التنافس خاصة أزمتي كوريا وكوبا , أدى
إلى زيادة احتمال قيام حرب كونية مدمرة بعد تحكم الطرفين في أسلحة الدمار
الشامل , هذا ما فرض عليهما اللجوء إلى اعتماد سياسة أكثر مرونة واعتدالا
عرفت بسياسة التعايش السلمي.
مفهوم التعايش السلمي :
هو مصطلح سياسي نعني به نبذ ( إبعاد ) الحرب كوسيلة لتسوية الخلافات
الدولية وحلها بالطرق السلمية ( الحوار والمفاوضات ) مع الإقرار والقبول
بأن الحوار والمفاوضات وتبادل المنافع وتعدد الأفكار والمذاهب أسس ثابتة في
العلاقات الدولية.
مفهوم الانفراج الدولي :
وهي الفترة التاريخية التي عرفها العالم بعد تسوية أزمة كوبا ( أكتوبر
1962م ) تخلص خلالها من الشدة والضيق اللذان وصلا إليهما بفعل اشتداد أزمات
الحرب الباردة خاصة كوبا وكوريا .
دوافع التعايش السلمي : هناك
عدة دوافع فرضت على المعسكرين ضرورة اعتماد سياسة التعايش السلمي وهي :
1- توازن الرعب النووي أي امتلاك الطرفين أسلحة الدمار الشامل .
2- تأكد كل طرف من استحالة القضاء على خصمه بالقوة .
3- الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بالطرفين خلال أزمات الحرب الباردة
خاصة أزمة كوريا .
4- ضغط الرأي العام الدولي الرافض لسياسة الحرب الباردة خاصة كتلة عدم
الانحياز .
5- حدوث تفكك داخل الكتلتين .
6- التخلص من القيادات المتطرفة بنهاية حكم ترومان عام 1952م ووفات ستالين
في مارس 1953م .
7- تخلي السوفيات عن النظرية الصفرية ( التي تعني ربح كل شيء أو خسارة كل
شيء ).
مظاهر التعايش السلمي : هناك
عدة مظاهر جسدت قبول الطرفين واعتمادهم السياسة منها :
1- توقيع الهدنة الكورية في جويلية 1953م .
2- عقد لقاء جونيف في جوان 1955م بين أيزنهاور و خورتشوف والذي تم فيه
الاتفاق على الحد من شدة التوتر بين الطرفين .
3- حل السوفيات لمكتب إعلام شيوعي عام 1956م .
4- تبادل الزيارات بين قادة المعسكرين .
5- مد جسور التعاون الثقافي والتجاري بين المعسكرين .
6- مد الخط الأحمر الهاتفي المباشر عام 1963 م بين موسكو وواشنطن لتسهيل
الإتصالات بين زعيمي المعسكرين .
7- حدوث التعاون الفعال بين العملاقين في مجال غزو الفضاء(إلتحام مركبتيهما
الفضائيتين في اوت 1975م )
8- التوقيع على عدة اتفاقيات لمنع انتشار الأسلحة النووية منها : سالت (1)
عام 1972م
سالت (2) عام 1979م
الظروف الدولية ( حركة عدم الانحياز ) :
1- مفهومها : وهي كتلة دولية أو منظمة , ظهرت في سبتمبر1961م
ببلغراد اليوغوزلافية , تكونت من عدة دول مستقلة حديثا في أمريكا اللاتينية
وإفريقيا وآسيا والتي تبنت الحياد الإجابي إزاء صراع الحرب الباردة بين
المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي .
2- مبادئها : ارتكز نشاط حركة عدم الانحياز على المبادئ التالية :
- تبني سياسة التعايش السلمي
- احترام المواثيق الدولية والمعاهدات الدولية
- احترام سيادة الدول واستقلالها واستقرارها
- احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها
- عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول
- رفض سياسة استخدام القوة لحل النزاعات الدولية
- التنديد ( الاستنكار والرفض ) بسياسة التسلح وتكوين الأحلاف العسكرية .
- التنديد بسياسة التمييز العنصري المبنية على تسليط جنس على آخر أو تفضيل
شعب على آخر .
3- أهدافها : ظهرت الحركة من أجل تحقيق عدة أهداف منها :
- تنمية سياسة التعايش السلمي ونشرها في العالم
- تنمية العلاقات الدولية الودية بين دول العالم .
- مقاومة الاستدمار ومناصرة حركات التحرر
- تدعيم الحلول السلمية للمشاكل الدولية ومقاومة مبدأ استخدام القوة في
حلها .
4- تطور اهتماماتها منذ مؤتمر الجزائر سبتمبر 1973م :
عرفت الحركة تطورا كبيرا في اهتماماتها منذ مؤتمرها الرابع في الجزائر , من
خلال إضافتها اهتمامات اقتصادية إلى جانب اهتمماتها السياسية السابقة ,
حيث طالبت بضرورة تحقيق الاستقلال الاقتصادي لدولها من خلال :
- تمسكها بحق الشعوب في الاشراف على مواردها الطبيعية بنفسها .
- مطالبتها بتعديل النظام الاقتصادي العالمي وجعله يتماشى مع طموحات كل
الشعوب .
- تأكيدها على ضرورة تحقيق توازن بين أسعار المواد الأولية وأسعار المواد
المصنعة .
- دعوتها لتفعيل التعاون الاقتصادي بين دولها
- مطالبتها بضرورة حصول دول الجنوب على التكنولوجيا الحديثة من دول الشمال .
هذه هي كل العناصر التي درسناها حتى الآن .
1945 م - 1989 م
الكفاءة القاعدية
: أمام وضعيات إشكالية تعكس ظاهرة تطور العالم في ظل القطبية
الثنائية ما بين 1945 م - 1989 م يكون المتعلم قادرا على : دراسة ظاهرة
التطور باعتماد السندات المختلفة .
الوضعية الأولى :
بروز الصراع وتشكل العالم .
الاشكالية : أدت
الحروب العالمية الثانية إلى تغير موازين القوى الدولية . فما أثر ذلك على
العلاقات الدولية ؟
مقـــــــــــدمة
:
أدت الحرب العالمية ii التي جرت من بداية سبتمبر 1939م حتى منتصف أوت 1945م
إلى تغير موازين القوى الدولية بنقلها الزعامة الدولية من فرنسا وبريطانيا
إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي , ونظرا للتباين
الفكري والمذهبي بينهما فقد عرف العالم صراعا جديدا أطلق عليه اسم الحرب
الباردة .
مفهوم الحرب الباردة : هي مصطلح سياسي يتمثل في ذلك الصراع المذهبي الفكري
الذي اشتد ما بين 1945م -1989م بين الكتلتين الإشتراكية بقيادة الاتحاد
السوفياتي والرأسمالية والرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الأميريكية ,
والذي تم خلاله استخدام كل الوسائل عدى المواجهة العسكرية المباشرة بين
زعيمي الكتلتين .
انقسام الشمال إلى كتلتين : انقسم عالم الشمال المتقدم إلى كتلتين
متصارعتين بسبب عدة أسباب منها :
1- التنافر المذهبي بين الرأسمالية والاشتراكية .
2- انفراد الولايات المتحدة الأميريكية والاتحاد السوفياتي بالزعامة
الدولية .
3- خروج الولايات المتحدة الأميريكية من عزلتها السياسية وتبينها فكرة
الدفاع عن مذهبها الرأسمالي .
4- انتشار المبادئ الشيوعية خارج النطاق الجغرافي السوفياتي أثناء الحرب
العالمية ii خاصة في شرق أوروبا وجنوب شرق آسيا .
5- وجود القيادات المتطرفة التي لا تؤمن بالتعايش بين المذهبين ( هاري
ترومان الرأسمالي و ستالين السوفياتي ) .
6- إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام سلاح الذرة الفتاك ضد
اليابان في نهاية الحرب العالمية ii
7- إستمرار النظام الطبقي في العالم الرأسمالي .
طبيعة العلاقات بين الكتلتين ( صراع لملء الفراغ ) :
في ظل التنافر المذهبي بين الاشتراكية والرأسمالية , ظهر صراع قوي بين
الكتلتين الشرقية والغربية , حاولت كل منهما سد الفراغ الناجم في القيادة
الدولية بعد تراجع مكانة فرنسا وبريطانيا من جهة وكــذا سد الفراغ في
المناطق المستقلة عن الاستعمار التقليدي وذلك بنشر كل كتلة مذهبها بعدة
وسائل وطرق منها :
1- الانقلابات العسكرية والحروب الإقليمية .
2- الدعاية الإعلامية المغرضة .
3- الإحصائيات الاقتصادية والعسكرية المبالغ فيهما بهدف طمأنة وتخويف العدو
.
4- الجوسسة والجوسسة المضادة .
5- نشر المشاريع الاقتصادية , مثل : - مبدأ ترومان في مارس 1947م
- مشروع مارشال في جوان 1947 م
6- نشر القواعد العسكرية وتكوين الأحلام العسكرية مثل : الحلف الأطلسي
أفريل 1949م و حلف وارسون في ماي 1955م .
7- التسابق نحو امتلاك أسلحة الدمار الشامل وتطويرها .
الاستراتيجية الخاصة بكل كتلة :
تبنت كل كتلة في إطار صراعها مع الأخرى استراتيجية خاصة , غير أنه تم تركيز
كل منهما على الجانب الاقتصادي , فطرحت الكتلة الغربية مشروع مارشال
والكتلة الشرقية مشروع منظمة الكومكون .
1- مشروع مارشال
جوان 1947م : وهو عبارة عن مساعدة
مالية قيمتها حوالي 13 مليار دولار , سمي باسم صاحبه جورج مارشال وزير
خارجية الولايات المتحدة الأمريكية , وجه إلى الدول الأروبية وفق شروط منها
: تثبيت سعر العملة والعمل على زيادة الانتاج الصناعي والزراعي , والعمل
على التكتل .
وجاء من أجل تحقيق عدة أهداف منها:
أ- الظاهرة : وهي
:
- انعاش أوروبا اقتصاديا .
- مساعدة أوروبا على التخلص من الآثار السلبية للحرب العالمية ii .
- إعادة بناء الاقتصاد الأوروبي جراء الحرب العالمية ii .
ب- الباطنة : وهي
- مقاومة المد الشيوعي في أوروبا .
- المحافظة على المبدا الرأسمالي في أوروبا .
- ربط الاقتصاد الأروبي باقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية .
- فرض الهيمنة الأمريكية على أوروبا .
2- منظمة
الكومكون : أنشأها السوفيات سنة
1949م , وهي منظمة للتعاون والتبادل الاقتصادي بين دول المعسكر الشيوعي ,
هدفها تنمية دول المعسكر اقتصاديا من خلال :
- تنشيط التبادل التجاري الثنائي بين دول المعسكر .
- إقامة سوق حرة للتبادل التجاري بين دول المعسكر .
3- تدعيم حركات
التحرر : عمل السوفيات على استغلال
نقمة شعوب المستعمرات على الدول الاستعمارية الرأسمالية , فقاموا بمساعدة
حركات التحرر في المستعمرات ماديا ومعنويا من اجل إضعاف الدول الرأسمالية
الاستعمارية من جهة , وأملا في كسب تلك الشعوب بعد استقلالها في صف المذهب
الشيوعي من جهة أخرى .
وهذا الدرس الثاني :
الوضعية الثانية :
مساعي الانفراج الدولي
الاشكالية : إن
اشتداد الصراع بين الشرق والغرب بات ينذر بقيام حرب كونية مدمرة مما فرض
على الطرفين اعتماد سياسة معتدلة هي التعايش السلمي , حدد مفهومه ودوافعه
ومظاهره .
تمهيـــــــــد : في
ظل اشتداد التنافس بين الكتلتين الشرقية والغربية على الريادة العالمية
ومناطق النفوذ , واشتداد أزمات هذا التنافس خاصة أزمتي كوريا وكوبا , أدى
إلى زيادة احتمال قيام حرب كونية مدمرة بعد تحكم الطرفين في أسلحة الدمار
الشامل , هذا ما فرض عليهما اللجوء إلى اعتماد سياسة أكثر مرونة واعتدالا
عرفت بسياسة التعايش السلمي.
مفهوم التعايش السلمي :
هو مصطلح سياسي نعني به نبذ ( إبعاد ) الحرب كوسيلة لتسوية الخلافات
الدولية وحلها بالطرق السلمية ( الحوار والمفاوضات ) مع الإقرار والقبول
بأن الحوار والمفاوضات وتبادل المنافع وتعدد الأفكار والمذاهب أسس ثابتة في
العلاقات الدولية.
مفهوم الانفراج الدولي :
وهي الفترة التاريخية التي عرفها العالم بعد تسوية أزمة كوبا ( أكتوبر
1962م ) تخلص خلالها من الشدة والضيق اللذان وصلا إليهما بفعل اشتداد أزمات
الحرب الباردة خاصة كوبا وكوريا .
دوافع التعايش السلمي : هناك
عدة دوافع فرضت على المعسكرين ضرورة اعتماد سياسة التعايش السلمي وهي :
1- توازن الرعب النووي أي امتلاك الطرفين أسلحة الدمار الشامل .
2- تأكد كل طرف من استحالة القضاء على خصمه بالقوة .
3- الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بالطرفين خلال أزمات الحرب الباردة
خاصة أزمة كوريا .
4- ضغط الرأي العام الدولي الرافض لسياسة الحرب الباردة خاصة كتلة عدم
الانحياز .
5- حدوث تفكك داخل الكتلتين .
6- التخلص من القيادات المتطرفة بنهاية حكم ترومان عام 1952م ووفات ستالين
في مارس 1953م .
7- تخلي السوفيات عن النظرية الصفرية ( التي تعني ربح كل شيء أو خسارة كل
شيء ).
مظاهر التعايش السلمي : هناك
عدة مظاهر جسدت قبول الطرفين واعتمادهم السياسة منها :
1- توقيع الهدنة الكورية في جويلية 1953م .
2- عقد لقاء جونيف في جوان 1955م بين أيزنهاور و خورتشوف والذي تم فيه
الاتفاق على الحد من شدة التوتر بين الطرفين .
3- حل السوفيات لمكتب إعلام شيوعي عام 1956م .
4- تبادل الزيارات بين قادة المعسكرين .
5- مد جسور التعاون الثقافي والتجاري بين المعسكرين .
6- مد الخط الأحمر الهاتفي المباشر عام 1963 م بين موسكو وواشنطن لتسهيل
الإتصالات بين زعيمي المعسكرين .
7- حدوث التعاون الفعال بين العملاقين في مجال غزو الفضاء(إلتحام مركبتيهما
الفضائيتين في اوت 1975م )
8- التوقيع على عدة اتفاقيات لمنع انتشار الأسلحة النووية منها : سالت (1)
عام 1972م
سالت (2) عام 1979م
الظروف الدولية ( حركة عدم الانحياز ) :
1- مفهومها : وهي كتلة دولية أو منظمة , ظهرت في سبتمبر1961م
ببلغراد اليوغوزلافية , تكونت من عدة دول مستقلة حديثا في أمريكا اللاتينية
وإفريقيا وآسيا والتي تبنت الحياد الإجابي إزاء صراع الحرب الباردة بين
المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي .
2- مبادئها : ارتكز نشاط حركة عدم الانحياز على المبادئ التالية :
- تبني سياسة التعايش السلمي
- احترام المواثيق الدولية والمعاهدات الدولية
- احترام سيادة الدول واستقلالها واستقرارها
- احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها
- عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول
- رفض سياسة استخدام القوة لحل النزاعات الدولية
- التنديد ( الاستنكار والرفض ) بسياسة التسلح وتكوين الأحلاف العسكرية .
- التنديد بسياسة التمييز العنصري المبنية على تسليط جنس على آخر أو تفضيل
شعب على آخر .
3- أهدافها : ظهرت الحركة من أجل تحقيق عدة أهداف منها :
- تنمية سياسة التعايش السلمي ونشرها في العالم
- تنمية العلاقات الدولية الودية بين دول العالم .
- مقاومة الاستدمار ومناصرة حركات التحرر
- تدعيم الحلول السلمية للمشاكل الدولية ومقاومة مبدأ استخدام القوة في
حلها .
4- تطور اهتماماتها منذ مؤتمر الجزائر سبتمبر 1973م :
عرفت الحركة تطورا كبيرا في اهتماماتها منذ مؤتمرها الرابع في الجزائر , من
خلال إضافتها اهتمامات اقتصادية إلى جانب اهتمماتها السياسية السابقة ,
حيث طالبت بضرورة تحقيق الاستقلال الاقتصادي لدولها من خلال :
- تمسكها بحق الشعوب في الاشراف على مواردها الطبيعية بنفسها .
- مطالبتها بتعديل النظام الاقتصادي العالمي وجعله يتماشى مع طموحات كل
الشعوب .
- تأكيدها على ضرورة تحقيق توازن بين أسعار المواد الأولية وأسعار المواد
المصنعة .
- دعوتها لتفعيل التعاون الاقتصادي بين دولها
- مطالبتها بضرورة حصول دول الجنوب على التكنولوجيا الحديثة من دول الشمال .
هذه هي كل العناصر التي درسناها حتى الآن .
الوضعية الثالثة :من الثنائية إلىالأحادية القطبية الإشكالية :شهد العالم مع
نهاية الثمانينات تحولا في علاقاته الدولية بعد
انهيار الاتحاد السوفياتي وهو ما سمح بظهور ملامح نظام دولي جديد .
فما هو مفهومه وما أهدافه ومؤسساته ؟
1- تفكك
الكتلة الشرقية وسياسة التطويق :
يعود تفكك الكتلة الشرقية وانهيارها اساسا إلى تفكك الاتحاد
السوفياتي
وانهياره تبعا لعدة أسباب وهي :
-تعدد
قومياته البشرية : إذ
تشكل أساسا من 32قومية , بينها اختلافات
لغوية وعرقية ودينية كبيرة .
- محاولة السلطة السوفياتية تحقيق سياسة التوازن الجهوي عبر المجال
الواسع للإتحاد السوفياتي (22.4 مليون كم2) وهو ما أرهق الخزينة
السوفياتية وعرضها للعجز في نهاية المطاف .
- تركيز السلطة السوفياتية على الجانب العسكري على حساب الجانب
الاجتماعي للسكان , وهو ما ولد نقمة اجتماعية ضدها .
- اهتمام السلطة السوفياتية بحلفائها في الخارج ولو على حساب مصالح
شعوبها في الداخل وهو مازاد من النقمة الاجتماعية ضدها .
- تميز الاقتصاد السوفياتي بمركزية شديدة غيبت الاجتهادات الفردية
وهو ما خلق هو بين الطبقة العاملة والسلطة الحاكمة , وأدى إلى ركود
الاقتصاد السوفياتي .
- التدخلات العسكرية العديدة للجيش الأحمر السوفياتي في الخارج وما
نجم عنها من خسائر مادية وبشرية .
- فشل السوفيات في تحقيق أمنهم الغذائي رغم ما بذلوه من جهود , وهو
ما عرضهم لضغط السلاح الأخضر الأمريكي -
- عمل الولايات المتحدة الأمريكية ضد الاتحاد السوفياتي بغرض إسقاطه
حتى يتسنى لها الأمر بتزعم العالم .
- ضعف حلفاء الاتحاد السوفياتي في الخارج .
- سياسة ميخائيل غوربتشاف الإصلاحية في نهاية الثمانينات والتي
بناها علىسياستي الغلانسوست (الشفافية والوضوح في التسيير) والبروستوريكا
(تحديثالاشتراكية وإدخال الديموقراطية فيما بينها) , وهذا لم يكتف
العالمالرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية بإسقاط الاتحاد
السوفياتيوتفكيكه لعدة دول بل عمد إلى تطويق أكبر الجمهوريات المستقلة عنه
ووريثتهسياسيا واقتصاديا وعسكريا (روسيا) بمجموعة من الدول الصغرى تحول دون
وصولروسيا إلى المناطق الدافئة في شمال ووسط وجنوب أوروبا , وآخر مظاهر
سياسةالتطويق هو محاولة الولايات المتحدة الأمريكية نشر درع صاروخي أمريكي
بدولأوروبا الشرقية قرب الحدود الروسية .
مظاهر تفكك الكتلة الشرقية (مظاهر نهاية
الحرب الباردة) :
* تفكك الاتحاد السوفياتي وانهياره في 21ديسمبر 1991م
* تفكك الكتلة الشرقية وتحول دول أوروبا الشرقية من النظام الاشتراكي إلى
النظام الرأسمالي مع مطلع التسعينات
* حل حلف وارسو العسكري ومنظمة الكومكون الاقتصادية بعد قمة مالطا ديسمبر
1989م
* تحطيم جدار برلين في 9 نوفمبر 1989م
* توحيد ألمانيا في3 أكتوبر 1990 م
2-ملامح النظام
الدولي الجديد :
1- مفهومه : هو مجموعة القواعد والأسس التي يراد بها تسيير
عالم ما بعد الحرب الباردة في جميع المجالات , والهادفة إلى إيجاد عالم
مستقر خال من النزاعات , تسوده الديموقراطية والتعاون والإيخاء بين الدول .
كما هو في ذات الوقت النظام الذي تريد الو.م.أ من خلاله فرض هيمنتها على
العالم , بعد انفرادها بالزعامة الدولية إثر تفكك الاتحاد السوفياتي , وقد
طرحت فكرة هذا النظام لأول مرة على لسان الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب
خلال مؤتمري باريس في نوفمبر 1990م ومدريد في أكتوبر ونوفمبر 1991.
2- أسباب ظهوره :
* الرغبة الأمريكية القوية في السيطرة على العالم منذ نهاية الحرب العالمية
ii
* تفكك الاتحاد السوفياتي
* زوال المعسكر الشرقي
* إنفراد الو.م.أ بالزعامة الدولية
3- أهدافه :
- الظاهرة :
* إيجاد عالم مستقر خال من النزاعات الدولية , بتقوية دور هيئة الأمم
المتحدة
* نشر الديموقراطية في كافة أنحاء العالم
* ترقية حقوق الإنسان في كافة المناطق
-الخفية (الحقيقية) :
* ترجيح كفة الو.م.أ وتقوية دورها الريادي على الساحة الدولية
* تكوين كتلة دولية بزعامة الو.م.أ لمواجهة أي تكتل دولي معارض للنظام
الدولي الجديد
*زيادة هيمنة الدول الكبرى على ثروات الشعوب المستضعفة بحجة تشجيع
الاستثمار وحرية التجارة
* زيادة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الصغرى تحت غطاء نشر الديموقراطية
وترقية حقوق الانسان .
المؤسسسات الفاعلة في النظام الدولي الجديد (أساليب تطبيقه) :
1- المؤسسات المالية
والاقتصادية العالمية :
وهي صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والمنظمة العالمية للتجارة الحرة ,
وتستخدمها الدول الكبرى التي على رأسها الو.م.أ كأدوات اقتصادية لفرض
هيمنتها على الدول الضعيفة وإرغامها على القبول بالنظام الدولي الجديد من
خلال ربط استفادة الدول من خدمات تلك المؤسسات بشرةط مجحفة تخدم بالدرجة
الأولى مصالح الدول الكبرى داخل الدول الصغرى .
2- هيئة الأمم
المتحدة : تستخدم كأداة سياسية بمنح
الشرعية الدولية للتدخلات الأجنبية للدول الكبرى في الشؤون الداخلية للدول
الصغرى مثل ضرب العراق حاليا , ومسألة دارفور في السودان .
3- الحلف الأطلسي :
وهو الأداة العسكرية التي تراهن عليها الو.م.أ لفرض هذا النظام بقوة السلاح
, لذلك نجده الحلف الوحيد الذي أبقي عليه حتى بعد نهاية الحرب الباردة .
4- المنظمات غير
الحكومية : وهي منظمات غير سياسية
تنشط في عدة مجالات مثل حقوق الانسان والديموقراطية وشؤون المرأة والطفل
والبيئة وتستغل هذه المنظمات هذا النظام باستغلال تقاريرها في التدخل
بالشؤون الداخلية .
5- الشركات المتعددة
الجنسيات : وهي أداة للاستعمار
الاقتصادي الذي ظهر بعد الحرب العالمية ii , وبات اليوم يزداد خطورة كون
الدول الكبرى تستخدم هذه الشركات في استنزاف مقدرات الدول , وهو مايؤدي إلى
إضاعفها وإفقارها , ويسهل فرض الحلول عليها .
6- وسائل الاعلام : وهي من أهم المؤسسات الفاعلة في هذ النظام ومن
أخطر أساليبه في ظل تطور نظم الاتصالات في عالم اليوم وسيطرة الدول
الرأسمالية الغربية عليها , إذ أن هنالك 4 وكالات أنباء فقط تسيطر على80%
من تدفق المعلومات في العالم , وتكرس هذه النسبة لخدمة المصالح الغربية
الرأسمالية بنسبة 90% من اجل ترسيخ أفكار الغرب وتمرير رسالته الغربية
والحضارية وفرض هيمنته وسلطته .
الوحدة الثانية : تطور
العالم الثالث مابين 1945م-1989م
الكفاءة القاعدية : أمام
وضعيات إشكالية تعكس تطور العالم الثالث مابين 1945م و1989م يكون المتعلم
قادرا على دراسة ظاهرة التحرر باستغلال مجموعة سندات (وثائق) .
الوضعية الأولى :
استمرارية حركات التحرر
الإشكالية : عرفت بلدان
العالم الثالث ريادة نشاط حركات التحرر بعد الحرب العالمية الثانية .
فما عوامل ونتائج ذلك ؟
1- مفهوم العالم الثالث : وهو مصطلح جغرافي سياسي أطلقه الفرنسي ألفريد سوفي
عام 1956م على الدول المستقلة حديثا في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ,
والتي رفضت سياسة الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي متبنية
الحياد الإجابي , وهو ما يعرف اليوم بعالم الجنوب المتخلف .
2-مفهوم الاستعمار التقليدي : وهو مصطلح سياسي يتمثل في نمط الاستعمار المباشر
الذي يعتمد الحملات العسكرية المباشرة والحكم المباشر من خلال الجندي
والدبابة .
3-مفهوم الاستعمار الجديد
(المقنع) : وهو مصطلح سياسي يتمثل في نمط
استعماري حديث ظهر بعد الحرب العالمية الثانية تتمثل في هيمنة الدول الكبرى
على الدول الصغرى اقتصاديا وثقافيا من خلال هيمنتها على المواد الأولية
والمواد المصنعة بواسطة الشركات الأجنبية وهيمنتها على التكنولوجيا الحديثة
والنظام الاقتصادي العالمي ووسائل الإعلام , ويعرف هذا الاستعمار
بالاستعمار المقنع .
4- سياسة سد الفراغ : وهي نمط استعماري حديث ظهر بعد الحرب العالمية ii
خلال صراع الحرب الباردة بين الكتلتين الاشتراكية والرأسمالية , طبقته
الو.م.أ بالدرجة الأولى من خلال محاولتها خلافة فرنسا في بعض المناطق
المنسحبة منها مثل : الهند الصينية .
5- التحرر السياسي : هو تمكن شعوب المستعمرات من طرد الاستعمار الأوروبي
العسكري المباشر من أراضيها وتحقيق الحرية السياسية لشعوبها .
6- التحرر الشامل : هو التحرر الكامل الذي يشمل كافة المجالات السياسية
والاقتصادية والاجتماعية والثقافية . وهو هدف سامي ما زالت العديد من دول
المستعمرات المستقلة سياسيا تناظل من أجل تحقيقه .
7- تنوع أساليب وخصائص حركات التحرر في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية :
عرفت المستعمرات في القارات الثلاث تقريبا تزايدا في نشاط حركات التحرر بعد
الحرب العالميةii نتيجة توفر عوامل داخلية وأخرى خارجية .
كما عرفت تلك المستعمرات تنوعا في أساليب الكفاح بها بين الكفاح السياسي
والكفاح الاقتصادي والكفاح العسكري المسلح من جهة وتنوع خصائص حركات التحرر
بها من جهة أخرى حيث وجدت بينها خصائص مشتركة وأخرى مميزة او خاصة فمن
الخصائص المشتركة نذكر :
* السبب الرئيس في ظهورها هو التواجد الاوروبي في تلك المناطق
* هدفها تحرير أراضيها من ذلك التواجد الأوروبي
* انحسارها في جنوب الارض تقريبا
* التضامن فيما بينها خاصة التضامن الأفروأسيوي
* تركيزها على الكفاح السلمي السياسي في فترة ما بين الحربين وعلى الكفاح
العسكري المسلح بعد الحرب العالمية ii .
أما الخصائص المميزة فمنها :
* الاختلاف في الجهة التي قامت ضدها
* الاختلاف في الشدة ( سلمي , عسكري مسلح ) والمدة .
* تميز الكفاح في البلدان العربية الإسلامية على أنه جهاد في سبيل الله
علاوة على أنه كفاح من أجل تحرير الأرض .
نهاية الثمانينات تحولا في علاقاته الدولية بعد
انهيار الاتحاد السوفياتي وهو ما سمح بظهور ملامح نظام دولي جديد .
فما هو مفهومه وما أهدافه ومؤسساته ؟
1- تفكك
الكتلة الشرقية وسياسة التطويق :
يعود تفكك الكتلة الشرقية وانهيارها اساسا إلى تفكك الاتحاد
السوفياتي
وانهياره تبعا لعدة أسباب وهي :
-تعدد
قومياته البشرية : إذ
تشكل أساسا من 32قومية , بينها اختلافات
لغوية وعرقية ودينية كبيرة .
- محاولة السلطة السوفياتية تحقيق سياسة التوازن الجهوي عبر المجال
الواسع للإتحاد السوفياتي (22.4 مليون كم2) وهو ما أرهق الخزينة
السوفياتية وعرضها للعجز في نهاية المطاف .
- تركيز السلطة السوفياتية على الجانب العسكري على حساب الجانب
الاجتماعي للسكان , وهو ما ولد نقمة اجتماعية ضدها .
- اهتمام السلطة السوفياتية بحلفائها في الخارج ولو على حساب مصالح
شعوبها في الداخل وهو مازاد من النقمة الاجتماعية ضدها .
- تميز الاقتصاد السوفياتي بمركزية شديدة غيبت الاجتهادات الفردية
وهو ما خلق هو بين الطبقة العاملة والسلطة الحاكمة , وأدى إلى ركود
الاقتصاد السوفياتي .
- التدخلات العسكرية العديدة للجيش الأحمر السوفياتي في الخارج وما
نجم عنها من خسائر مادية وبشرية .
- فشل السوفيات في تحقيق أمنهم الغذائي رغم ما بذلوه من جهود , وهو
ما عرضهم لضغط السلاح الأخضر الأمريكي -
- عمل الولايات المتحدة الأمريكية ضد الاتحاد السوفياتي بغرض إسقاطه
حتى يتسنى لها الأمر بتزعم العالم .
- ضعف حلفاء الاتحاد السوفياتي في الخارج .
- سياسة ميخائيل غوربتشاف الإصلاحية في نهاية الثمانينات والتي
بناها علىسياستي الغلانسوست (الشفافية والوضوح في التسيير) والبروستوريكا
(تحديثالاشتراكية وإدخال الديموقراطية فيما بينها) , وهذا لم يكتف
العالمالرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية بإسقاط الاتحاد
السوفياتيوتفكيكه لعدة دول بل عمد إلى تطويق أكبر الجمهوريات المستقلة عنه
ووريثتهسياسيا واقتصاديا وعسكريا (روسيا) بمجموعة من الدول الصغرى تحول دون
وصولروسيا إلى المناطق الدافئة في شمال ووسط وجنوب أوروبا , وآخر مظاهر
سياسةالتطويق هو محاولة الولايات المتحدة الأمريكية نشر درع صاروخي أمريكي
بدولأوروبا الشرقية قرب الحدود الروسية .
مظاهر تفكك الكتلة الشرقية (مظاهر نهاية
الحرب الباردة) :
* تفكك الاتحاد السوفياتي وانهياره في 21ديسمبر 1991م
* تفكك الكتلة الشرقية وتحول دول أوروبا الشرقية من النظام الاشتراكي إلى
النظام الرأسمالي مع مطلع التسعينات
* حل حلف وارسو العسكري ومنظمة الكومكون الاقتصادية بعد قمة مالطا ديسمبر
1989م
* تحطيم جدار برلين في 9 نوفمبر 1989م
* توحيد ألمانيا في3 أكتوبر 1990 م
2-ملامح النظام
الدولي الجديد :
1- مفهومه : هو مجموعة القواعد والأسس التي يراد بها تسيير
عالم ما بعد الحرب الباردة في جميع المجالات , والهادفة إلى إيجاد عالم
مستقر خال من النزاعات , تسوده الديموقراطية والتعاون والإيخاء بين الدول .
كما هو في ذات الوقت النظام الذي تريد الو.م.أ من خلاله فرض هيمنتها على
العالم , بعد انفرادها بالزعامة الدولية إثر تفكك الاتحاد السوفياتي , وقد
طرحت فكرة هذا النظام لأول مرة على لسان الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب
خلال مؤتمري باريس في نوفمبر 1990م ومدريد في أكتوبر ونوفمبر 1991.
2- أسباب ظهوره :
* الرغبة الأمريكية القوية في السيطرة على العالم منذ نهاية الحرب العالمية
ii
* تفكك الاتحاد السوفياتي
* زوال المعسكر الشرقي
* إنفراد الو.م.أ بالزعامة الدولية
3- أهدافه :
- الظاهرة :
* إيجاد عالم مستقر خال من النزاعات الدولية , بتقوية دور هيئة الأمم
المتحدة
* نشر الديموقراطية في كافة أنحاء العالم
* ترقية حقوق الإنسان في كافة المناطق
-الخفية (الحقيقية) :
* ترجيح كفة الو.م.أ وتقوية دورها الريادي على الساحة الدولية
* تكوين كتلة دولية بزعامة الو.م.أ لمواجهة أي تكتل دولي معارض للنظام
الدولي الجديد
*زيادة هيمنة الدول الكبرى على ثروات الشعوب المستضعفة بحجة تشجيع
الاستثمار وحرية التجارة
* زيادة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الصغرى تحت غطاء نشر الديموقراطية
وترقية حقوق الانسان .
المؤسسسات الفاعلة في النظام الدولي الجديد (أساليب تطبيقه) :
1- المؤسسات المالية
والاقتصادية العالمية :
وهي صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والمنظمة العالمية للتجارة الحرة ,
وتستخدمها الدول الكبرى التي على رأسها الو.م.أ كأدوات اقتصادية لفرض
هيمنتها على الدول الضعيفة وإرغامها على القبول بالنظام الدولي الجديد من
خلال ربط استفادة الدول من خدمات تلك المؤسسات بشرةط مجحفة تخدم بالدرجة
الأولى مصالح الدول الكبرى داخل الدول الصغرى .
2- هيئة الأمم
المتحدة : تستخدم كأداة سياسية بمنح
الشرعية الدولية للتدخلات الأجنبية للدول الكبرى في الشؤون الداخلية للدول
الصغرى مثل ضرب العراق حاليا , ومسألة دارفور في السودان .
3- الحلف الأطلسي :
وهو الأداة العسكرية التي تراهن عليها الو.م.أ لفرض هذا النظام بقوة السلاح
, لذلك نجده الحلف الوحيد الذي أبقي عليه حتى بعد نهاية الحرب الباردة .
4- المنظمات غير
الحكومية : وهي منظمات غير سياسية
تنشط في عدة مجالات مثل حقوق الانسان والديموقراطية وشؤون المرأة والطفل
والبيئة وتستغل هذه المنظمات هذا النظام باستغلال تقاريرها في التدخل
بالشؤون الداخلية .
5- الشركات المتعددة
الجنسيات : وهي أداة للاستعمار
الاقتصادي الذي ظهر بعد الحرب العالمية ii , وبات اليوم يزداد خطورة كون
الدول الكبرى تستخدم هذه الشركات في استنزاف مقدرات الدول , وهو مايؤدي إلى
إضاعفها وإفقارها , ويسهل فرض الحلول عليها .
6- وسائل الاعلام : وهي من أهم المؤسسات الفاعلة في هذ النظام ومن
أخطر أساليبه في ظل تطور نظم الاتصالات في عالم اليوم وسيطرة الدول
الرأسمالية الغربية عليها , إذ أن هنالك 4 وكالات أنباء فقط تسيطر على80%
من تدفق المعلومات في العالم , وتكرس هذه النسبة لخدمة المصالح الغربية
الرأسمالية بنسبة 90% من اجل ترسيخ أفكار الغرب وتمرير رسالته الغربية
والحضارية وفرض هيمنته وسلطته .
الوحدة الثانية : تطور
العالم الثالث مابين 1945م-1989م
الكفاءة القاعدية : أمام
وضعيات إشكالية تعكس تطور العالم الثالث مابين 1945م و1989م يكون المتعلم
قادرا على دراسة ظاهرة التحرر باستغلال مجموعة سندات (وثائق) .
الوضعية الأولى :
استمرارية حركات التحرر
الإشكالية : عرفت بلدان
العالم الثالث ريادة نشاط حركات التحرر بعد الحرب العالمية الثانية .
فما عوامل ونتائج ذلك ؟
1- مفهوم العالم الثالث : وهو مصطلح جغرافي سياسي أطلقه الفرنسي ألفريد سوفي
عام 1956م على الدول المستقلة حديثا في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ,
والتي رفضت سياسة الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي متبنية
الحياد الإجابي , وهو ما يعرف اليوم بعالم الجنوب المتخلف .
2-مفهوم الاستعمار التقليدي : وهو مصطلح سياسي يتمثل في نمط الاستعمار المباشر
الذي يعتمد الحملات العسكرية المباشرة والحكم المباشر من خلال الجندي
والدبابة .
3-مفهوم الاستعمار الجديد
(المقنع) : وهو مصطلح سياسي يتمثل في نمط
استعماري حديث ظهر بعد الحرب العالمية الثانية تتمثل في هيمنة الدول الكبرى
على الدول الصغرى اقتصاديا وثقافيا من خلال هيمنتها على المواد الأولية
والمواد المصنعة بواسطة الشركات الأجنبية وهيمنتها على التكنولوجيا الحديثة
والنظام الاقتصادي العالمي ووسائل الإعلام , ويعرف هذا الاستعمار
بالاستعمار المقنع .
4- سياسة سد الفراغ : وهي نمط استعماري حديث ظهر بعد الحرب العالمية ii
خلال صراع الحرب الباردة بين الكتلتين الاشتراكية والرأسمالية , طبقته
الو.م.أ بالدرجة الأولى من خلال محاولتها خلافة فرنسا في بعض المناطق
المنسحبة منها مثل : الهند الصينية .
5- التحرر السياسي : هو تمكن شعوب المستعمرات من طرد الاستعمار الأوروبي
العسكري المباشر من أراضيها وتحقيق الحرية السياسية لشعوبها .
6- التحرر الشامل : هو التحرر الكامل الذي يشمل كافة المجالات السياسية
والاقتصادية والاجتماعية والثقافية . وهو هدف سامي ما زالت العديد من دول
المستعمرات المستقلة سياسيا تناظل من أجل تحقيقه .
7- تنوع أساليب وخصائص حركات التحرر في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية :
عرفت المستعمرات في القارات الثلاث تقريبا تزايدا في نشاط حركات التحرر بعد
الحرب العالميةii نتيجة توفر عوامل داخلية وأخرى خارجية .
كما عرفت تلك المستعمرات تنوعا في أساليب الكفاح بها بين الكفاح السياسي
والكفاح الاقتصادي والكفاح العسكري المسلح من جهة وتنوع خصائص حركات التحرر
بها من جهة أخرى حيث وجدت بينها خصائص مشتركة وأخرى مميزة او خاصة فمن
الخصائص المشتركة نذكر :
* السبب الرئيس في ظهورها هو التواجد الاوروبي في تلك المناطق
* هدفها تحرير أراضيها من ذلك التواجد الأوروبي
* انحسارها في جنوب الارض تقريبا
* التضامن فيما بينها خاصة التضامن الأفروأسيوي
* تركيزها على الكفاح السلمي السياسي في فترة ما بين الحربين وعلى الكفاح
العسكري المسلح بعد الحرب العالمية ii .
أما الخصائص المميزة فمنها :
* الاختلاف في الجهة التي قامت ضدها
* الاختلاف في الشدة ( سلمي , عسكري مسلح ) والمدة .
* تميز الكفاح في البلدان العربية الإسلامية على أنه جهاد في سبيل الله
علاوة على أنه كفاح من أجل تحرير الأرض .
·الحركة التحررية في الهند الصينية :
الهند الصينية هي الرقعة الجغرافية الواقعة جنوب الصين وشرق الهند ومنها
الهند الصينية الفرنسية التي تضم : الفيتنام , اللاووس , كمبوديا , والتي شكلت منها
فرنسا منذ عام 1898م كنفدرالية الهند الصينية الفرنسية .
وقد عرفت هذه النطقة زيادة في نشاط حركات التحرر بها منذ 1941م بتأسيس
الفيات منه بقيادة هوشي منه , وبانتهاء الحرب العالمية ii وجدت المنطقة
نفسها مقسمة إلى نصفين يفصل بينهما خط 70 درجة شمالا , وقد عرف الشمال ظهور
حكومة وطنية بزعامة هوشي منه في سبتمبر 1945م, في حين عرف الجنوب عودة
الفرنسسين وهو ما أدى إلى اندلاع الثورة الفيتنامية ضد فرنسا في نوفمبر
1946م , وهي الثورة التي امتدت حتى ماي 1954م وانتهت لصالح الفيتناميين ,
وأعقبت بانعقاد قمة جنيف في جويلية 1954م التي أقرت ما يلي :
- التأكيد على تقسيم الفيتنام إلى قسمين شمالي وجنوبي , وإقامة هدنة بينهما
.
- منح كمبوديا واللاووس الاستقلال التام .
- منع إقامة قواعد عسكرية أو تشكيل أحلاف عسكرية بالمنطقة .
- تقرير مصير الفيتنام من خلال استفتاء يجرى لأجل أقصاه سنتين منذ عقد
المؤتمر (جويلية1945م) .
غير أن الو.م.أ لم ترضها تلك القرارات خاصة آخرها , فعملت على تطبيق سياسة
سد الفراغ في المنطقة بتدعيم من النظام الرأسمالي في جنوب الفيتنام ثم
التدخل العسكري في الفيتنام , غير أنها فشلت أمام صمود الفيتناميين الذين
وحدوا الفيتنام تحت الراية الاشتراكية منذ صائفة 1945م.
* الحركة التحررية في الهند :
تعد الحركة التحررية في الهند من أبرز حركات التحرر في العالم لتميزها دون
غيرها بأسلوب الكفاح السلمي الذي تبناه القائد الهندي غاندي والذي قاطع من
خلاله الإدارة البريطانية في الهند سياسيا وإداريا وقضائيا واقتصاديا
متمكنا من تحقيق استقلال بلاده عن التاج البريطاني عام 1947م والتي انشطرت
إلى دول : الهند , باكستان , بنغلاداش .
* الحركة التحررية في مصر ( الثورة المصرية 23 جويلية 1952م ) :
1- طبيعتها :
حركة تحررية عربية مصرية قادها مجموعة من ضباط الجيش المصري أطلقوا على
أنفسهم الضباط الأحرار , بقيادة اللواء محمد نجيب ضد النظام الملكي بمصر
الممثل في شخص الملك فاروق المتعاون مع الإنجليز ضد مصالح بلاده وشعبه .
2- أسبابها : منها :
- فساد النظام الملكي المصري
- تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري .
- استمرار التواجد البريطاني رغم معاهدة الاستقلال الموقعة منذ 1936م
- هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين 1942م بسبب صفقة الأسلحة الفاسدة التي
تورط فيها النظام المصري .
* إنجازات الثورة المصرية :
أ) الداخلية :
-تأميم حوالي 36% من الأراضي الإقطاعية وتوزيعها على الفلاحين الصغار في
سبتمبر 1952م
- إلغاء الملكية وإقامة النظام الجمهوري في جوان 1953م
- وضع حد للوجود البريطاني في مصر بتوقيع اتفاقية الجلاء في أكتوبر 1954م
- بناء السد العالي (سد مائي) لتطوير الزراعة والصناعة بمصر
- تأميم قناة السويس في 26جويلية 1956م
- تأميم المصارف والبنوك الأجنبية بمصر في نهاية 1957م
ب) الخارجية : منها
- منح السودان استقلالها في فيفري 1953م
- تفعيل دور الجامعة العربية
- المساهمة بشكل فعال في إنشاء حركة عدم الانحياز في سبتمبر 1961م
- مواجهة الخطر الصهيوني في المنطقة العربية
- مقاومة المشاريع الغربية الرأسمالية في المنطقة العربية مثل : حلف بغداد
1955م , مشروع أيزنهاور 1957م
- محاولتها تشكيل وحدة عربية على أساس قومي جسدتها بوحدة سورية مصرية من
22فيفري 1958م حتى 28 سبتمبر 1961م
الثورة الجزائرية 1954م - 1962م
احتلت الثورة الجزائرية مكانة جد مرموقة على الساحة الدولية بإثباتها
مجموعة من الحقائق شكلت خصائصا لها منها :
- أول الثورات التي أفشلت السياسة الاستطانية الأروبية خارج أوروبا
- نجاحها في أثبات مبدأ # ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة #
- إثباتها أن الانتصار على قوى الاستعمار والظلم حتمية تاريخية لا جدال
فيها , أمام إرادة الشعوب التواقة للحرية والسيادة .
- مواصلتها لثورة التعمير بعد ثورة التحرير
- تمكنها من التخلص من قيود الاستدمار في وقت قصير نسبيا
- تميز موقفها الخاجي بمناصرة حركات التحرر والقضايا العادلة ومناهضة
ومقاومة التسلط والهيمنة والنفوذ .
الثورة الكوبية 1956م - 1962 م
كوبا جزيرة صغيرة في عرض المحيط الأطلسي محدودة الإمكانات , غير أنها تمكنت
من غيجاد مكانة لها على الساحة الدولية بعد نجاح ثورتها الاشتراكية
1956م-1962م بزعامة فيدال كاسترو والتخلص من النظام الرأسمالي الممثل في
شخص جون باتيستا الموالي للو.م.أ وتطبيق النظام الاشتراكي رغم معارضة
الو.م.ا وتهديدها لكوبا إلا أن إرادة الشعب الكوبي المحدود الإمكانات كانت
أقوى من الو.م.ا التي تعد أقوى دولة في العالم اليوم .
من الكفاح من اجل التحرر إلى ترتيبات ما بعد الاستقلال
في ظل تزايد نشاط حركات التحرر في المستعمرات تنبأت الدول الاستعمارية وعلى
رأسها بريطانيا بحصول هذه الدول على استقلالها لذلك فكرت في كيفية
المحافظة على امتيازاتها الاستعمارية في تلك الدول حتى بعد استقلالها
فأنشأت لذلك منظمات تربط بينها وبين مستعمراتها , إذ انشأت بريطانيا منظمة
الكومنوولث عام 1931م وأنشأت فرنسا منظمة الفرونكفونية عام 1970م .
الحرب الباردة اصطلاح ساد استعماله على نطاق واسع بعد أن حطت الحرب
العالمية الثانية أوزارها بل يمكن القول تحديدا إن ذلك كان مع نهاية الحرب
وبعد مؤتمر يالطة.
تلك الحرب التي بدأت واشتعلت بقرار خاطئ بل مقامرة مميتة لهتلر ولدولته
وطموحاته التي تمثلت في بدئه هذه الحرب بغزوه لبولندا في سبتمبر عام 1939م.
حرب أتت على أرواح الملايين عسكريين ومدنيين من خلال القصف والموت في الحرب
ومن خلال الأمراض ومن خلال الجوع ومن خلال المحارق لليهود كما يدعون.
لقد عرف كل من المعسكرين الغربي والشرقي ما له وما عليه بعد انتهاء هذه
الحرب.
برزت الولايات المتحدة كقوة وكذا الحال ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي وأتت
بريطانيا وفرنسا بعدهما في القوة، قسمت ألمانيا بعد هذه الحرب إلى أربعة
نطاقات حيث تسيطر كل دولة من هذه الدول على قسم من هذه الأقسام.
ولم تنج العاصمة برلين من التقسيم بنفس الطريقة ولكن كان هناك حرية للتحرك
بين مناطق التقسيم الأربعة للعمل أو لزيارة الأقرباء والأصدقاء وبالتأكيد
كان لابد لهذه الأقسام الأربعة سواء لبرلين أو للبلد ككل أن تكون تابعة
للتوجهات السياسية للمسيطرين عليها.
بطبيعة الحال الأقسام التابعة للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أصبحت
نظاما ديمقراطيا رأسماليا بينما القسم التابع للاتحاد السوفيتي أصبح نظاما
شيوعيا دكتاتوريا لم يسمح ستالين فيه لقيام أي نوع من الانتخابات.
كانت الإشكالية في مدينة برلين ذاتها التي كانت موجودة في القسم الخاضع
لسيطرة الاتحاد السوفيتي بحيث تحيط بها أراضي ألمانيا الشرقية من كل
الجهات.
كان ذلك معضلة للغرب وطلبوا أن يكون لهم حرية التنقل برا إلى هذه المدينة
وحصلت الموافقة السوفيتية، لكن في بداية ابريل عام 1948م أغلق الاتحاد
السوفيتي الحدود البرية ولم يسمح للدول الغربية بالدخول إلى برلين بالطرق
البرية ودام ذلك الإغلاق أكثر من 460 يوما ليرفع الحظر عام 1949م.
كان الطعام وكل المستلزمات تأتي إلى سكان برلين الغربية عن طريق الجو فقط،
انتعش الاقتصاد والبناء في الأقسام التابعة للولايات المتحدة وبريطانيا
وفرنسا وساد الكساد والفقر في الجانب التابع للاتحاد السوفيتي مما دفع
بالملايين من الناس في ألمانيا الشرقية للتحرك تجاه ألمانيا الغربية وبرلين
الغربية خلال العقد السادس من القرن العشرين مما شكل قلقا لدى الاتحاد
السوفيتي.
لقد قادهم هذا القلق إلى بناء سور برلين الذي قسم برلين إلى قسمين شرقي
وغربي والذي بدأوه بوضع أسلاك شائكة في شهر اغسطس عام 1961م ثم تدرج البناء
مع مرور الوقت حتى انتهى ببناء مسلح من الإسمنت تعلوه أبراج للمراقبة
يتسنمها كلاب الحراسة ورجال الأمن.
ومن خلف هذا الجدار كانت هناك مسافة تصل إلى عدد من الكيلومترات ممنوع
دخولها ومن يحاول دخولها فمصيره وابل من الرصاص دون مطاردة أو محاولة للقبض
عليه.
لقد كان هذا الجدار هو حدود الستارة الحديدية التي تعني المعسكر الشرقي
الذي كان يهيمن عليه الإتحاد السوفيتي، وبالمناسبة فإن مصطلح الستارة
الحديدية أطلقه تشرشل عام 1946م رئيس وزراء بريطانيا ما بين عامي 19401945م
.
أسوار وقلاع
ادعى الاتحاد السوفيتي أن بناء هذا الجدار هو لمنع الإمبريالية من الوصول
للشرق.
وقال خورتشوف بسخرية.. إن هذا الجدار يهدف إلى منع الذئب من الوصول إلى
ألمانيا الديمقراطية مرة أخرى.
على كل حال بناء الأسوار والقلاع في أي بلد هو للدفاع عنه ومنع تسلل
الأعداء إليه، ولكن سور برلين يهدف إلى منع سكان ألمانيا الشرقية من الوصول
إلى ألمانيا الغربية وإلى إظهار قوة الاتحاد السوفيتي وقدرته على مواجهة
الرأسمالية والإمبريالية حسب زعم الروس، ورغم هذا الجدار نجح الآلاف في
الهروب وفشل الآلاف ومات ربما المئات.
كان ذلك التقسيم الرباعي لألمانيا هو غنيمة الحرب وتنكيلا وعقابا لذلك
البلد الذي أفرز هتلر ذا الأطماع التوسعية والطموح الذي لم يكن له حدود
شرقا وغربا، وعقابا له على تصنيفه للشعوب والأعراق بدرجات متفاوتة جعل
الجنس الآري يتسنم ذلك التصنيف في المكانة والأفضلية والعراقة بينما جعل
البعض في ذيل ذلك التصنيف ومن ضمنهم اليهود وربما العرب.
سعت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي إلى تشكيل الوضع السياسي في
القسمين الغربي والشرقي كل بما يروق له وبما يتماشى مع سياساته.
وبدأ المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة وعضوية كل من فرنسا وبريطانيا
بوضع التصور والتخطيط السياسي لألمانيا الغربية بينما سعى الاتحاد
السوفيتي إلى تخطيط المستقبل السياسي لألمانيا الشرقية والهدف أن تكون
الألمانيتين تحت السيطرة الكاملة السياسية أو العسكرية والسعي إلى إماتة
النزعة القومية والنازية والفاشية في هذين الجزئين.
حلفاء الأمس اختلفوا وأصبحوا يفكرون فيما بعد التقسيم وخلت الساحة الدولية
من أقطاب القوة المتعددة التي كانت تمثلها فرنسا وألمانيا واليابان
وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة.
وأصبح هناك فراغ في القوة أتاح للإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أن يسدا
هذا الفراغ، حيث انهزمت ألمانيا واليابان تماما وضعفت فرنسا وبريطانيا لأن
فرنسا احتلتها ألمانيا وضعفت وبريطانيا بعد أن تعرضت مدنها للدمار
والخراب.
بداية الحرب
بدأ عدم الثقة يسود بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وهو بداية
الحرب الباردة. المعسكر الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة يؤمن بعالم
مفتوح وتجارة حرة وديموقراطية والمعسكر الشرقي الذي تتزعمه روسيا يؤمن
بسيطرة كاملة ومركزية ودكتاتورية على وسط وشرق أوروبا وشرق البحر المتوسط
وتحكم في علاقات هذا المعسكر مع الغرب.
قسم ستالين العالم إلى قسمين بعد الحرب العالمية الثانية حيث قال بأن هناك
قسما رأسماليا وامبرياليا يمثل المعسكر الغربي وهناك قسم شيوعي تقدمي يمثله
المعسكر الشرقي.
أما ترومان فقسم العالم إلى قسمين، قسم حر وقسم مستعبد، أصبحت هذه
التقسيمات والاصطلاحات تتفاعل واصبحت المواجهة بين مبدأ الشيوعية أمام
الرأسمالية.
أصبحت الولايات المتحدة تنظر إلى تصرفات الاتحاد السوفيتي بأنها تهديدات
وتشكل خطورة على الغرب وأن ستالين قد لا يختلف كثيرا عن هتلر، وكذلك كان
الاتحاد السوفيتي يرى أن الغرب يسعى إلى إنشاء جبهة في الدول المجاورة
للمعسكر الشرقي مضادة للشيوعية وتسعى لحرمانها من المكاسب التي حصلت عليها
في الحرب العالمية الثانية وتهدد أمنه ومستقبله.
بدا للغرب أن الاتحاد السوفيتي يسعى للسيطرة على العالم وأنه يسعى لتوسيع
مصالحه مع السيطرة على التحركات الشيوعية في كل بلد تنشأ فيه هذه الحركة
وظهرت نظرية أو مبدأ «الدومينو» التي تقول بأن الحركة الشيوعية إذا ظهرت في
بلد فإن البلدان المجاورة له ستتهاوى لتصبح شيوعية.
وفي مقابل هذا المبدأ ظهر مبدأ الاحتواء في سياسة الولايات المتحدة والغرب
وتبناه ترومان عام 1947م حيث عرف بمبدأ ترومان.
يعتمد هذا المبدأ سياسة النفس الطويل والحذر واعتبروا هذا المبدأ مبدأ
دفاعيا في مقابل المبدأ الروسي الهجومي.
على كل حال بدأت المواجهة ضمن الحرب الباردة مع الغرب حين احتلت روسيا شمال
إيران وبريطانيا احتلت جنوبه عام 1945م وتم الانسحاب لكلا البلدين فيما
بعد ولو أن انسحاب الروس جاء متأخرا بعد البريطانيين.
وقامت روسيا بتغذية تحرك الشيوعيين في تركيا واليونان لإسقاط الحكومتين.
وبدأ الغرب يحسب الخطر مما دفع ترومان إلى إعلان استعداده لإعانة تركيا
واليونان في مواجهة الشيوعية من خلال جلسة مشتركة لمجلس الشيوخ والنواب
أقرت مساعدة لهما مقدارها400 مليون دولار.
جاءت تلك المساعدة بعد تخلي بريطانيا عن مساعدة تركيا واليونان عسكريا
وماليا لعجزها عن ذلك.
أدت تلك المساعدة الأمريكية إلى تخلي الروس عن مخططات إسقاط الحكومتين
اليونانية والتركية.
وعلى كل حال فإن مبدأ ترومان الذي أقره مجلس النواب والشيوخ يعطي الولايات
المتحدة الحق في استخدام قوتها ودعمها ومساندتها للشعوب في أي مكان ضد
الأقليات المسلحة التي تحاول إخضاع الشعوب بالقوة في دولها وكذلك ضد الضغوط
الخارجية لتلك الشعوب.
وهي إشارة لتدخلات الاتحاد السوفيتي، ورغم ان المعسكر الغربي نجح في إنقاذ
تركيا واليونان من سيطرة الشيوعيين إلا أنه فشل في احتواء يوغسلافيا التي
أصبحت ضمن مظلة المعسكر الشرقي.
وبدأت خطوات الحرب الباردة تتلاحق حيث بدأ مشروع مارشال الذي أعلنه وزير
خارجية الولايات المتحدة ( جورج مارشال عام 1947) والذي يهدف إلى البناء
الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والعسكري لأوروبا بعد الدمار الذي لحقها
بعدالحرب العالمية الثانية.
وقد دعي إلى مناقشة هذا المشروع والاستفادة منه دول أوروبا الغربية
والشرقية ولكن روسيا رفضته منذ البداية زاعمة أنها مؤامرة من الولايات
المتحدة للسيطرة على أوروبا.
أقر الكونجرس الأمريكي إعانة تزيد على خمسة مليارات، وحثت الولايات المتحدة
الخطى نحو مزيد من الإجراءات ضمن الاستعدادات للحرب الباردة وتدعيم مبدأ
الاحتواء حيث خصصت 50 مليار سنويا للناحية العسكرية وحددت أعدادا كبيرة من
الأفراد للبحرية والسلاح الجوي وعينت أول وزير للدفاع بعد توحيد أقسام
الجيش من بحرية وطيران وقوات برية.
كما تم تعيين أول رئيس للمخابرات الأمريكية وفصل المخابرات عن الأمن العام.
وتلا ذلك معاهدات عديدة منها الدفاع المشترك الذي انتهى بتأسيس حلف الناتو
الذي تنص مادة فيه على أن أي اعتداء على دولة واحدة من المعسكر الغربي
يعتبر اعتداء على جميع دول الحلف، وقام في مقابله في المعسكر الشرقي حلف
وارسو.
الصين وكوريا
واستمرت مواجهات الحرب الباردة لتطال جنوب شرق آسيا في الصين وفي كوريا.
ساندت الولايات المتحدة تشن كاي شك زعيم القومية الصينية الذي كان يسيطر
على الجزء الجنوبي من الصين وذلك ضد الحركة الشيوعية التي كان يتزعمها
ماوتسي تونغ والتي كانت تسيطر على الجزء الشمالي من الصين.
وكان هناك توجهات لتدخل عسكري أمريكي في الصين وعدم الاكتفاء بالمعونات
العسكرية.
انتهى الأمر بهروب تشان كاي شك واتباعه إلى جزيرة فرموزا والتي عرفت بالصين
الوطنية، انتقل الصراع إلى الأمم المتحدة وأصرت الولايات المتحدة على أن
الصين الوطنية هي التي تمثل الصين في الأمم المتحدة وليس الصين الشعبية
وبقي هذا التمثيل إلى وقت قريب حيث أصبحت الصين الشعبية هي الممثل في الأمم
المتحدة وعضو من الأعضاء الخمسة الدائمين مع الإبقاء على مشكلة الصين
الوطنية معلقة حتى اليوم والتي تسعى الصين الشعبية إلى توحيدها مع الصين
الأم.
·الحركة التحررية في الهند
الصينية:
الصينية:
الهند الصينية هي الرقعة الجغرافية الواقعة جنوب الصين وشرق الهند ومنها
الهند الصينية الفرنسية التي تضم : الفيتنام , اللاووس , كمبوديا , والتي شكلت منها
فرنسا منذ عام 1898م كنفدرالية الهند الصينية الفرنسية .
وقد عرفت هذه النطقة زيادة في نشاط حركات التحرر بها منذ 1941م بتأسيس
الفيات منه بقيادة هوشي منه , وبانتهاء الحرب العالمية ii وجدت المنطقة
نفسها مقسمة إلى نصفين يفصل بينهما خط 70 درجة شمالا , وقد عرف الشمال ظهور
حكومة وطنية بزعامة هوشي منه في سبتمبر 1945م, في حين عرف الجنوب عودة
الفرنسسين وهو ما أدى إلى اندلاع الثورة الفيتنامية ضد فرنسا في نوفمبر
1946م , وهي الثورة التي امتدت حتى ماي 1954م وانتهت لصالح الفيتناميين ,
وأعقبت بانعقاد قمة جنيف في جويلية 1954م التي أقرت ما يلي :
- التأكيد على تقسيم الفيتنام إلى قسمين شمالي وجنوبي , وإقامة هدنة بينهما
.
- منح كمبوديا واللاووس الاستقلال التام .
- منع إقامة قواعد عسكرية أو تشكيل أحلاف عسكرية بالمنطقة .
- تقرير مصير الفيتنام من خلال استفتاء يجرى لأجل أقصاه سنتين منذ عقد
المؤتمر (جويلية1945م) .
غير أن الو.م.أ لم ترضها تلك القرارات خاصة آخرها , فعملت على تطبيق سياسة
سد الفراغ في المنطقة بتدعيم من النظام الرأسمالي في جنوب الفيتنام ثم
التدخل العسكري في الفيتنام , غير أنها فشلت أمام صمود الفيتناميين الذين
وحدوا الفيتنام تحت الراية الاشتراكية منذ صائفة 1945م.
* الحركة التحررية في الهند :
تعد الحركة التحررية في الهند من أبرز حركات التحرر في العالم لتميزها دون
غيرها بأسلوب الكفاح السلمي الذي تبناه القائد الهندي غاندي والذي قاطع من
خلاله الإدارة البريطانية في الهند سياسيا وإداريا وقضائيا واقتصاديا
متمكنا من تحقيق استقلال بلاده عن التاج البريطاني عام 1947م والتي انشطرت
إلى دول : الهند , باكستان , بنغلاداش .
* الحركة التحررية في مصر ( الثورة المصرية 23 جويلية 1952م ) :
1- طبيعتها :
حركة تحررية عربية مصرية قادها مجموعة من ضباط الجيش المصري أطلقوا على
أنفسهم الضباط الأحرار , بقيادة اللواء محمد نجيب ضد النظام الملكي بمصر
الممثل في شخص الملك فاروق المتعاون مع الإنجليز ضد مصالح بلاده وشعبه .
2- أسبابها : منها :
- فساد النظام الملكي المصري
- تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري .
- استمرار التواجد البريطاني رغم معاهدة الاستقلال الموقعة منذ 1936م
- هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين 1942م بسبب صفقة الأسلحة الفاسدة التي
تورط فيها النظام المصري .
* إنجازات الثورة المصرية :
أ) الداخلية :
-تأميم حوالي 36% من الأراضي الإقطاعية وتوزيعها على الفلاحين الصغار في
سبتمبر 1952م
- إلغاء الملكية وإقامة النظام الجمهوري في جوان 1953م
- وضع حد للوجود البريطاني في مصر بتوقيع اتفاقية الجلاء في أكتوبر 1954م
- بناء السد العالي (سد مائي) لتطوير الزراعة والصناعة بمصر
- تأميم قناة السويس في 26جويلية 1956م
- تأميم المصارف والبنوك الأجنبية بمصر في نهاية 1957م
ب) الخارجية : منها
- منح السودان استقلالها في فيفري 1953م
- تفعيل دور الجامعة العربية
- المساهمة بشكل فعال في إنشاء حركة عدم الانحياز في سبتمبر 1961م
- مواجهة الخطر الصهيوني في المنطقة العربية
- مقاومة المشاريع الغربية الرأسمالية في المنطقة العربية مثل : حلف بغداد
1955م , مشروع أيزنهاور 1957م
- محاولتها تشكيل وحدة عربية على أساس قومي جسدتها بوحدة سورية مصرية من
22فيفري 1958م حتى 28 سبتمبر 1961م
الثورة الجزائرية 1954م - 1962م
احتلت الثورة الجزائرية مكانة جد مرموقة على الساحة الدولية بإثباتها
مجموعة من الحقائق شكلت خصائصا لها منها :
- أول الثورات التي أفشلت السياسة الاستطانية الأروبية خارج أوروبا
- نجاحها في أثبات مبدأ # ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة #
- إثباتها أن الانتصار على قوى الاستعمار والظلم حتمية تاريخية لا جدال
فيها , أمام إرادة الشعوب التواقة للحرية والسيادة .
- مواصلتها لثورة التعمير بعد ثورة التحرير
- تمكنها من التخلص من قيود الاستدمار في وقت قصير نسبيا
- تميز موقفها الخاجي بمناصرة حركات التحرر والقضايا العادلة ومناهضة
ومقاومة التسلط والهيمنة والنفوذ .
الثورة الكوبية 1956م - 1962 م
كوبا جزيرة صغيرة في عرض المحيط الأطلسي محدودة الإمكانات , غير أنها تمكنت
من غيجاد مكانة لها على الساحة الدولية بعد نجاح ثورتها الاشتراكية
1956م-1962م بزعامة فيدال كاسترو والتخلص من النظام الرأسمالي الممثل في
شخص جون باتيستا الموالي للو.م.أ وتطبيق النظام الاشتراكي رغم معارضة
الو.م.ا وتهديدها لكوبا إلا أن إرادة الشعب الكوبي المحدود الإمكانات كانت
أقوى من الو.م.ا التي تعد أقوى دولة في العالم اليوم .
من الكفاح من اجل التحرر إلى ترتيبات ما بعد الاستقلال
في ظل تزايد نشاط حركات التحرر في المستعمرات تنبأت الدول الاستعمارية وعلى
رأسها بريطانيا بحصول هذه الدول على استقلالها لذلك فكرت في كيفية
المحافظة على امتيازاتها الاستعمارية في تلك الدول حتى بعد استقلالها
فأنشأت لذلك منظمات تربط بينها وبين مستعمراتها , إذ انشأت ب